رهاب الدم؛ أسبابه وأعراضه وكيفية علاج الهيموفوبيا ومدى خطورته

لانا الحريري
نشرت منذ 6 أيام يوم 14 أبريل, 2024
رهاب الدم؛ أسبابه وأعراضه وكيفية علاج الهيموفوبيا ومدى خطورته

هل يراودك شعور بالإغماء أو التوتر عند رؤية الدماء؟ وهل الخضوع لإجراءات طبية أمر صعب عليك لأنك تخشى التدخل في أي شيء له علاقة بالدم؟ هذا هو رهاب الدم أو كما يسمى الهيموفوبيا، الذي تم إدراجه جنبًا إلى جنب مع رهاب حقن الدم في الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، تميل فئة المصابين بفوبيا الدم إلى الشعور بعدم الارتياح معظم الوقت اتجاه كل ما له علاقة بالدم سواء رؤيته أو إجراء فحوصات أو حقن تنطوي على تواجد الدماء، فما هي أعراض فوبيا الدم، وما أسبابها، وكيف يمكننا علاج الخوف من الدم، وهل لفوبيا الدم اختبار يمكننا من خلاله تشخيص الحالة المرضية؟

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

تعريف رهاب الدم

إنّ رهاب الدم أو الهيموفوبيا هو خوف غير طبيعي ومستمر من الدم، وهو رهاب شائعَ الوجود، من الأكثر الأمور معاناةً للمصابين بهذه الفوبيا هو شعورهم بالخوف من الدماء سواء اعترضتهم أي من الحالات التالية، التي من الممكن أن تذكرهم بتعرضهم للإصابة أو احتمال الموت:

  • رؤية دمائهم.
  • رؤية دماء شخص آخر.
  • رؤيةُ دم حيوان ما.
  • رؤية صور مطبوعة أو مصورة للدم.
  • التفكير بأحد المواقف الماضية والتي كان الدم جزءًا منها.

كما أن كلمة “Hemophobia” مشتقة من الكلمة اليونانية “haima” وتعني (الدم) و “phobos” التي تعني (الخوف). تشمل أيضا الكلمات الإنجليزية الأخرى المشتقة من “haima” ما يلي:

  • النزف (خسارة الدم بشكل سريع).
  • غسيل الكلى (إجراء يزيل الشوائب من الدم).
  • الهيموجلوبين (أحد مكونات الدم التي يقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم).

ما هي أعراض فوبيا الدم؟

أعراض رهاب الدم

بشكل عام، معظم أنواع الرهاب تشترك فيما بينها بأعراض نفسية وجسدية متماثلة، وكذلك الأمر في رهاب أو فوبيا الدم، حيث يتم رصد هذه الأعراض عند المصاب برهاب أو فوبيا الدم عندما يتعرض للدماء في الحياة الواقعية أو الحياة الافتراضية كالإنترنت والتلفاز، من جهة أخرى، قد تُشهد الأعراض عند المصابين برهاب أو فوبيا الدم بعد التفكير بموقف يحتوي على دماء أو بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية كفحص الدم على سبيل المثال.

أعراض فوبيا الدم عند البالغين

يوجد أعراض جسدية ونفسية لرهابِ الدم:

الأعراض الجسدية لرهاب الدمِ

تشمل الأعراض الجسدية أو الفيزيائية لفوبيا الدم ما يلي:

  • ضيق في التنفس.
  • سرعة دقات القلب (خفقان القلب).
  • ضيق أو ألم في الصدر.
  • الرعشة التي يصحبها عادةً الاهتزاز أو الرجفة.
  • الدوار أو الدوخة.
  • الشعور بالغثيان.
  • ومضات ساخنة أو باردة.
  • فرط التعرق.

الأعراض النفسية لرهاب الدم

تراود المصاب بفوبيا الدم عدة أعراض نفسية أو عاطفية التي يمكن بكل سهولة ملاحظتها عليه وهي:

  • مشاعر القلق أو الذعر الشديدة.
  • حاجة ماسة للهروب من المواقف التي يكون الدم جزءًا منها.
  • الانفصال عن الذات أو الشعور بأنه “غير واقعي”.
  • الشعور بفقدان السيطرة.
  • الشعور بأنه على حافة تموت.
  • إدراك أن خوفه غير مبرر أو منطقي.

معلومة: يعتبر رهاب الهيموفوبيا أمرًا فريدًا لأنه ينتج أيضا ما يسمى بالاستجابة الوعائية المبهمة، التي تعني أن لديك انخفاضًا في معدل ضربات القلب وضغط الدم استجابةً لمحفز وهو رؤية الدم، وحينما يحدث هذا، قد تشعر بالدوار أو الإغماء.

أعراض فوبيا الدم عند الأطفال

يعاني الأطفال من أعراض رهاب الدماء بشكلٍ مختلف عن البالغين، حيث يعاني الأطفال المصابون بالهيموفوبيا بـ:

  • نوبات غضب.
  • التشبث بمن هم أكبر منهم سنًا.
  • البكاء بصوتٍ عالٍ.
  • الاختباء أو الاختفاء عن الأنظار.

ما الذي يسبب رهاب الدم؟

كسائر الأرهبة المختلفة، يوجد أسباب لرهاب الدم، ومن أكثر أسبابه شيوعةً عند البالغين:

أسباب رهاب الهيموفوبيا عند البالغين

من أهم أسباب رهاب الدم أو الخوف من الدم عند الأشخاص البالغين هي:

علم الوراثة

بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالرهاب من غيرهم، بسبب أن لديهم رابط جيني من أجدادهم، أو قد تكون حساسًا بشكل خاص أو عاطفيًا بطبيعتك.

اكتساب الرهاب

يعني هذا أنّ الرهاب قد اكتسب من خلال أحدهم، وغالبًا ما يكون هذا الشخص مقرب جدّا من المصاب، إذ يكفي رؤية أخاك الأكبر سناً أو والدتك خائفين من الدم كي يتولد عندك ذات الشعور، مما يؤدي إلى الإصابة برهاب من رؤية الدم في نهاية المطاف.

التجارب السلبية الماضية

يؤثر الماضي على الإنسان كثيرًا، وفي معظم الوقت، يميل الإنسان إلى تذكر الحوادث السلبية عن الإيجابية منها، لذلك قد يكون رهاب الدم متولدًا عن ذكرى سيئة كان الدم جزءًا لا يتجزأ منها، على سبيل المثال:

  • البقاء في المستشفى.
  • الحوادث الأليمة.
  • الإصابات الخطيرة التي تنطوي على خسارة كميات كبيرة من الدم.

إذاً قد يكون سبب الإصابة بالهيموفوبيا هو تجربة سلبية سابقة مع الدم، كما أنّ أولئك الذين تعرضوا لإصابة خطيرة أو مرض تسبب في فقدانهم كثيرًا من الدماء قد يكونون في خطر متزايد.

أنواع رهاب أخرى

يوجد بعض انواع الرهاب التي من الممكن أنها السبب في الإصابة برهاب الدم، وخاصةً الرهاب الطبي الذي يرتبط بالدم بصورةٍ كبيرة، حيث يرتبط مجال الطب بشكل شائع بالصور المروعة للدم المسكوب، لاسيما كما يتم عرضه في التلفزيون والأفلام، مما قد يؤثر في إدامة هذا الرهاب، ومن أنواع الفوبيا التي يرتبط بها الهيموفوبيا أو كما يسمى رهاب الدم:

  • رهاب الثقوب أو النخاريب.
  • الخوف من الإبر أو الحقن الطبية.
  • أنواع الرهاب الطبي، مثل: الخوف من الأطباء كطبيب الأسنان.

حيث يعتبر النزيف مؤشرًا على وجود خطأ ما في الجسم، ويمكن أن يكون رؤية دم المرء أمرًا كافيًا لإثارة القلق الصحي.

قد يحدث رهاب الهيموفوبيا أيضًا مع اضطرابات نفسية عصبية أخرى، مثل:

  • رهاب الخلاء.
  • رهاب الحيوانات.
  • اضطراب الهلع.

الخوف من الجراثيم

أسباب مرض فوبيا الدم

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من رهاب الميزوفوبيا أو كما يدعى الخوف من الجراثيم، فإنّ رؤية دم شخص آخر يمكن أن تثير مخاوف من الإصابة بمرضٍ ما نتيجة العدوى، في بعض الأوقات، من الممكن أن يكون الخوف من الدم سببه الخوف من الوفاة.

أسبابه عند الأطفال

يبدأ الرهاب بمختلف أنواعه لمعظم الأشخاص بسبب حدث ما قد تم في مرحلة الطفولة، ولم يستطع الإنسان تجاوزه أبدًا، ومن أكثر الأشياء التي قد تثير رعب الأطفال:

  • الظلام.
  • الغرباء.
  • الضوضاء العالية.
  • الوحوش.

لكن مع تقدم الأطفال في السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 16 عامًا، من المرجح أن تتركز المخاوف حول الإصابة الجسدية أو الصحة التي يكون الدم جزءًا منها، هذا يمكن أن يشمل الهيموفوبيا أو رهاب الدم.

معلومة: يقدر الباحثون أن ما بين 3 و 4 في المائة من الناس يعانون من الهيموفوبيا، غالبًا ما يظهر الرهاب لأول مرة في مرحلة الطفولة، بين سن 10 و 13 عامًا. وبشكلٍ أدق، إنّ متوسط ​​العمر لظهور الهيموفوبيا للذكور هو في عمر 9.3 سنوات و عمر  7.5 سنوات للإناث.

علاج الخوف من الدم

ليسَ شرطاً أن يكون علاج الرهاب ضروريًا دومًا، خاصةً إذا لم تكن الأشياء التي يخشى منها المصاب جزءًا من حياته اليومية، إلا في حالة واحدة فقط، وهي إذا بدأ بالتأثير على حياة المصاب وتراجعه اجتماعيًا وصحيًا، ولكن في حالة الخوف من الدم فالعلاج ضروري للغاية، فقد يؤثر على المصاب لدرجة أنه قد يخشى زيارة الطبيب وبالتالي تخطي مواعيد الطبيب أو العلاجات أو الإجراءات المهمة الأخرى. لذلك، قد يكون العلاج بالغ الأهمية لصحتك العامة ورفاهيتك، حيث ينصح بتلقي العلاج في أسرع وقت ممكن في حال:

  • خوفك من الدم يؤدي إلى حدوث نوبات هلع أو قلق شديد.
  • شعورك بأنّ الخوف من الدم خوفٌ غير منطقي.
  • لقد عانيت من مشاعر الخوف هذه لمدة ستة أشهر أو أكثر.

بشكل عام هناك عدة علاجات متوافرة يمكن الاعتماد عليها لعلاج هذا المرض، إليك أبرز 5 طرق لعلاج الخوف من الدم (الهيموفوبيا):

علاج الخوف من الدم بالتعرض

ينطوي هذا العلاج على تعريض المصاب لمصدر خوفه بشكل مستمر وتدريجي حتى يتلاشى ويختفي تماماً، حيث يقوم المعالج بتعريضك للدم من صور أو مقاطع فيديو أو قد يطلب منك حمل حقنة دم مثلاً، لقد أظهر هذا النوع من العلاج فعاليته الجيدة، حيث شفي العديد من المرضى من الرهاب من خلال الجلسة الأولى من العلاج فقط.

العلاج بالمعرفة

يتضمن العلاج بالمعرفة تحديد نوعية الأفكار التي تراود المصاب أثناء تعرضه لمصدر الخوف الذي يعد في هذه الحالة الدم بمختلف أشكاله سواء من صورة واقعية أو افتراضية، وما على المعالج فعله هو تحويل هذه الأفكار السلبية إلة أفكار إيجابية، خاصةً أثناء خضوع المصاب لاختبار أو إصابة يعد الدم جزءًا منها.

طرق الاسترخاء

معالجة الخوف من الدم

هناك العديد من الأشياء التي يمكن للمصاب فعلها، والتي تؤدي إلى استرخاء نفسه وعدم قلقها أثناء التعرض للدماء، ومنها:

  • التنفس العميق.
  • ممارسة اليوغا.

التوتر التطبيقي

هذه هي الطريقة الأغرب على الإطلاق، حيث تساعد طريقة العلاج التي تسمى التوتر التطبيقي في تخفيف آثار الإغماء الناتجة عن رهاب الهيموفوبيا، وذلك عن طريق شد عضلات الذراعين والجذع والساقين لمدة من الزمن حتى يحمر الوجه عندما يتم تعريضها لمحفز، والذي سيكون في هذه الحالة الدم. في إحدى الدراسات القديمة، تمكن المشاركون الذين جربوا هذه التقنية من مشاهدة مقطع فيديو مدته نصف ساعة لعملية جراحية دون أن يغمى أحدهم.

علاج الخوف من الدم بالدواء

ينصح بترك طريقة العلاج من خلال أخذ دواء كوسيلة علاج نهائية، في الحالات الشديدة، قد يكون الدواء ضروريًا، ومع ذلك، فهو ليس دائمًا علاجًا مناسبًا لأنواع معينة من الرهاب، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول إمكانيات الدواء العلاجية، ولكنه خيار لمناقشته مع طبيبك.

اختبار فوبيا الدم (الهيموفوبيا)

في حال كان الشخص يشك أنه مصاب بالفوبيا، فلا مانع من تلقي العلاج، ولكن…

يجب عليه قبل ذلك تأكيد التشخيص بالمرض من خلال اختبار فوبيا الدم، حيث يتم التأكد من التشخيص عند الطبيب المختص، الذي لا يعتبر مخيفاً كما يتصوره البعض، فهو لا يحتوي على الحقن أو أي أداة طبية، في حين أن التشخيص سينطوي على الكلام حول:

  • الأعراض التي عانيت منها من حيث زمن وشدة حدوثها.
  • سيطلب منك التاريخ الصحي الشخصي والعائلي الذي سيساعد الطبيب بشكل كبير في إجراء التشخيص.

علماً أنه يجب على المصاب قبل الخوع لاختبار الهيموفوبيا تدوين أي فكرة وأعراض عانى منها، ولا يجب أن ينسى كتابة أي سؤال أو فكرة مخيفة يرغب في معالجتها أثناء موعده مع الطبيب.

بسبب اعتراف بالهيموفوبيا بشكل رسمي ضمن فئة الرهاب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فقد يستخدم الطبيب المختص المعايير من الدليل مسبوق ذكره لإجراء تشخيص رسمي.

هل هو خطير؟

بعد التعرض لاختبار الهيموفوبيا والتأكد من وجود الحالة المرضية، فيجب الإسراع في العلاج، لأنه من الممكن أن يتسبب بصعوبات قد تؤدي إلى تراجع سير حياة الشخص المصاب أو تعرضه للخطر، حيث يتجلى هذا الخطر على عدة صور ومنها:

  • تأجيل أو تجنب الفحوصات الطبية السنوية والفحوصات الطبية اللازمة.
  • قد يجد الآباء المصابون بالهيموفوبيا صعوبة في تضميد جروح أطفالهم.
  • وجود رد فعل مبالغ فيه تجاه الإصابات الطفيفة في أطفالك أو نفسك.
  • التردد على غرف الطوارئ أو العيادات الخارجية في الوقت الذي يكون فيه العلاج المنزلي كافياً.
  • عدم تمكنك من أن تكون جزءًا  من النشاطات التي تحدث خارجًا كأن تمشي لمسافات طويلة أو الجري أو التخييم.
  • بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه السلوكيات التجنبية إلى العزلة (isolation).
  • قد تصاب برهاب اجتماعي، أو في أقصى الحالات، رهاب الخلاء.
  • قد تعاني في علاقاتك، وقد تجد صعوبة في المشاركة حتى في الأنشطة العادية للحياة اليومية.
  • الشعور بالاكتئاب.

عليك أن تحاور طبيبك النفسي حول خوفك من الدم، في حال لاحظت أنه بدأ يؤثر عليكَ سلبًا، وكان له دور في تراجع حياتك، أو أثار لديك الخوف من أن تخضع لفحص طبي صحي روتيني، وتذكر أن طلب المساعدة في وقت أبكر سيجعل العلاج أسهل على المدى البعيد.

لرهاب الدم آثار خطيرة على الزمن البعيد إن لم تتم مداركته، ولحسن الحظ هناك اختبار لفوبيا الدم يمكننا من خلاله رصد الحالة المرضية، كما أن للخوف من الدم العديد من الأسباب والأعراض منها الجسدية ومنها النفسية أيضا، وتختلف في الصغار عنها في الكبار.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق