فرط صوديوم الدم

أحمد الفارس
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 14 أبريل, 2024
فرط صوديوم الدم

فرط صوديوم الدم Hypernatremia هو المصطلح الطبي المستخدم لوصف الحالة المرضية لزيادة تركيز الصوديوم في الدم. حيث يعد عنصر الصوديوم من العناصر المعدنية الهامة لإتمام العمليات الحيوية في الجسم بالشكل الطبيعي والسليم. فمعظم صوديوم الجسم يتواجد في الدم. ويشكل أيضًا جزء هام من البلازما وخلايا الدم المتعددة.

كيف يتم التحكم في مستويات الصوديوم؟

في الكثير من الحالات، يكون فيها ارتفاع صوديوم الدم خفيفًا ولا يسبب مشاكل خطيرة مهددة للحياة. ومع ذلك ومن أجل منع حدوث الاضطرابات التي يسببها فرط صوديوم الدم من المهم جداً تصحيح وتنظيم مستويات الصوديوم المرتفعة في الجسم.

حيث يؤدي فقدان الكثير من الماء أو زيادة كمية الصوديوم في الجسم إلى حدوث متلازمة فرط الصوديوم. أي أن ذلك الاضطراب في توازن نسبة الماء إلى الصوديوم في الجسم يحدث بحيث تصبح كمية الماء في الجسم قليلة جداً بالمقارنة مع كمية الصوديوم المرتفعة.

ملح الطعام يحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم

فيمكن أن تؤثر تغيير العادات اليومية في زيادة شرب الماء أو فقدانه على تنظيم تركيز الصوديوم في الدم. تحدث التغييرات في سوائل الجسم بسبب:

  • العطش الشديد ونقص الوارد من الماء.
  • البوال (زيادة إدرار البول).

ففي الأشخاص الأصحاء وفي الحالة الطبيعية، ينجم إحساس العطش والتبدلات في تركيز الصوديوم في البول بمساعدة مستقبلات خاصة في الدماغ، فهذه المستقبلات نفسها تدرك الحاجة الماسة إلى تصحيح السوائل أو تنظيم تركيز الصوديوم في الدم، يؤدي ذلك عادةً إلى زيادة شرب الماء وبالتالي حدوث تغييرات ملحوظة في كمية الصوديوم التي تطرح مع البول خارج الجسم. فمن خلال هذا التنظيم يمكن أن يصحح بسرعة فرط صوديوم الدم وبشكل طبيعي.

أعراض فرط صوديوم الدم

أهم أعراض فرط صوديوم الدم :

  • العطش الشديد.
  • الخمول.
  • وهو التعب الشديد.
  • نقص الطاقة.
  • الارتباك.

أما في الحالات الشديدة والمتقدمة يحدث الرجفان المعمم والتقلصات العضلية، وذلك بسبب مساهمة عنصر الصوديوم الهام في عمل العضلات والأعصاب. ومع الارتفاع الحاد في تركيز الصوديوم قد تحدث الغيبوبة.

ملاحظة: الأعراض الشديدة لفرط الصوديوم نادرة جداً، فعادةً ما تظهر فقط مع الارتفاع السريع والكبير للصوديوم في بلازما الدم.

عوامل الخطر وأسباب فرط صوديوم الدم

تأثير فرط الصوديوم على الأعضاء الداخلية للجسم

إن كبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفرط صوديوم الدم. فكلما تقدم الإنسان في العمر يقل الإحساس بالعطش. لذلك هم الأشخاص المعرضين وبشدة للأمراض التي تؤثر على توازن الماء والصوديوم.

وهناك الكثير من الحالات الطبية التي تزيد أيضًا من خطر الإصابة بفرط صوديوم الدم، مثل:

  • التجفاف الشديد.
  • الإسهال المائي الشديد.
  • القيء.
  • الحمى الشديدة والمتواصلة.
  • الأمراض العصبية والغدية.
  • بعض الأدوية مثل بعض أنواع المدرات.
  • السيطرة السيئة على مرض السكري.
  • حروق الجلد الواسعة.
  • الأمراض الكلوية الحادة والمزمنة.
  • مرض السكري الكاذب وهو حالة مرضية نادرة.

التشخيص

يتم تشخيص فرط صوديوم سريرياً ومخبرياً من خلال الاختبارات الشاردية للدم. بالإضافة إلى فحص البول والذي لا يقل أهمية عن فحص الدم في تحديد المستويات العالية والمختلفة من الصوديوم. فكل من تحاليل الدم والبول هي اختبارات سريعة وغير معقدة.

علاج ارتفاع الصوديوم في الدم

الغاية الأساسية من معالجة فرط صوديوم الدم هو إعادة وتصحيح معدلات الماء  والصوديوم في الجسم إلى النسب الطبيعة. وذلك يكون إما عن الطريق الفموي أو عن الطريق الوريدي.

غالبًا ما يتم علاج فرط صوديوم الدم البسيط خارج المستشفى، فقط في الحالات الشديدة تكمن الحاجة الماسة لدخول المستشفى، لإن المراقبة الدقيقة تساعد في ضمان نجاح المعالجة والحصول على النتيجة الصحيحة.

يمكن أن يحدث فرط صوديوم الدم بسرعة كبيرة وخلال أقل من 24 ساعة، وقد يتطور ارتفاع الصوديوم في الدم ببطء أكثر وخلال فترة زمنية أطول بحيث تتراوح من 24 إلى 48 ساعة،لذلك فكلما أسرع المريض في طلب المساعدة الطبية كلما كانت نتائج المعالجة أفضل. حيث تساعد السرعة الطبيب على تحديد خطة العلاج المناسبة ومن دون أي تأخير.

تعتمد المعالجة الأساسية في هذه الحالة المرضية على تصحيح توازن السوائل والصوديوم في الجسم، حيث يتم علاج فرط صوديوم الدم سريع التطور بشكل فعال وجدي دون تأخير. أما بالنسبة لفرط صوديوم الدم الذي يتطور بشكل بطيء يكون التدخل العلاجي فيه أقل سرعة ويعالج التصحيح الشاردي ببطء وتروي.
بالنسبة للحالات الخفيفة من ارتفاع الصوديوم بالدم يكمن علاج الحالة عن طريق زيادة تناول السوائل الفموية. أما الحالات الأكثر خطورة يجب عندها تسريب السوائل الوريدية لتخفيف تركيز الصوديوم في الدم.

يجري تسريب السوائل الوريدية في المستشفى و تحت المراقبة الطبية والمخبرية الحتيتة لتركيز الصوديوم في الدم والبول.

ما هو إنذار فرط صوديوم الدم؟

الإنذار الطبي والمستقبلي لفرط صوديوم الدم بشكلٍ عام جيد. طبعاً وبشرط التصحيح الشاردي بشكلٍ دقيق وخاصةً إذا تم اكتشاف الحالة والتشخيص بوقتٍ مبكر، عندها تتم المعالجة بإصلاح إختلال توازن الاليكتروليت والسيطرة على الحالة المرضية بالكامل. تؤدي الشوارد مثل البوتاسيوم والكلسيوم  وعلى رأسها عنصر الصوديوم مجموعة متنوعة من الوظائف الحيوية المهمة داخل جسم الإنسان.

وعلى الرغم من تواجد هذه الشوارد ضمن المستويات الطبيعية داخل العضوية. يمكن أن يؤثر التجفاف سلبياً على الجسم بشكلٍ عام وعلى الدماغ بشكلٍ خاص بسبب. لذلك يجب شرب الماء عند الشعور بالعطش دون أي تأخير. فيجب على كل شخص أن يشرب الكمية المناسبة من الماء يومياً، أي حوالي ثمانية أكواب سعة 8 أونصات من الماء كل يوم  للبقاء بصحة جيدة.

اقرأ المزيد: 

ختاماً، نكون تعرفنا على آثار فرط صوديوم الدم وإن التسرع في إعادة الصوديوم إلى قيمه الطبيعية خطر للغاية ولا سيما على بنية الدماغ. فإن تخفيض تركيز الصوديوم بسرعة وبإفراط قد يؤدي إلى تدفق الماء إلى خلايا الدماغ وحدوث الوذمة الدماغية، مما يسبب تلف الدماغ وحدوث الوفاة، لذلك يجب الانتباه لذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق