عملية استئصال الكبد؛ تعرف على أهم الأسباب التي تدعو للقيام بها

محمد موسى
نشرت منذ 6 أيام يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
عملية استئصال الكبد؛ تعرف على أهم الأسباب التي تدعو للقيام بها

عمليةاستئصال الكبد؛ أو ما يعرف باسم liver resection أو hepatectomy، هي عملية جراحية لإزالة جزء من الكبد أو كله، وإذا تمت إزالة جزء من الكبد فقط، يمكن أن ينمو مرة أخرى إلى حجمه السابق الطبيعي، أما إذا تم إجراء عملية استئصال كبد بشكل كامل، فسيحتاج المريض إلى عملية أخرى تسمى زرع الكبد.

ما هي عملية استئصال الكبد؟

استئصال الكبد هو إجراء جراحي لإزالة جزء من الكبد، ويمكن إزالة ما يصل إلى ثلثي الكبد طالما أن باقي الكبد سليم، وإذا كان المريض مصاباً بمرض محدود في الكبد فقد تتم إزالة جزء أصغر من ذلك، ويمكن أن ينمو الكبد مرة أخرى بعد الجراحة، فإذا كان الكبد المتبقي سليماً فسوف ينمو بعد ذلك إلى الحجم الطبيعي.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

لماذا يتم إجراء عملية استئصال الكبد؟

قد يتم إجراء عملية استئصال الكبد في العديد من الحالات، وأهم 2 سبب يدعو للقيام بها:

الإصابة بالأمراض الكبدية الخطيرة

يقوم الجراحون بإجراء عملية استئصال الورم الوعائي في الكبد، وتعتبر عملية جراحية معقدة، تتطلب التداخل على الكبد والقنوات الصفراوية والأوعية الدموية.

كما يقوم الجراحون في الغالب بإجراء استئصال جزئي للكبد لإزالة الورم السرطاني، أو الورم الحميد (غير السرطاني)، ويمكن أن يكون سرطان الكبد أولياً مما يعني أنه ينشأ في الكبد أو قد يكون ثانوياً، مما يعني أنه ينشأ في عضو آخر وينتشر إليه ويتطلب جراحة.

تشمل أكثر أنواع سرطانات الكبد شيوعاً، والتي يتم علاجها عن طريق استئصال الكبد الجزئي ما يلي:

  • سرطان الخلايا الكبدية (من نوع السرطان الأولي).
  • سرطان الأوعية الصفراوية ( أحد أنواع سرطان الكبد الأولي).
  • سرطان القولون والمستقيم النقيلي (من أنواع سرطان الكبد الثانوي).

تشمل الآفات الحميدة الأخرى التي قد تتطلب استئصال جزء من الكبد:

  • حصوات المرارة في القنوات داخل الكبد أي القنوات الصفراوية داخله.
  • الورم الحميد الذي ينشأ على حساب الخلايا الكبدية.
  • وجود ورم غدي كيسي في الكبد أو كيس مائي.

استئصال جزء من الكبد من أجل زراعة الكبد من متبرع حي

قد يكون لدى الشخص أيضاً استئصال جراحي جزئي للكبد كمتبرع حي بالكبد لشخص آخر، إذ تقوم هذه العملية بإزالة جزء من الكبد السليم للتبرع به لمن يحتاج إلى زراعة كبد، وسينمو جزء الكبد المتبقي عند الإنسان، وجزء الكبد المزروع للشخص المريض مرة أخرى إلى كبد كامل وظيفي.

مدى خطورة استئصال الكبد

تعتبر عملية استئصال الكبد عملية صعبة تقنياً، إذ أن أحد الأسباب هو أن الكبد يحتوي على العديد من الأوعية الدموية وقد ينزف كثيراً، لذلك يجب تدريب جراحي الكبد على تقنيات خاصة لعدم إصابة الأوعية وإيقاف أي نزيف، وعندما يكون الاستئصال صغير (أقل من نصف الكبد)، يكون أقل خطورة ويمكن إجراؤه من خلال تقنيات الجراحة طفيفة التوغل، مثل تنظير البطن أو الجراحة الروبوتية، أما عندما يحتاج المريض إلى استئصال قسم كبير (أكثر من نصف الكبد)، يصبح الأمر أكثر خطورة وصعوبة.

الإجراءات قبل عملية استئصال الكبد

سيحتاج الطبيب إلى تحديد ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأفضل لعلاج الحالة وبدون أي مانع لها، وقد يعتمد هذا على:

  • ما إذا كان المريض يتمتع بصحة جيدة بما يكفي لتحمل الجراحة.
  • إذا كانت الآفة في الكبد قابلة للجراحة من الناحية الفنية.
  • ما إذا كان لدى المريض سرطان في أجزاء أخرى من الجسم إلى جانب الكبد.

في بعض الحالات يمكن إجراء العلاج الإشعاعي أو الأشعة التداخلية أو العلاج الكيميائي قبل عملية استئصال الكبد، لتقليل حجم السرطان أو جعل العملية أسهل وأكثر أماناً، أو تحسين فرصة علاج السرطان.

سيحتاج الطبيب أيضاً قبل العمل الجراحي إلى تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى استئصال جزئي للكبد أو استئصال كامل وزرع الكبد، ويعتمد ذلك على:

  • مدى انتشار الورم.
  • شدة إصابة الكبد.
  • مقدار الكبد الوظيفي السليم الذي يمكن تركه بعد الاستئصال.
  • ما إذا كان المريض مؤهلاً لعملية الزرع.

ولفحص المريض بحثاً عن هذه العوامل، قد يطلب الدكتور إجراء بعض الاختبارات، بما في ذلك:

  • اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي .
  • تحاليل وظائف الكبد (اختبارات الدم) لتحديد مدى كفاءة عمل الكبد.
  • خزعة كبدية

طريقة إجراء استئصال الكبد

يمكن إجراء هذه العملية عن طريق الجراحة المفتوحة أو بالمنظار أو الجراحة الروبوتية، وسيحدد الجراح أفضل طريقة لعلاج المريض، وتعد العمليات الجراحية بالمنظار والجراحة الروبوتية أقل توغلاً وضرراً، لأنها تتم من خلال شقوق أصغر وعادة ما تكون من أربعة إلى ستة شقوق صغيرة، يبلغ حجم كل منها حوالي ثقب مفتاح، وهذه الشقوق الصغيرة تجعل الشفاء أسهل وأسرع. لكن الجراحة التقليدية المفتوحة في عملية استئصال الكبد قد تكون ضرورية، لإجراء عمليات استئصال الكبد الأكثر شمولاً للنسيج الكبدي.

ما هو الفرق بين استئصال الكبد بالمنظار واستئصال الكبد المفتوح؟

في جراحة البطن المفتوحة يتم فتح شق طويل يسمى شق البطن، لفتح تجويف البطن ويستطيع الجراحون رؤية بطن المريض مباشرة، وهو الأنسب للإجراءات الأكثر تعقيداً وللحالات المتقدمة من الإصابات الكبدية.

بينما في الجراحة بالمنظار تتم عملية استئصال الكبد بأكملها من خلال شقوق بقدر حجم ثقب المفتاح، بينما ينظر الجراح إلى داخل الجسم من الكاميرا التي يدخلها عبر هذه الشقوق على الشاشة، ويستخدم أدوات طويلة مصممة خصيصاً لإكمال استئصال الكبد، ويمكنه أيضاً استخدام مواد تسمى أذرع آلية، لكن في هذا النوع الحركة مقيدة إلى حد ما لذلك يستخدم الجراحون تقليدياً طريقة التنظير في حال الإصابات البسيطة، ولكن مع تطور التقنيات الجراحية أصبح من الممكن الآن إجراء عمليات جراحية أكثر تعقيداً مثل استئصال الكبد الكامل من خلال نهج تنظير البطن.

معلومات مهمة عن استئصال الكبد الجزئي

الهدف من الاستئصال الجزئي للكبد هو إزالة الجزء المصاب منه (مع هامش أمان حول أي ورم سرطاني)، مع ترك ما يكفي من الكبد للقيام بكل العمل الذي يتعين على الكبد القيام به، ويعتمد الجزء الذي يجب تركه في الكبد على مدى تلف الكبد بشكل عام، ققد يفقد الكبد السليم ما يصل إلى ثلثي حجمه ثم يعود ويتجدد.

يتمتع الكبد بقدرة رائعة على إصلاح وتجديد نفسه، إنه أنه يقوم بالعودة إلى حجم ثابت يتناسب مع حجم الجسم الكلي، فعندما تكتشف خلايا الكبد الضرر والنقص النسيجي، فإنها تتواصل مع بعضها البعض لبدء الانقسام وتكرار نفسها حتى الوصول إلى الحجم المناسب، وتعتمد هذه العملية على كمية أنسجة الكبد السليمة.

الأنواع المختلفة لاستئصال الكبد

يمكن تصنيف استئصال الكبد إلى استئصال الكبد الرئيسي والثانوي، وتعد إزالة أكثر من ثلاثة أجزاء استئصالاً رئيسياً كبيراً، بينما إزالة أجزاء صغيرة هي استئصال بسيط، وتشمل أنواع العمليات الجراحية الشائعة للكبد ما يلي:

استئصال الكبد الكبير

يتم استئصال جزء من الكبد الأيمن أو الأيسر أو استئصال الفص أي يزيل الفص الأيمن أو الأيسر، وذلك في حال الإصابات الكبيرة.

الاستئصال الطفيف للكبد

أو ما يعرف بالاستئصال الجزئي أو الوتدي وهو يزيل جزء من الكبد الذي يكون موجود به ورم، ويعرف الاستئصال الثانوي للكبد أنه استئصال القسم الجانبي الأيسر منه، والذي يتضمن إزالة الجزء الجانبي من الفص الأيسر.

الاستئصال المتعدد للكبد

يمكن استئصال أورام متعددة في نفس الوقت، فإذا كان الجراح يعتقد أنه من الأفضل استئصال العديد من الأورام الموجودة في الكبد خلال نفس الجراحة، فيجب إزالتها كلها خلال العمل الجراحي الواحد.

استئصال الكبد على مرحلتين

إذا اشتبه الجراح في أنه قد يكون من الخطر للغاية إزالة جميع الأورام الموجودة في الكبد في عملية واحدة، فقد يقوم بالاستئصال على مرحلتين، فالعملية الأولى هي إزالة جزء من الورم، وبعد ذلك يتجدد الكبد لعدة أسابيع بحيث يكون لدى المريض ما يكفي من الكبد المتبقي السليم، ثم ستقام الجراحة الثانية لإزالة باقي أورام الكبد.

مزايا عملية استئصال الكبد

كعلاج للسرطان تتمتع عملية استئصال الكبد بأفضل معدل بقاء للمريض من بين جميع الخيارات، فإذا نجحت الجراحة في إزالة جميع أقسام السرطان، يمكن أن تكون علاجية، وإن معدل البقاء على قيد الحياة عند استئصال السرطان هو نفسه سواء أجرى المريض الجراحة بالمنظار أو باستخدام شق مفتوح.

مضاعفات استئصال الكبد

قد تشمل المخاطر والمضاعفات التي يمكن أن تحصل بعد عملية استئصال الكبد ما يلي:

العدوى

يمكن أن يصاب المريض بعدوى في جرح الشق أو المسالك البولية أو الرئتين (الالتهاب الرئوي)، وبعالج الطبيب مثل هذه العدوى بالمضادات الحيوية.

النزيف

يحتوي الكبد على الكثير من الأوعية الدموية، وهو مسؤول أيضاً عن إيقاف نزيف الجسم في حال تعرضه لإصابة، ويمكن أن تتداخل جراحة الكبد مع هذه العملية، لذلك أحياناً ينزف المرضى كثيراً، وقد يحتاج البعض إلى نقل دم بعد الجراحة.

تسرب الصفراء

يمكن أن يؤدي تلف (Damage) أي من القنوات الصفراوية في الكبد أثناء الجراحة إلى تسرب الصفراء، والتي قد تتجمع داخل البطن، وقد يتطلب ذلك وضع أنبوب في البطن لتصريف الصفراء.

الانصباب الجنبي

بعد عملية استئصال الكبد يمكن أن يتراكم السائل داخل القفص الصدري، ويمكن أن يسبب ذلك ألم في الصدر وضيق في التنفس، لكن يمكن علاج هذه الحالة بالأدوية في بعض الأحيان.

استسقاء البطن

يمكن أن تتسبب جراحة الكبد أيضاً في تراكم السوائل في تجويف البطن، ويمكن علاجها بالأدوية أو قد يحتاج المريض إلى عمل جراحي لتصريفها.

تجلط الأوردة العميقة

بعد أي عملية جراحية هناك خطر حدوث جلطات دموية عند الإنسان.

الفشل كلوي

في بعض الأحيان يمكن أن تتسبب الجراحة في توقف الكليتين عن العمل، ومن المهم أن يتم شرب السوائل بشكل جيد بعدها لتجنب هذا الاختلاط.

فشل الكبد

إذا كان الكبد المتبقي لا يحتوي قسم سليم كافي للقيام بالوظائف الطبيعية، فقد يتعرض المريض لفشل الكبد، وفي هذه الحالة قد يحتاج الشخص إلى زراعة كبد عاجلة.

يموت حوالي 2٪ من الأشخاص الذين خضعوا لجراحة استئصال الكبد بسبب المضاعفات.

هل يعيش الإنسان بعد استئصال الكبد؟

غالباً في حال الاستئصال الجزئي، فإن الكبد قادر على تجديد ذاته والعودة إلى حجمه الطبيعي قبل الاستئصال، لذلك قد يستطيع الإنسان العيش بعد هذه العملية.

كم ساعة تستغرق عملية استئصال الكبد؟

تستغرق هذه العملية حوالي 3_7 ساعات، وذلك يختلف باختلاف وزن الشخص.

ما هي نسبة الشفاء من سرطان الكبد بعد الاستئصال؟

توصلت بعض الدراسات إلى أن نسبة الشفاء من هذا المرض، تبلغ 100٪ عند معظم المرضى.

عملية استئصال الكبد؛ أو ما يسمى hepatectomy، من الإجراءات العلاجية التي تتم في حال الإصابة بسرطان في الكبد، ولسوء الحظ فإن لها العديد من المضاعفات التي قد تكون مهددة لحياة الإنسان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق