حمض اللبنيك وصحتك

عدي موسى
نشرت منذ 3 أيام يوم 16 أبريل, 2024
بواسطة عدي موسى
حمض اللبنيك وصحتك

يعتبر حمض اللبنيك أو حمض اللاكتيك من أهم الأحماض الحيوية في جسم الإنسان، ومصدراً هاماً للطاقة في الجسم، كما أن له فوائد عديدة في تحسين الهضم، ومقاومة البكتيريا الضارة، كما أنه مفيد لنضارة البشرة والجلد.

ما هو حمض اللبنيك؟

هو حمض كربوكسيلي كيميائي، يتكون من (3) ذرات من الكربون و (6) ذرات من الهيدروجين و (3) ذرات من الاكسجين مرتبطة مع بعضها.

خصائص الحمض

يتميز هذا الحمض بالعديد من الصفات الفيزيائية والكيميائية، فهو بوليمر متلدن حراريا، شفاف اللون، له صلابة كبيرة، ومرونته عالية، أما كيميائياً فهو حمض ليس بالقوي ولا بالضعيف، يتحد مع العديد من الأملاح.

مصدر الحمض في الجسم

يُنتَج هذا الحمض في عضلات جسم الانسان، والجلد، وكرات الدم الحمراء، وذلك في حالة التنفس اللاهوائي في حال غياب أو قلة الأكسجين، حيث أنه في حالة الجهد البدني والعضلي المتزايد، يتم تكسير الجلوكوز في سيتوبلازم الخلية، وينتج حمض البروفيك، الذي ينتج في النهاية حمض اللبنيك، الذي يخرج عبر غشاء الخلية إلي مجري الدم في الجسم.

حمض اللبنيك والرياضة

ينتج الحمض أثناء الرياضة أو المجهود العضلي الكبير، حيث يرتفع منسوبه في الدم عدة أضعاف وذلك بسبب الحاجة إلى تكسير جزيئات أكثر من الجلوكوز، حيث يتحلل جزء البيروفيك الناتج الي جزيئات اللاكتيك أسيد، والتي تتراكم في العضلات والدم، وتؤدي إلى تقلص العضلات وشدة انقباضها.

مصدر الحمض من البكتيريا

تنتج أنواعٌ من البكتيريا حمض اللبنيك عن طريق تخمير سكر اللاكتوز، وهو السكر الموجود في اللبن، وذلك في الظروف اللاهوائية، أي في غياب الاكسجين، وهو الحمض المسؤول عن الطعم اللاذع أو الحامضي للبن الرائب أو الزبادي.

مصادر أخرى للحمض

يوجد هذا الحمض أيضا في بعض الفواكه والخضروات، فضلا عن الحليب، والزبادي، والخمور والكحوليات.

كيف يُصنَّع معملياً؟

يصنع حمض اللبنيك كبوليمر صناعيا في المعامل من قبل علماء الكيمياء عن طريق التكثيف المتعدد للجزيئات، وإزالة جزيء ماء اثناء البلمرة، وكذلك يمكن إنتاجه عن طريق البلمرة بالفتح الحلقي، وهي طريقة أقل تكلفة من طريقة التكثيف.

حمض اللبنيك وأمراض الجهاز الهضمي

يعتبر حمض اللاكتيك (والبكتيريا التي تنتجه أيضاً) علاجا فعالا لأمراض المعدة، وقرحة المعدة، والتهابات القولون، حيث ان بكتيريا حمض اللبنيك، وما تنتجه من حمض، تعمل على قتل الميكروبات الضارة بالأمعاء، وزيادة البكتيريا و الميكروبات النافعة، كما تعمل على التخفيف من حدة الالتهابات أو التقرحات، ويكون ذلك في صورة استخدام اللبن الرائب أو الزبادي بصورته الطبيعية، أو باستخدام أقراص طبية تحتوي على بكتيريا حمض اللبنيك، والتي تتخمر داخل الأمعاء والمعدة لتنتج الحمض، كما ان الاستخدام المنتظم لحمض اللبنيك في اللبن أو الزبادي، يحسن من وظائف الجهاز الهضمي والإخراج، فيحسن من حالات الإمساك المزمن وكذلك الإسهال، كما ان استخدام الزبادي وحمض اللبنيك، يقضي على ميكروب المعدة الحلزوني الذي يسبب تقرحات والتهابات شديدة بجدار المعدة، والتي قد تصل إلى سرطان المعدة والقولون.

“اقرأ أيضا: مرض حمى كيو”

تأثيره على البشرة والجلد

يستخدم حمض اللبنيك أو اللاكتيك في تحسين مظهر البشرة والجلد، حيث أنه يعمل على ترطيبهما، فيساعد على إزالة التشققات، وكذلك التجاعيد، كما انه يعمل على تفتيح البشرة، وإزالة البقع الداكنة والغامقة، كما أنه يخفف من حب الشباب، وحدتها، والالتهابات الناجمة عنها والندبات، لأنه قاتل للبكتيريا المسببة لحبوب الشباب، ولذلك ينصح دائما بعمل ماسكات من اللبن الرائب، أو الزبادي على الوجه والجلد باستمرار.

حمض اللبنيك والجهاز التناسلي

يستخدم حمض اللبنيك أو اللاكتيك في تلطيف التهابات الجهاز التناسلي للنساء، حيث أنه يحافظ على الوسط الحامضي للجهاز المهبلي، كما أيعمل على قتل البكتيريا والفطريات التي تسبب التهابات الجهاز التناسلي، ولذلك ينصح أطباء النساء باستخدام الزبادي كملطف أو غسول للجهاز التناسلي عند النساء.

حمض اللبنيك وفروة الرأس

يستخدم حمض اللاكتيك في عمل ماسكات للشعر وفروة الرأس، وينصح به أطباء الجلد، حيث يعمل الزبادي وما يحتويه من كميات من هذا حمض، على تخفيف التهابات فروة الرأس الناتجة عن قشرة الشعر، كما يعمل على قتل الميكروبات وخاصة الفطريات المسببة لقشرة الشعر المزعجة، وأيضاً على ترطيب فروة الرأس والشعر، وحمايتهما من الجفاف والحكة والتقرحات.

حمض اللبنيك والتخسيس

ينصح الأطباء وخاصة أطباء التغذية والتخسيس، بالاستخدام المستمر للزبادي الذي تحتوي على بكتيريا حمض اللبنيك، إذ إنَّ لهذا الحمض دور في حرق الدهون، حيث أنه يقلل من دهون البطن، كما يقلل من مستويات الكوليسترول في الدم، ويساعد اللبن الرائب والزبادي على الشعور بالشبع.

اقرأ أيضا: “دواء بسموث سبساليسيلات” “اختبار الحمل الرقمي”

فوائده للقلب والأوعية الدموية

كذلك ينصح أطباء القلب والشرايين بتناول الزبادي واللبن الرائب أو أخذ الأقراص التي تحتوي بكتيريا حمض اللبنيك، وذلك لأنه يقلل من الكوليسترول في الدم، وكذلك الدهون الثلاثية التي تعتبر السبب الرئيسي في أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، والشرايين التاجية والجلطات.

تأثير الحمض في أمراض الفم

يستخدم حمض اللبنيك كمضمضة للفم والاسنان، حيث أنه يساعد في قتل البكتيريا المسببة لالتهابات اللثة أو اللسان، وكذلك بكتيريا تسوس الاسنان، ويقتل حمض اللبنيك الفطريات والخمائر التي تسبب التهابات الحلق والفم أيضاً.

حمض اللبنيك في العقاقير الطبية

يدخل حمض اللاكتيك في مكونات العديد من الأدوية والتراكيب الطبية المختلفة مثل:

  • مراهم وكريمات البشرة والتجميل.
  • مركبات لقتل الحيوانات المنوية حيث يستخدم كوسيلة لمنع الحمل.
  • أقراص لأمراض القولون والمعدة
  • انتاج البيكربونات.
  • علاج الكاللو والسنط الجلدي حيث يزيل طبقات الجلد المتكونة تدريجيا.
  • أغذية وأطعمة الأطفال.

التطبيقات المختلفة لحمض اللبنيك

لحمض اللاكتيك العديد من التطبيقات الطبية والصناعية، حيث يدخل في عديد من الصناعات، ومن أهمها:

  • المناشف الورقية الصناعية والمنزلية.
  • حفاضات الأطفال.
  • بطانات الأحذية.
  • الأقمشة المقاومة للأشعة فوق البنفسجية.
  • الألياف الصناعية المختلفة.
  • يدخل في الزرعات العظمية والرخوة، أو جراحات العظام، أو العيون وتقويم الأسنان.
  • الخيوط الجراحية الممتصة الحيوية.
  • الجلد الصناعي.
  • هندسة الأنسجة والخلايا.
  • التغليف والحفظ للأغذية والمشروبات.
  • الصحون والأكواب.
  • الأقراص المضغوطة.
  • منتجات النظافة الشخصية.
  • أدوات صيد الأسماك.
  • البطاقات المصنوعة من البلاستيك.

مخاطر حمض اللبنيك

يسبب ارتفاع هذا الحمض في الدم والعضلات العديد من الأعراض منها التعب، والارهاق، وتقلصات العضلات والتشنجات، كما يسبب الرائحة الكريهة للفم، وذلك بسبب زيادة نسبة حمض اللبنيك في الدم، وذلك قد يكون بسبب عدة امراض، منها:

  • النوبات القلبية وأمراض القلب.
  • فشل القلب واحتقانه.
  • انتان الدم بسبب البكتيريا.
  • ضيق التنفس وأمراض الرئة.
  • تراكم السوائل داخل الرئتين.
  • أنيميا حادة.
  • أمراض الكبد، والكليتين.
  • السكري.
  • مرض نقص المناعة المكتسبة.
  • سرطانات الدم.
  • نقص الفيتامينات.

يمكن تقدير مستوى هذا الحمض في الدم، وذلك بتحليل بسيط للدم أو لسائل العمود الفقري، والنخاع الشوكي، ولمستوى حمض اللاكتيك في الدم دلالات صحية ومرضية مختلفة، أهمها مستوى الأكسجين في الدم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق