العدوى المكتسبة في المستشفيات

فالدييف رستم
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 16 أبريل, 2024
العدوى المكتسبة في المستشفيات

العدوى المكتسبة في المستشفيات هي عدوى، أو التهابات مرتبطة بالرعاية الصحية، عندما يصاب الشخص بعدوى خلال فترة وجوده في مرافق مخصصة للرعاية الصحية.

نظرة عامة عن العدوى المكتسبة في المستشفيات

يجب أن تستوفي العدوى التي تظهر بعد إقامتك في المستشفى معايير معينة حتى تصبح مؤهلة لكي يتم إعتبارها عدوى مكتسبة في المستشفى. تحدث العدوى المكتسبة في المستشفيات Hospital-acquired infections بسبب وجود عدوى أو سموم موجودة في مكان معين، مثل المستشفى.

في العادة، يستخدم الناس الآن عدوى المستشفيات بشكل تبادلي مع مصطلحات مثل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية (HAIs) أو العدوى المكتسبة في المستشفى. أما بالنسبة لـ HAI، فيجب ألا تكون العدوى موجودة قبل أن يخضع شخص ما للرعاية الطبية.

تعد وحدة العناية المركزة (ICU) واحدة من أكثر الأماكن شيوعًا في نسب حدوث العدوى المكتسبة في المستشفيات، حيث يعالج الأطباء الأمراض الخطيرة. إذ أن حوالي 1 من كل 10 أشخاص من الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى تنالهم عدوى المستشفيات، وهي مهمة جداً، فهي مرتبطة أيضًا بمعدل المرض ومعدل الوفيات وزيادة التكلفة الصحية.

كلما أصبحت الرعاية الطبية أكثر تعقيدًا، وزادت مقاومة المضادات الحيوية، سترتفع حالات العدوى المكتسبة في المستشفيات HAIs. الخبر السار هو أنه يمكن منع الإصابة في الكثير من حالات الرعاية الصحية.

أعراض العدوى العدوى المكتسبة في المستشفيات

بالنسبة لـعدوى المستشفيات، تحدث العدوى:

  • حتى 48 ساعة بعد دخول المسشفى.
  • خلال 3 أيام بعد الخروج من المستشفى.
  • حتى 30 يومًا بعد إجراء أي عملية.
  • في أحد مرافق الرعاية الصحية عندما تم قبول شخص لأسباب أخرى غير الإصابة.

تختلف أعراض العدوى المكتسبة في المستشفيات حسب النوع. إن الأنواع الأكثر شيوعًا منها:

قد تشمل أعراض هذه العدوى:

  • حدوث إفرازات من الجرح.
  • الحمى.
  • السعال وضيق التنفس.
  • حرقان أثناء التبول أو صعوبة في التبول.
  • صداع في الرأس.
  • الغثيان والقيء والإسهال.

ما الذي يسبب العدوى المكتسبة في المستشفيات؟

البكتيريا، والفطريات، والفيروسات هم من الأسباب المسببة لعدوى المستشفيات، حيث تسبب البكتيريا وحدها حوالي 90 في المئة من هذه الحالات. من المهم أن نعلم أن العديد من الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة معرضون لخطر الإصابة بشكل أكبر بكثير من الأشخاص العاديين أثناء إقامتهم في المستشفى.

من البكتيريا الشائعة المسؤولة عن عدوى المستشفيات:

  • المكورات العنقودية الذهبية (S. aureus)، حيث تصيب الدم.
  • الإشريكية الكولونية (E. coli)، حيث تصيب الجهاز البولي.
  • داء المكورات المعوية (Enterococci)، حيث تصيب أماكن الجروح والجهاز البولي.
  • (Pseudomonas aeruginosa)، حيث تصيب الكلى، الجهاز البولي، و الجهاز التنفسي. من بين العدوى المكتسبة في المستشفيات، تمثل (Pseudomonas aeruginosa) حوال 11 في المائة من أسباب العدوى، كما أنها مصاحبة بمعدل مرتفع من الوفيات.

الفيروسات

إلى جانب البكتيريا، تعد الفيروسات أيضًا سببًا مهمًا لعدوى المستشفيات. تشير التقارير إلى أن 5٪ من جميع حالات العدوى المكتسبة في المستشفيات ناتجة عن الفيروسات. حيث يمكن أن تنتقل عن طريق الفم واليد والجهاز التنفسي والبراز.

من مثل هذه الأمراض:

  • التهاب الكبد، و هو مرض مزمن تسببه الفيروسات. يمكن أن ينتقل التهاب الكبد  B و C عادة من خلال ممارسات الحقن غير الآمنة.
  •  الأنفلونزا Influenza.
  • فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
  • الفيروسة العجلية Rotavirus.
  • فيروس الهربس البسيط Herpes-simplex virus.

الطفيليات الفطرية

تعمل الطفيليات الفطرية كمسببات الأمراض الانتهازية التي تسبب عدوى المستشفيات في الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة. مثل ال Aspergillus، إذ يمكن أن تسبب التهابات من خلال تلوث البيئة المحيطة. كذلك بعض الفطريات الآخرى مثل Candida albicans, Cryptococcus neoformans تساهم في حدوث عدوى فطرية.

أيضاً، تنتشر البكتيريا والفطريات والفيروسات بشكل جوهري من خلال الاتصال الشخصي. هذا يشمل الأيدي غير النظيفة، والأدوات الطبية مثل القسطرة، وأجهزة التنفس، وأدوات المستشفى الأخرى. كما تزداد حالات الإصابة بالعدوى أيضًا عند الاستخدام المفرط وغير السليم للمضادات الحيوية؛ لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المختلفة.

من هم الأكثر عرضة لعدوى المستشفيات؟

في الحقيقة إن وجود أي شخص في أي منشأة رعاية صحية يعرضه لخطر الإصابة بـعدوى المستشفيات.

بالنسبة لبعض البكتيريا، أيضًا، قد تعتمد المخاطر على:

  • الشخص المجاور في غرفة المستشفى.
  • العمر، خاصة إذا كان عمرك أكثر من 70 عامًا.
  • مدة استخدام المريض للمضادات الحيوية.
  • سواء قد ركبت لك قسطرة بولية أم لا
  • الإقامة الطويلة في وحدة العناية المركزة.
  • إذا كنت في غيبوبة؟
  • إذا كنت قد تعرضت لصدمة Shock؟
  • أي إصابة عانيت منها.
  • ضعف جهاز المناعة لديك.

يزداد الخطر أيضاً، إذا دخلت أحد وحدات العناية المركزة. فمثلاً، تتراوح فرصة العدوى في وحدات العناية المركزة للأطفال بين 6.1 إلى 29.6 في المئة. كما صرحت دراسة موثوقة المصدر أن ما يقرب من 11 في المئة من حوالي ال 300 شخص الذين خضعوا لعمليات، قد أصابتهم أحد أنواع العدوى المصاحبة للمستشفيات.

الجدير بالذكر، أنه من الإمكان أن تزيد المناطق الملوثة من خطر الإصابة بعدوى المستشفيات بنسبة قد تصل إلى 10 بالمئة تقريبًا. كما أن العدوى المكتسبة في المستشفيات أكثر شيوعًا في البلدان النامية.

تشير الدراسات إلى أن ما بين 5 إلى 10 بالمئة من حالات الوجود في المستشفيات في أوروبا وأمريكا الشمالية تؤدي إلى حدوث العدوى المكتسبة. لكن في مناطق مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا التي تقع جنوب الصحراء وآسيا، تتجاوز النسبة 40٪.

 تشخيص العدوى المكتسبة في المستشفيات

يمكن للعديد من الأطباء تشخيص العدوى المكتسبة في المستشفيات عن طريق النظر والأعراض وحدها. كما يمكن أن يكون الالتهاب أو الطفح الجلدي في موقع العدوى مؤشرًا أيضًا. لكن من المهم أن ننتبه إلى أن العدوى المكتسبة قبل إقامتك في المشفى والتي من الممكن أن تصبح حالة حرجة لا يتم اعتبارها عدوى مكتسبة من المشفى. ويجب أن تخبر طبيبك إذا ظهرت أي أعراض جديدة أثناء إقامتك.

قد يتطلب منك أيضًا أن يتم أخذ عينة لفحص الدم والبول لتحديد نوع العدوى وما إذا كانت مكتسبة أم لا.

مواطن العدوى

البكتيريا الداخلية للمريض Microflora

يمكن أن تسبب البكتيريا التي تنتمي إلى فئة البكتيريا الداخلية، التي توجد في حالة توازن مع الشخص العادي، إلى حدوث الالتهابات للمريض، إذا نقلت إلى الجرح الموجود أو موقع الجراحة.

المريض والعمال

انتقال مسببات الأمراض أثناء مرحلة العلاج، من خلال الاتصال المباشر مع المرضى من خلال:

    • (اليدين، اللعاب، سوائل الجسم الأخرى وما إلى ذلك).
    • ومن قبل موظفين الرعاية الصحية من خلال الاتصال المباشر.
    • أو بسبب مصادر بيئية أخرى (الماء والغذاء وسوائل الجسم الأخرى).

البيئة

يمكن أن تكون مسببات الأمراض الموجودة في بيئة الرعاية الصحية نفسها، أي الماء والغذاء والمعدات الطبية مصدرًا لإنتقال العدوى.

كيف يتم علاج العدوى المكتسبة في المستشفيات؟

تعتمد علاجات هذه العدوى على نوعها، من المرجح أن يوصي طبيبك بالمضادات الحيوية وأخذ قسط من الراحة في الفراش. أيضًا، قد يوصى بإزالة أي أجهزة طبية مثل القسطرة في أقرب وقت مناسب.

لتشجيع عملية الشفاء بشكل طبيعي ومنع حدوث الجفاف الذي قد يكون مصاحباً لمثل تلك العدوى، قد ينصح الطبيب بإتباع نظام غذائي صحي، وبتناول الكثير من السوائل، والراحة الجسدية.

النظرة العامة تجاه العدوى المكتسبة في المستشفيات

الكشف المبكر والعلاج أمران حيويان لهذه العدوى المكتسبة. فكثير من الناس قادرون على الشفاء التام بالعلاج. لكن الأشخاص الذين يصابون بهذه العدوى، قد يقضون عادة 2.5 مرة مدة أطول في المستشفى.

في بعض الحالات، يمكن أن تزيد العدوى بشكل خطير من من زيادة نسبة المضاعفات الحرجة التي قد تهدد الحياة.

تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن حوالي 2 مليون شخص يصابون بالعدوى المكتسبة في المستشفيات، وحوالي 100,000 من هذه الحالات يتوفون جراء ذلك.

منع العدوى المكتسبة في المستشفيات

تقع مسؤولية الوقاية من العدوى المكتسبة في المستشفيات على عاتق مرافق الرعاية الصحية، فيجب على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية اتباع المبادئ التوجيهية والخطوات الإحترازية الموصى بها للتعقيم والتطهير.

من الممكن أن يقلل اتخاذ هذه الخطوات إلى منع خطر الإصابة بها بنسبة 70 بالمئة، أو أكثر. ومع ذلك، نظرًا لطبيعة مرافق الرعاية الصحية، من المستحيل القضاء على 100 في المئة من عدوى المستشفيات.

تشمل بعض التدابير العامة لمكافحة العدوى المكتسبة في المستشفيات ما يلي:

  • فحص وحدات العناية المركزة، لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من العدوى المكتسبة بحاجة إلى عزل.
  • تحديد نوع العزل الصحي اللازم، والتي يمكن أن تساعد في حماية الآخرين أو تقلل من فرص حدوث مزيد من العدوى.
  • مراقبة نظافة اليدين، والتي تنطوي على غسل اليدين قبل وبعد لمس الأشخاص في المستشفى.
  • ارتداء المعدات المناسبة، بما في ذلك القفازات والعباءة الجراحية، وحماية الوجه.
  • تنظيف الأسطح بشكل صحيح، بالنسب المتفق عليها علمياً.
  • التأكد من أن الغرف جيدة التهوية.

للحد من مخاطر عدوى المسالك البولية، يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك:

  • اتباع الخطوات الصحيحة للإدخال المعقم (مثل إدخال القسطرة) لتقليل العدوى.
  • إدخال القسطرة عند الحاجة فقط وأزلها عند عدم الحاجة إليها.
  • تغيير القسطرة أو الأكياس التي يتجمع فيها البول، عند نهاية القسطرة فقط، أو عند الإشارة الطبية من الطبيب المختص.
  • التأكد من وضع القسطرة البولية فوق الفخذ، وتعليقها بحيث تكون أسفل المثانة لتدفق البول دون أي إعاقة.
  • الحفاظ على نظام تصريف مغلق.
  • تحدث إلى طبيبك حول أي مخاوف لديك أثناء الإجراء.

مشكلة العدوى المكتسبة في المستشفيات

مع تزايد عبء العدوى المكتسبة في المستشفيات ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، أصبح من الصعب على إدارات الرعاية الصحية ولجان مكافحة العدوى، الوصول إلى هدف للقضاء على هذه المشكلة نهائياً.

ومع ذلك، من خلال ممارسة الطرق السليمة والإحترازية لتقديم الرعاية المصممة من قبل لجان مكافحة العدوى، والتحكم في انتقال هذه العدوى باستخدام الطرق المناسبة لاستخدام مضادات الميكروبات، يمكن تقليل المقاومة في مسببات الأمراض الناشئة ضد مضادات الميكروبات بسهولة.

إذ يمكن أن تساعد طريقة المراقبة الدورية التي تعمل بها منظمة الصحة العالمية إلى دفع مؤسسات الرعاية الصحية على وضع برامج مكافحة العدوى.

كما يمكن أن يساعد التدريب المناسب للعاملين في مرافق الرعاية الصحية المختلفة على تطبيق الأمان الحيوي، والتعامل المناسب مع المخلفات الناتجة من المرافق الصحية، وإصلاح الرعاية الصحية، وتوعية الجمهور العام بهذه الأمراض المتوطنة، إلى الحد من العدوى المكتسبة في المستشفيات.

إذا ظهرت أعراض جديدة في غضون 48 ساعة من بعد دخول المشفى، أو بعد ثلاثة أيام من الخروج من المستشفى، أو بعد 30 يومًا من العملية، فتحدث إلى طبيبك، حيث يمكن أن تكون الإلتهاب أو الإفرازات أو الإسهال المستجد لديك، أحد أعراض الإصابة بهذه العدوى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق