الداء الرئوي الخلالي

محمد موسى
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
الداء الرئوي الخلالي

 

نظرة عامة

الحيز الخلالي هو طبقة نسيجية رقيقة تظهر طبيعيًّا على صورة الصدر الشعاعية بشكل ألياف ناعمة جدًا، وأقرب تصور لها هو مظهر الإسفنج.

تنتج أمراض الرئة الخلالية عن طيف واسع من المسببات المفضية إلى ثخانة أو التهاب النسيج المحيط بأسناخ الرئة دون المساس بالأسناخ نفسها (الأسناخ هي أكياس الهواء الواقعة في نهاية الشجرة القصبية للرئتين والمسؤولة عن إجراء التبادل الغازي). تعم حالة الداء الرئوي الخلالي كامل نسيج الرئة دون أن تتموضع في منطقة واحدة.

أعراض وعلامات الداء الرئوي الخلالي

تظهر أعراض وعلامات داء الرئة الخلالي بسبب إضعاف الأذى النسيجي للحيز الخلالي في الرئة وظيفة التنفس.

لذا فأشيع عرضين هما ضيق التنفس والسعال الجاف، يظهر هذان العرضان تدريجيًّا ثم يتفاقمان.

قد يسبب الداء الرئوي الخلالي عند طول فترة الإصابة به أعراضًا وعلامات ناتجة عن نقص أكسجة الدم كتخضم القلب وتعجر الأصابع.

لربما تعكس الأعراض تطور المرض الضمني وتساعد في وضع التشخيص المناسب. قد تظهر أيضًا أعراض الحمى والإعياء وفقدان الوزن، وهي أعراض غير نوعية للأمراض الرئوية، لكنها قد توجه الأنظار نحو احتمالية وجود عدوى رئوية.

من الصعب عادة وضع التشخيص بالاعتماد على الأعراض فقط، ذلك أن كثيرًا من أمراض الرئة تتظاهر بضيق التنفس والسعال.

أسباب أمراض الرئة الخلالية

لأمراض الرئة الخلالية مجموعة متنوعة من الأسباب، لكن السبب الدقيق وراء المرض لا يعرف دائمًا. تشمل بعض من الأعراض الأشيع للأمراض الخلالية السموم والعوامل البيئية والأمراض المزمنة والسرطان والعدوى. ووفقًا لسبب المرض فإما أن يشفى ويزول وإما أن يسبب ضررًا غير قابل للعكس في نسيج الرئة.

ومن الأسباب المعروفة لأمراض الرئة الخلالية:

  • العوامل البيئية، كالتسمم بالأسبستوس أو العفن أو بعض أنواع المعادن (كالزئبق أو الرصاص) أو غبار ثنائي أوكسيد السيليكون أو فضلات الطيور، ويشار إلى الداء الرئوي الخلالي الناتج عن أحد هذه العوامل بالالتهاب الرئوي مفرط الحساسية.
  • العلاج الإشعاعي للصدر
  • بعض الأدوية كالمعالجات الكيميائية ودواء أمويدارون القلبي.
  • أمراض الاختلال المناعي الذاتي المزمنة كالتهاب المفاصل الرئوي ومرض تصلب الجلد والذئبة الحمامية.
  • العدوى، إذ تعتبر جرثومة الميكوبلازما الرئوية من أشيع أسباب التهاب الرئة الخلالي. كما وتسبب أنواع أخرى كثيرة من الفيروسات والجراثيم والفطور التهاب الرئة الخلالي.
  • قد ينتقل السرطان كذلك عبر الجملة اللمفية إلى الرئة فيتظاهر كمرض رئوي خلالي.
  • فشل القلب الاحتقاني والفشل الكلوي الذين يتظاهران رئويًا بنفس النتيجة بسبب احتباس السوائل في النسيج الخلالي للرئة.

بينما تشمل حالات أمراض الرئة الخلالية مجهولة السبب:

  • التهاب القصيبات الساد المترافق مع ذات الرئة
  • التهاب الرئة الخلالي التوسفي.
  • مرض الساركوئيد.
  • التهاب الرئة الخلالي المعتاد
  • الورام العضلي اللمفي الوعائي.
  • التهاب الرئة الخلالي اللمفاوي.
  • كثرة منسجات خلية لانغرهانس.

يعتمد في التفريق بين الحالات مجهولة السبب على نمط الأذية الرئوية وحدتها وموضع المرض.

تشخيص الداء الرئوي الخلالي

تستطلع سوابق تعرض المريض لسموم بيئية في حال غياب السبب الكامن وراء الأعراض. وغالبا ما يوضع تشخيص دقيق من خلال هذا الإجراء إذا ما استحصل سجل شامل للمهنة وحوادث السفر والتعرض للعوامل المختلفة.

وقد يحتاج وضع التشخيص الدقيق لأمراض الرئة الخلالية لأكثر من القصة المرضية فيستلزم دراسات تصويرية وتحاليل نسيجية.

من طرائق التشخيص المفيدة في استقصاء أمراض الرئة الخلالية:

تصوير الصدر والرئتين

غالبًا ما يجرى في المراحل الأولى من التشخيص عند ظهور أعراض الداء الرئوي الخلالي. قد يطلب لهذا الهدف كل من صورة الصدر الشعاعية والتصوير المقطعي عالي الدقة. وقد تفيد فخوصات أخرى، بحسب القصة المرضية والفحص السريري. قد يستخدم تصوير صدى القلب كذلك، وهو تقنية لها أن تقيم وظيفة القلب إضافةً إلى الضغط داخل الرئة. وهو ما يفيد في كلا التشخيص والعلاج.

تحليل الدم

قد تفيد تحاليل الدم أحيانًا في تشخيص وعلاج مرضى هذه الحالات. فقد تفيد فحوصات أمراض الذئبة الحمامية أو التهاب المفاصل الرئوي، وتحليل قياس غازات الدم واختبارات الكبد وغيرها في عملية التشخيص.

اختبارات وظائف الرئة

وهي اختبارات غير باضعة تفيد في قياس الوظيفة الرئوية. يشمل أشيعها قياس حجم تدفق الهواء لدى المريض، من خلال إحداثه زفيرًا قسريًّا ضمن أنبوب متصل إلى جهاز يدعى مقياس التنفس. تكمل اختبارات وظائف الرئة باختبار أكثر تفصيلًا هو مخطط التحجم الذي يشمل جهازًا يدعى صندوق الجسم. يفيد هذا الاختبار في قياس الأحجام الرئوية المختلفة بشكل أدق، وكذلك يمكن له قياس حجم التبادل الغازي عبر نسيج الرئة.

تنظير القصبات

هو الاستعراض والفحص المباشر للمجرى الهوائي حتى الرئتين باستخدام منظار مخصص لهذا الغرض يدعى منظار القصبات.

الخزعة

تؤخذ خزعة أو مسحة للمجرى الهوائي غالبا، وتعالج مخبريًّا وتفحص. ولا تؤتي الخزعة تشخيصًا نهائيًا عادةً، لكنها تفيد في تقييم احتمالية وجود خمج أو سرطان أو مرض الساركويد.

عند عدم نفع القصة المرضية والإجراءات غير الباضعة فمن الضروري إخذ خزعة مفتوحة للرئة لوضع التشخيص.

يمكن إجراء التشخيص من خلال القصة المرضية والدلالات السريرية ومخرجات التصوير المقطعي، ويمكن تجنب خزعة الرئة إذا ظهرت الأعراض والعلامات على المريض بالشكل التقليدي.

“اقرأ أيضًا: وذمة الرئة”

علاج داء الرئة الخلالي

يختلف نمط العلاج في أمراض الرئة الخلالية تبعا لاختلاف السبب الضمني. ومن المهم الوصول إلى تشخيص نهائي لأن العلاج قد يشمل:

  • المضادات الجرثومية.
  • الأدوية المثبطة للمناعة.
  • سلوك التجنب.
  • العلاج الكيميائي
  • وقد لا يكون بمتناول اليد علاج متوفر في بعض الحالات.

يعالج مريض الداء الرئوي الخلالي بالصادات الحيوية إذا كان مسبب الحالة عدوى جرثومية. تدبير تقدم  المرض الضمني مهم أيضًا لدى المصاب بداء رئوي خلالي مرتبط بهذه الحالات. عند تضمن المرض لفرط الحساسية فأفصل علاج يمكن توفيره يكون بتجنب المادة المسببة للحساسية.

قد يتطلب علاج المريض دعم التنفس إما بالأوكسجين أو بربطه بجهاز التنفس الصناعي، بحسب اختلاف الحالة وشدة الأعراض. مهم جدًا بالنسبة لأي مصاب بمرض رئوي خلالي أن يقلع عن التدخين لانجاح العلاج.

تستخدم أدوية الستيروئيدات القشرية كالكورتيزون والهيدروكورتيزون أحيانًا للتحكم بالتهاب الرئة الخلالي.

قد تعطى أدوية كبح جهاز المناعة كالأزاثيوبرين والسايكلوفوفسفاميد والميكوفينولات مع العلاج بالستيروئيدات أو بعده. تبطئ هذه الأدوية من تقدم المرض، لكنها لا تعكس الضرر الحاصل على الأنسجة في حالات أمراض الرئة الخلالية طويلة الأمد. يمكن اللجوء إلى زرع الرئة في الحالات الشديدة المصاحبة بأذى نسيجي غير قابل للعكس.

لا تستجيب حالة تليف الرئة مجهول السبب لأي من الطرائق العلاجية.

“اقرأ أيضًا: انصباب الجنب”

التوقع على المدى البعيد

كما ذكر سابقًا، تتعافى بعض أشكال أمراض الرئة الخلالية بشكل كامل، بينما تنتج أخرى أذية طويلة الأمد وغير قابلة للعكس في الرئة، تترافق مع فشل تنفسي.

تعرف حالة ارتفاع الضغط الرئوي بأنها شكل من أشكال فرط ضغط الدم تؤثر في الشرايين الرئوية. يتطور هذا الشكل من ارتفاع الضغط في حالة أمراض الرئة الخلالية طويلة البقاء، وقد يسبب تضخم الجانب الأيمن من القلب (الجانب المسؤول عن ضخ الدم في الرئتين لأكسجته) والفشل القلبي.

يعتمد التوقع طويل الأمد على نوع وشدة الداء الرئوي الخلالي المؤثر إضافة إلى الحالة الصحية الضمنية للمريض.

الوقاية من الداء الرئوي الخلالي

لا يمكن الوقاية من أمراض الرئة الخلالية إلا بالقدر الذي تسمح به الوقاية من الأسباب الفردية. فتجنب البيئات ذات السموم مثلًا يفيد في منع التسبب بأذى في الرئتين جراء التعرض للمواد السامة.

أمراض الرئة الخلالية مجموعة من الأمراض المسبب لطيف واسع من الإذيات في الرئتين والتي يكون منها الدائم ومنها المؤقت، ويجب معالجتها أبكر ما يمكن لتجنب الأذى الدائم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق