يُعرف اضطراب الشخصية الهستيرية، أو الخلل الهستيري، أو الاضطراب الهستيري، على أنه مرض نفسي، يسعى فيه الشخص دائماً إلى لفت انتباه الآخرين من حوله، بالإضافة إلى ميله للمبالغة في ردود الأفعال، مما قد يضعف العلاقة بينه وبين الآخرين ويؤدي إلى الاكتئاب في كثير من الأحيان. تعرف معنا إلى هذه المتلازمة وأنواعها، وأيضًا أبرز 3 أسباب للإصابة به.
ماذا يقصد باضطراب الشخصية الهستيرية؟
يعد الاضطراب الهستيري نوعاً من ضمن أنواع الاضطرابات الشخصية، يظهر عادةً أثناء مرحلة البلوغ. تتصف أعراض متلازمة الشخصية الهستيرية بكونها غير منتظمة، وعاطفية، أو دراماتيكية. كما يتسم الأشخاص المصابون بهذا المرض بعدم الثقة بأنفسهم، لذا غالباً ما يبحثون عن رأي الآخرين فيهم، من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
في الغالب يلجأ المصابون بخلل الشخصية الهستيرية إلى جذب انتباه الآخرين، ما يدفعهم للقيام بأعمال مريبة، وسلوكيات غريبة. ينتشر اضطراب الشخصية الهستيرية أكثر بين النساء عن الرجال، ولربما يعود السبب الرئيسي في هذا إلى قلة تبليغ الرجال عن الأعراض التي يشعرون بها.
أنواع اضطراب الشخصية الهستيرية
لا ينفصل خلل الشخصية الهستيرية هذا عن الأنواع الأخرى من الهستيريا، لذا من بين تلك الأنواع:
- الهستيريا التحولية
يعد هذا النوع أكثر الأنواع شيوعاً، وفيه يعاني المريض من الشعور بالألم غير المبرر في مختلف أنحاء جسده.
- الهستيريا الفصامية (التفككية)
في تلك الحالة يفقد المريض ذاكرته تماماً، ما يدفعه إلى التصرف كأنه انسان غريب، هذا بالإضافة إلى الصعوبة في إدراك كل ما يدور حوله.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية
إلى الآن السبب الحقيقي وراء اضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف، لكن يعتقد العلماء أن الدافع الرئيسي للمرض راجع للتالي:
تلعب العوامل البيئية المحيطة دوراً مهماً، فقد ينشأ الأبناء في بيئة مصاب فيها إما الأب، أو الأم باضطراب الشخصية الهستيرية، ما يجعلهم يتعلمون هذا السلوك ببساطة من البيئة المحيطة بهم.
- العوامل الوراثية
هناك تاريخ من الإصابة لدى بعض العائلات ممن يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية، ما يضفي نوعاً من المصداقية على أن هذا المرض من الممكن أن ينتقل عن طريق الجينات.
- العوامل النفسية
تتشكل العوامل النفسية في عدم وجود نقد بناء أو عقاب للأطفال عند القيام بالسلوكيات الغير مرغوبة، بالإضافة إلى قلة تشجيعهم منذ صغرهم على فعل الواجبات والسلوكيات المحمودة.
علامات اضطراب الشخصية الهستيرية
في الواقع اضطراب الشخصية الهستيرية ليس مرض مدمر وخطير، كما يتميز أصحاب هذا المرض بمهارات أكثر من رائعة في التعامل مع من حولهم، لكن لسوء الحظ قد تُستخدم تلك المهارات في الغالب بهدف التلاعب بالآخرين. ووفقاً للتشخيص الإحصائي للاضطرابات العقلية هناك مجموعة من الأعراض التي من الممكن أن تلاحظ على أصحاب الشخصية الهستيرية ومنها:
- المبالغة والتهويل في وصف الأشياء، بالإضافة إلى الخيال الواسع.
- يستخدم المريض حركاته الجسدية بهدف لفت الانتباه.
- الشعور دائماً بالنقص، وعدم الثقة بالنفس.
- الأنانية (Egoism)، وسطحية المشاعر.
- القرارات المتهورة دون سابق تفكير.
- كثرة الثرثرة والإفراط في الكلام.
- سرعة تقلب المزاج والحالة النفسية.
- عدم الاعتراف بعيوب الذات، والتعالي عن إصلاحها.
- دائم التهديد بمحاولة الانتحار.
- سرعة التأثر بآراء الآخرين فيه.
- التفاعل مع الآخرين باستخدام أسلوبه الجنسي المغري.
- يشعر بالإحباط، والملل بسهولة من الأعمال الروتينية.
- غالباً ما يدخل في نوبات اكتئاب بسبب نفور الجميع منه.
تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية
في الواقع ليس هناك طريقة محددة لتشخيص هذا الخلل الهستيري، لكن إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة فلا تتردد في الذهاب لدار الرعاية الصحية. هناك يأخذون منك تاريخ طبي كامل عنك، بالإضافة إلى إجراء فحص جسدي وذلك لاستبعاد أي مشاكل جسدية قد تكون سببًا في ظهور تلك الأعراض عليك.
إذا لم يتوصل مقدم الرعاية إلى أي أسباب عضوية، أو جسدية، هنا يجب تحويلك إلى طبيب نفسي. يتم تدريب الأطباء النفسيين بشكل أكثر دقة، وذلك للتعرف على نوع الاضطراب النفسي وكيفية علاجه. يبدأ الطبيب النفسي المختص بتوجية بعض الأسئلة لك، بغرض تقييم إلى أي درجة ينتمي الاضطراب لديك.
هل يمكن منع اضطراب الشخصية الهستيرية؟
تعد الوقاية من هذا المرض نادرة الحدوث، لكن العلاج من الممكن أن يساعد الشخص المعرض لهذا الخلل الهستيري إلى تعلم طرق أكثر فاعلية، وذلك للتعامل مع المواقف.
كيفية علاج الاضطراب الهستيري؟
غالباً ما يكون الالتزام بالعلاج أمر يصعب تنفيذه، وذلك لأن أصحاب الخلل الهستيري دائماً ما يكون لديهم شعور بأنهم ليسوا بحاجة إلى الالتزام بكورس العلاج. أو قد يكون روتين العلاج غير جذاب بالنسبة إليهم، ومن بين الطرق المستخدمة:
العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي الخيار العلاجي الأفضل، والأكثر شيوعاً بين مرضى اضطرابات الشخصية الهستيرية. يشتمل هذا العلاج على التحدث مع الطبيب المعالج عن المشاعر والتجارب. بل من الممكن أن تساعدك تلك المحادثات على تحديد الأسباب الحقيقية وراء تصرفاتك وأفعالك. كما سيساعدك طبيبك في معرفة كيفية التواصل مع الآخرين بشكل إيجابي، بدلاً من الرغبة في جذب انتباههم باستمرار.
العلاج الاجتماعي والبيئي
يجب العمل على تحسين المناخ المحيط بالمريض، وتجنب أي نوع من الضغوطات، أو العقبات التي تؤثر بالسلب على المريض.
العلاج الدوائي
من بين المضاعفات الناتجة عن اضطراب الشخصية الهستيرية، مرض الاكتئاب، أو مرض القلق. هنا من باب أولى أن يضعك مقدم الرعاية الأولية على كورس علاجي مناسب، مع استخدام مضادات الاكتئاب، أو مضادات القلق.
نصائح يجب اتباعها عند التعامل مع أصحاب الشخصية الهستيرية
- تجنب النقد السلبي
حاول دائماً أن تلهم المصاب بالإيجابيات، وتشجيع السلوكيات المرغوبة، وتجنب النقد الذي يقلل من ثقة الفرد بذاته.
- أعطي للمريض المزيد من الاهتمام
يحتاج أصحاب الشخصية الهستيرية إلى المزيد من الاهتمام والود، حتى لا يشعرون بالوحدة، ويقعون في العديد من المشكلات فمن باب أولى توفير الحنان والاهتمام.
العلاقة بين اضطراب الشخصية الهستيرية والزواج؟
من الممكن أن يعاني أصحاب الشخصية الهستيرية من خلل في العلاقات الاجتماعية، أو الرومانسية، بل من الممكن أن يشعروا بخيبة الأمل مع الخسائر أو الإخفاقات. لذا يعد أصحاب الشخصية الهستيرية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عن الآخرين ممن لا يعانون من هذا الخلل.
إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية Hysterical personal disorder، لا تتردد في الذهاب إلى الطبيب النفسي، كي يساعدك على أخذ الإجراءات اللازمة، للتغلب على هذا المرض النفسي.
عذراً التعليقات مغلقة