مرض صمام القلب؛ أسبابه، وأعراضه، وعلاجه

فالدييف رستم
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 15 أبريل, 2024
مرض صمام القلب؛ أسبابه، وأعراضه، وعلاجه

مرض صمام القلب – Heart valve disease هو حالة لا يعمل فيها صمام أو أكثر من صمامات القلب بشكل صحيح، فما هي أسبابه، وأعراضه، وكيف يمكن تشخيصه، وما هي طرق العلاج والوقاية منه؟

كيف تعمل صمامات القلب؟

تقع صمامات قلبك عند مخرج كل من حجرات القلب الأربع وتحافظ على تدفق الدم باتجاه واحد عبر قلبك، حيث تتأكد صمامات القلب الأربعة من أن الدم يتدفق دائمًا بحرية في اتجاه أمامي وأنه لا يوجد تسرب خلفي.

يتدفق الدم من الأذينين الأيمن والأيسر إلى البطينين من خلال الصمامات التاجية والصمام ثلاثي الشرف، وعند امتلاء البطينين، يتم إغلاق الصمامات التاجية والصمام ثلاثي الشرف. يمنع ذلك تدفق الدم للخلف إلى الأذينين بينما ينقبض البطينان (الضغط).

عندما يبدأ البطينان في الانقباض، يتم فتح الصمامات الرئوية والشريان الأبهري، ويتم ضخ الدم خارج البطينين من خلال الصمامات المفتوحة في الشريان الرئوي باتجاه الرئتين والأبهر والجسم. عندما ينتهي البطينان من الانقباض والبدء في الاسترخاء، يتم إغلاق الصمامات الأبهرية والرئوية. ومن ثم، تقوم هذه الصمامات بمنع الدم من التدفق مرة أخرى إلى البطينين. إن هذا النمط يحدث مرارًا وتكرارًا، مما يتسبب في تدفق الدم باستمرار إلى القلب والرئتين والجسم.

ما هي أنواع مرض صمام القلب؟

هناك عدة أنواع من مرض صمام القلب:

  • تضيق الصمامات

 يحدث هذا عندما يكون فتحة الصمام أصغر من المعتاد، فقد تجعل الفتحة الضيقة القلب يعمل بجد لضخ الدم من خلاله. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل القلب وأعراض أخرى. كما تسمى هذه الحالات بتضيق ثلاثي الشرفات، تضيق رئوي، تضيق تاجي أو تضيق أبهري.

  • قصور الصمامات

 يسمى أيضًا الارتجاع أو عدم الكفاءة أو “الصمام المتسرب”، يحدث هذا عندما لا يغلق الصمام بإحكام.

 إذا لم يتم إغلاق الصمامات، فسوف يتسرب بعض الدم للخلف عبر الصمام، ومع تفاقم التسرب، يضطر القلب إلى العمل بجد أكبر للتعويض عن الصمام المتسرب، وقد يتدفق القليل من الدم إلى بقية الجسم.

 اعتمادًا على الصمام الذي يتأثر، يسمى قلس ثلاثي الشرفات أو قلس رئوي أو قلس تاجي أو قلس أبهري.

أسباب مرض صمام القلب

يمكن أن يتطور مرض صمام القلب قبل الولادة (خلقي) أو يمكن اكتسابه في وقت ما خلال حياة الفرد. كذلك في بعض الأحيان يكون مرض الصمام غير معروف السبب.

  • مرض الصمام الخلقي

 يؤثر مرض الصمام الخلفي على الصمام الأبهري أو الصمام الرئوي. قد تكون الصمامات ذات حجم غير صحيح أو تحتوي على أجزاء مشوهة أو تحتوي على أجزاء غير متصلة بالطوق بشكل صحيح.

مرض الصمام الأبهري ثنائي الشرف هو مرض الصمام الخلقي الذي يصيب الصمام الأبهري، فقد يكون الصمام متيبسًا (غير قادر على الفتح أو الإغلاق بشكل صحيح) أو متسرب (غير قادر على الإغلاق بإحكام).

  • مرض الصمام المكتسب

 هذا يشمل المشاكل التي تتطور مع الصمامات التي كانت طبيعية في السابق. قد يشمل هذا التغييرات في الهيكل أو الصمام الخاص بك بسبب مجموعة متنوعة من الأمراض أو العدوى، بما في ذلك الحمى الروماتيزمية أو التهاب الشغاف.

  • الحمى الروماتيزمية

تحدث الحمى الروماتيزمية بسبب عدوى بكتيرية غير معالجة (بكتيريا الحلق عادةً)، ولحسن الحظ، أدى إدخال المضادات الحيوية لعلاج هذه العدوى إلى تقليل أعداد هذه العدوى بشكل كبير. عادةً ما تحدث العدوى الأولية عند الأطفال، ولكن قد لا تظهر مشاكل القلب المرتبطة بالعدوى إلا بعد 20-40 عامًا. في ذلك الوقت، تصبح صمامات القلب ملتهبة، وتلتصق الأجزاء ببعضها وتصبح متندبة، وجامدة، وهذا يؤدي إلى قلس تاجي.

  • التهاب الشغاف

يحدث التهاب الشغاف عندما تدخل الجراثيم، وخاصة البكتيريا، إلى مجرى الدم وتهاجم صمامات القلب، مما يسبب نموًا وثقوبًا في الصمامات وتندب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تسرب الصمامات. إن الجراثيم المسببة لالتهاب الشغاف تدخل الدم خلال عمليات الأسنان أو الجراحة أو تعاطي المخدرات عن طريق الوريد أو مع عدوى شديدة.

إن الأشخاص المصابون بمرض الصمام (باستثناء تدلي الصمام التاجي بدون سماكة أو ارتجاع أو تسريب) هم في خطر متزايد للإصابة بهذه العدوى التي تهدد الحياة. كذلكهناك العديد من التغييرات التي يمكن أن تحدث لصمامات القلب، ويمكن أن تمتد أو تمزق عضلات الحبال أو الأوتار الحليمية، ويمكن أن تتسع حلقة الصمام (تصبح عريضة)، أو يمكن أن يصبح الصمام به تليف شديد.

  • تدلي الصمام التاجي

تدلي الصمام التاجي هو حالة شائعة جدًا، تؤثر على 1 إلى 2 في المائة من السكان، ويتسبب في انسداد الصمام التاجي إلى الأذين الأيسر أثناء انقباض القلب، كما يتسبب أيضًا في أن تصبح أنسجة الصمام غير طبيعية وممتدة، مما يتسبب في تسرب الصمام، ونادرًا ما تسبب الحالة أعراضًا ولا تتطلب عادةً علاجًا.

  • تشمل الأسباب الأخرى من مرض صمام القلب
    •  مرض الشريان التاجي.
    • النوبة القلبية.
    • اعتلال عضلة القلب (مرض عضلة القلب).
    • الزهري (مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي).
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • تمدد الأوعية الدموية الأبهري.
    • أمراض النسيج الضام.
  • تشمل الأسباب الأقل شيوعًا من مرض صمام القلب
    • الأورام.
    • بعض أنواع الأدوية.
    • الإشعاع.

“اقرأ أيضًا: جهاز كارديا موبايل لتخطيط كهربية القلب منزلياً“

أعراض مرض صمام القلب

قد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض صمام القلب من أعراض لسنوات عديدة، قد تشمل علامات وأعراض أمراض صمام القلب ما يلي:

  • صوت غير طبيعي (النفخة القلبية) عندما يستمع الطبيب لضربات القلب بواسطة سماعة الطبيب.
  • ألم في الصدر.
  • تورم في البطن (أكثر شيوعًا).
  • إعياء.
  • ضيق في التنفس، خاصةً عندما تكون نشطًا جدًا أو عندما تستلقي.
  • تورم كاحليك و قدميك.
  • دوخة.
  • إغماء.
  • اضطراب نبضات القلب.
  • ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس.
    •  قد تلاحظ ذلك أكثر عندما تكون نشيطًا (تقوم بالأنشطة اليومية العادية) أو عندما تستلقي على السرير.
    •  قد تحتاج إلى النوم على وسائد قليلة للتنفس بسهولة.
    •  قد تشعر بالضعف أكثر من اللازم للقيام بالأنشطة اليومية العادية.
    •  يمكن أن يحدث الدوخة أيضًا، وفي بعض الحالات، قد يكون الإغماء عرضًا.
  •  قد تشعر بضغط أو وزن في صدرك من خلال النشاط أو عند الخروج في الهواء البارد.
  • الخفقان، فقد يبدو هذا وكأنه إيقاع سريع للقلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو تخطي الضربات، أو شعور بالتخبط في صدرك.
  • تورم كاحليك أو قدميك أو بطنك
  • زيادة الوزن بسرعة، فمن الممكن زيادة الوزن بمقدار اثنين أو ثلاثة أرطال في يوم واحد.

لا ترتبط الأعراض دائمًا بخطورة مرض الصمام. قد لا يكون لديك أي أعراض على الإطلاق ولديك مرض شديد في الصمام، مما يتطلب علاجًا فوريًا. أو، كما هو الحال مع تدلي الصمام التاجي، قد تكون لديك أعراض حادة، ولكن الاختبارات قد تظهر أن تسرب الصمام ليس كبيرًا.

تشخيص مرض صمام القلب

يمكن لطبيب القلب معرفة ما إذا كنت مصابًا بمرض صمام القلب من خلال التحدث إليك عن الأعراض التي أجريتها، وإجراء فحص بدني، وإجراء اختبارات أخرى لك، فأثناء الفحص البدني، سيستمع طبيبك إلى قلبك لسماع الأصوات التي يصدرها القلب عند فتح الصمامات وإغلاقها. كما يمكن لطبيبك أيضًا معرفة ما إذا كان قلبك متضخمًا أو إذا كان إيقاع قلبك غير منتظم.

يقوم الطبيب بالإستماع إلى رئتيك لمعرفة ما إذا كنت تحتفظ بسائل في رئتيك، ويدل على أن قلبك غير قادر على الضخ كما ينبغي. كذلك من خلال فحص جسمك، يمكن للطبيب العثور على أدلة حول الدورة الدموية وأداء أعضائك الأخرى، وبعد الفحص البدني، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات تشخيصية.

 قد تشمل هذه:

  • تخطيط صدى القلب – Echocardiography.
  • تخطيط صدى القلب من المريء – Transesophageal echocardiography.
  • قسطرة القلب (تسمى أيضًا تصوير الأوعية الدموية) – Cardiac catheterization.
  • مسح النويدات المشعة – Radionuclide scans.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي –  (MRI).    

من خلال النظر إلى النتائج، التي تتكرر بمرور الوقت، يمكن لطبيبك أيضًا رؤية تقدم مرض الصمام الخاص بك. سوف يساعده ذلك على اتخاذ قرارات بشأن علاجك.

علاج مرض صمام القلب

يعتمد علاج مرض صمام القلب على نوع وقوة مرض الصمام، وهناك ثلاثة أهداف لعلاج مرض صمام القلب:

  •  حماية الصمام من المزيد من التلف.
  •  تقليل الأعراض.
  •  إصلاح أو استبدال الصمامات.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض صمام القلب

 قد توصف لك أدوية لعلاج الأعراض وتقليل فرصة حدوث مزيد من تلف الصمام. قد تتوقف أيضًا بعض الأدوية بعد إجراء جراحة الصمام لتصحيح مشكلتك، وربما تحتاج إلى تناول أدوية أخرى طوال حياتك.

 من الممكن تشمل الأدوية:

  • مدرات البول (“حبوب الماء”)

إزالة السوائل الزائدة من الأنسجة ومجرى الدم، يقلل من أعراض قصور القلب.

  • الأدوية المضادة لاضطراب النظم

تحكم في إيقاع القلب.

  • موسعات الأوعية الدموية

يقلل من المجهود على القلب. كما يشجع على تدفق الدم في الاتجاه الأمامي، بدلاً من الخلف من خلال الصمام المتسرب.

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

نوع من موسعات الأوعية الدموية يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.

يعالج ضغط الدم المرتفع ويقلل عمل القلب عن طريق مساعدة القلب على النبض بشكل أبطأ وأقل قوة. يستخدم لتقليل الخفقان لدى بعض المرضى.

  • مضادات التخثر (“مخففات الدم”)

إطالة وقت تخثر الدم، إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بجلطات دموية على صمام قلبك.

اتبع أوامر طبيبك عند تناول الأدوية، وتعرف على أسماء أدويتك، وما هي غرضها، وعدد مرات تناولها.

الجراحة والإجراءات الأخرى

تساعد الاختبارات التشخيصية التي يطلبها طبيب القلب في تحديد موقع مرض الصمام ونوعه ومدى انتشاره. نتائج هذه الاختبارات، وبنية قلبك، وعمرك، وأسلوب حياتك ستساعد طبيب القلب، الجراح، وتقرر نوع الإجراء الأفضل بالنسبة لك.

تشمل الخيارات الجراحية إصلاح صمام القلب أو استبداله، حيث يمكن إصلاح الصمامات أو استبدالها بجراحة صمام القلب التقليدية أو بإجراء جراحة صمام القلب طفيفة التوغل. كما يمكن أيضًا إصلاح صمامات القلب بإجراءات أخرى مثل قطع الصمامات بالبالون عن طريق الجلد.

طرق وقاية من مرض صمام القلب

إذا كنت مصابًا بمرض في الصمام ، فأنت في خطر الإصابة بالتهاب الشغاف، وهي حالة خطيرة. إن الأشخاص الذين لديهم تدلي الصمام التاجي دون سماكة أو إرتجاع (تسريب) ليسوا عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الشغاف.

لا تزال في خطر الإصابة بالتهاب الشغاف، حتى إذا تم إصلاح الصمام الخاص بك أو استبداله من خلال الجراحة، ولحماية نفسك:

  • اتصل بطبيبك إذا كان لديك أعراض العدوى (التهاب الحلق، آلام الجسم العامة، الحمى).
  • اعتني بأسنانك ولثتك جيدًا لمنع العدوى.
  •  راجع طبيب الأسنان لزيارات منتظمة.
  • خذ المضادات الحيوية قبل الخضوع لأي إجراء قد يسبب النزيف، مثل أي عمل أسنان (حتى تنظيف الأسنان الأساسي)، والاختبارات الغازية (أي اختبار قد يشمل الدم أو النزيف)، ومعظم العمليات الجراحية الرئيسية أو الصغيرة.
  •  يمكن لطبيبك أن يزودك ببطاقة توفر إرشادات محددة للمضادات الحيوية.

العيش مع المرض

إليك بعض النصائح للحفاظ على صحتك:

  • اعرف نوع ومدى مرض الصمام لديك.
  • أخبر جميع أطبائك وطبيب الأسنان بأنه لديك مرض الصمام.
  • اتصل بطبيبك إذا كان لديك أعراض العدوى.
  • اعتني جيدًا بأسنانك أو لثتك.
  • تناول المضادات الحيوية قبل أي إجراء قد يسبب النزيف.
  • تناول الأدوية الخاصة بك.
  •  تُستخدم أدويتك للتحكم في الأعراض ومساعدة قلبك على ضخ الدم بكفاءة أكبر. اتبع تعليمات طبيبك عند تناول الأدوية.

عندما يكون لديك مرض صمام القلب – Heart valve disease، من المهم أن تحمي نفسك من مشاكل القلب في المستقبل، حتى إذا تم إصلاح الصمام الخاص بك أو استبداله بالجراحة، راجع طبيب القلب بزيارات منتظمة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق