تعتبر آفة حفار ساق التين (Hesperophanes spp) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب التين وتؤدي إلى سحق عمر الشجرة وضعفها وانجذاب مختلف أنواع الآفات إليها، كما تؤدي هذه الآفة إلى تدني مستوى الإنتاج الزراعي، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار ساق التين، وكيف يتم مكافحة حفار ساق التين عند الإصابة والضرر؟ وكل ما يهم المزارع عنه من معلومات.
حشرة حفار ساق التين
إن حشرة حفار ساق التين تعد من الحشرات الاقتصادية التي تصيب التين، وهو يختلف عن حفار ساق التين الاستوائي. وتؤدي إلى خسارة الإنتاج الزراعي للمزارعين ومربي أشجار التين. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة التين حول العالم، وخاصة في شمال أفريقيا، وآسيا، وأوروبا.
“تابع القراءة: ثاقبة أغصان الدراق؛ ما علامات ودلالات الإصابة وكيف يمكن مكافحة الآفة؟“
وصف الحشرة
إن هناك نوعين مميزين لحفار ساق التين، وفي ما يلي وصف هذين النوعين:
النوع Hesperophanes griseus
تكون الحشرات الكاملة في هذا النوع متوسطة الحجم 15-25مم تقريبًا. كما يغلب على الحشرة اللون الرمادي، وقرن الاستشعار يكون مقاربًا للجسم في الطول عند الأنثى ويفوقه عند الذكر. أما الصدر الأمامي فهو كروي الشكل. أيضًا تكون مقدمة الغمدين منقرة وتنمو عليها أهداب غزيرة. أما اليرقة فبيضاء، والرأس كبير واضح، ويبلغ طول اليرقة عند تمام النضج 21- 25مم.
النوع Hesperophanes Cinereus
أما هذا النوع فتكون حشرته الكاملة بطول 15- 20مم ويميل لونها إلى البني. كما ينمو على جسم الحشرة أهداب غزيرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع يهاجم بالإضافة لأشجار التين أشجار البلوط والجوز.
الإصابة بحفار ساق التين
مظاهر الإصابة بهذا الحفار في غصن شجرة
تحفر يرقات حفار ساق التين في جذوع أشجار التين الضعيفة بصورة خاصة. ينتج عن ذلك تقصف الأغصان بسبب الحمل الكبير وعامل الرياح. تساعد الرياح كثيرًا في تقصف وانكسار الأغصان وسقوطها. كما تزداد الإصابة في المناطق الجافة من الشجرة، والتي تكون معرضة لأشعة الشمس والجفاف أكثر من غيرها.
خطورة حفار ساق التين
تنبع خطورة حفار ساق التين من جملة من العوامل:
- إن هذه الآفة حفارة جذوع وأغصان وتهدد إنتاج الشجرة وتسبب خسارة المردود الزراعي.
- كما أن هذه الآفة تضعف أماكن الإصابة وتجذب إلى الأغصان الضعيفة وكذلك الجذوع بقية آفات الحفر مثل كابنودس اللوز، وحفار التين الاستوائي.
- مع تفاقم الخطورة ووصول الضرر إلى 50% من العتبة الاقتصادية ستزيد تكاليف المكافحة على المزارع.
“اطلع على: آفات الحمضيات؛ تعرف على 4 من الحشرات الخطيرة التي تصيب هذه الأشجار ومعلومات للفلاح“
عوامل تشجع الإصابة بالآفة
إن هناك 5 أسباب لإصابة أشجار التين به وهي:
- عدم إلمام المزارع بطريقة زراعة التين وتحضير البستان بصورة جيدة Good وسليمة.
- كما أن إهمال المزارع لكميات الأسمدة المضافة، أو خلل التسميد، يضعف الأشجار ومقاومتها.
- كذلك فإن استعمال المبيدات من دون حلقة خاصة أو بجهل وقلة وعي يؤدي لانتشار أضرار المبيدات الحشرية.
- ارتفاع درجات الحرارة وحدوث الجفاف يشجع هذا الحفار إلى حد كبير.
- إهمال الفلاح لعمليات الري المنظمة لأشجار التين.
“اطلع أيضاً: دودة ثمار الدراق Peach fruits insect؛ تعرف إلى العوامل التي تشجع الإصابة بها على الأشجار“
دورة الحياة
إن دورة حياة حفار ساق التين غير معروفة تمامًا في كثير من المناطق. على الأغلب تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور اليرقات النشطة التي تتغذى في منطقة الخشب أو القلف. بعد ذلك، تتطور اليرقات وتتحول إلى حشرات كاملة في الصيف. من جهة أخرى، قد تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الخنافس الكاملة ثم تتزاوج وتضع البيض بحوالي 50 بيضة ضمن الخشب. يفقس البيض ويعطي اليرقات الحفارة التي تبدأ في التغذية وصنع الأنفاق.
مكافحة حفار ساق التين
سبل مكافحة هذه الحشرة الخطيرة
من أجل مكافحة حفار ساق التين تتبع جملة إجراءات وقائية، وأخرى علاجية، كالتالي:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بتحضير سليم لبستان التين قبل زراعته. بمعنى آخر، تمهيد التربة اللازمة لزراعة غراس التين. كما يعتني الفلاح بصورة أساسية بكميات محسوبة ومتوزانة من الأسمدة وخاصة المعدنية. بالإضافة لذلك، فإن عمليات الري المنظم لأشجار التين وكذلك التقليم الجيد تقلل كثيرًا من أعداد هذه الآفة وتقي البساتين منها.
مكافحة علاجية
أما المكافحة العلاجية فتتم باستعمال المبيد مثيل باراثيون Parathion methyl الذي يرش على الأشجار في الصيف. كما يمكن الرش في الصيف باستخدام المبيد سايبرمثيرين (Cypermethrin). هذا الإجراء العلاجي كفيل بالقضاء على هذه الآفة إلى حد ما، ولكن الوقاية أهم من العلاج في مطلق الأحوال.
“اطلع ايضاً: ثاقبة الفروع المسننة؛ 4 عوامل تشجع إصابة الأشجار بها، وأهم المعلومات عن هذه الآفة“
إجراءات الإدارة المتكاملة للبستان
تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار ساق التين من خلال:
- إجراء تنقيب للتربة على عمق حوالي 70 سم قبل زراعة التين.
- ثم يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دقيقة وهي 6م بين الصف والآخر، و4 م بين الشجرة والأخرى على الأقل.
- كما يكون موعد الزراعة في الخريف في المناطق الدافئة، وفي الربيع في المناطق الباردة.
- يتم إضافة الأسمدة الآزوتية والفوسفورية والبوتاسية بتوازن.
- يراقب الفلاح الأشجار بصورة منتظمة للتأكد من خلوها من الآفات الحشرية وغير الحشرية والممرضات.
- يجري المزارع الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية.
- يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينية.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار ساق التين ومدى خطورتها على أشجار وبساتين التين المصابة. كما يكون الفلاح قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والعلاج والإدارة المتكاملة للبستان. يجب على البستاني والمزارع والفلاح أن يكون على علم تام بالآفات الخطيرة التي تضعف إنتاجه، وخاصة هذه الآفة الحفارة.
عذراً التعليقات مغلقة