الصداع عند الاطفال

أحمد الفارس
نشرت منذ أسبوعين يوم 11 أبريل, 2024
الصداع عند الاطفال

يعتبر الصداع عند الأطفال من الأمور التي من الممكن أن تحدث بشكل مستمر، ولكنه في أغلب الأوقات يكون غير خطير، ويمكن أن يصاب الأطفال بأنواع مختلفة من الصداع بما في ذلك الصداع النصفي أو قد يحدث بسبب التوتر والقلق أو نتيجة صدمة بسيطة في الرأس، لذا يجب الانتباه لأسباب الصداع عند الأطفال، واستشارة الطبيب إذا زاد الشعور بالصداع بشكل متكرر. لإيجاد علاج الصداع عند الأطفال المناسب.

أسباب الصداع عند الأطفال

نجد أن السبب الأساسي لهذه المشكلة غير مفهوم بشكل صحيح، حيث يعتقد أن العديد من حالات الصداع تكون نتيجة شد العضلات وتوسيع الأوعية الدموية في الرأس، على الرغم من أنه كان يعتقد في السابق أن الصداع النصفي ينتج عن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، ولكن النظريات الحديثة أشارت إلى التغييرات في المواد الكيميائية في الدماغ أو الإشارات الكهربائية قد تكون متضمنة الصداع.

قد تحدث أيضا أنواع أخرى منه، وذلك بسبب حدوث تغيير في الاتصال بين أجزاء من الجهاز العصبي التي تقوم بنقل المعلومات حول الألم القادم من منطقة الرأس والوجه والرقبة، وفي الغالب تكون قلة النوم وسوء نوعية النوم سبب كبير للصداع المزمن.

بالإضافة إلى ذلك تكون الطريقة التي يظهر بها الصداع مرتبطة بعدة عوامل مثل:

  • الوراثة.
  • الهرمونات.
  • النظام الغذائي.
  • الأدوية.
  • التوتر.
  • الجفاف.

أعراض الصداع عند الأطفال

اعراض الصداع عند الأطفال

قد تختلف أعراض الصداع عند الاطفال قليلا عن أنواع الصداع التي يصاب بها البالغين، وقد تجعل الاختلافات في الأعراض من الصعب القيام بتحديد نوع الصداع الذي يصيب الطفل، وخاصة عند الأطفال الأصغر في السن الذين لا يستطيعون وصف الأعراض.

أعراض الصداع النصفي

  • ألم نابض في الرأس.
  • الشعور بالألم عند القيام بأي مجهود أو نشاط.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • وجع البطن.
  • الحساسية الشديدة للضوء والصوت.

كما أن الرضع قد يصابوا بالصداع النصفي، وقد يبكي الطفل الصغير عند شعوره بالألم في رأسه أو يتأرجح ذهابًا وإيابًا للإشارة إلى الألم الشديد.

أعراض صداع التوتر

  • شد ضاغط في عضلات الرأس أو الرقبة.
  • ألم خفيف إلى متوسط غير نابض على جانبي الرأس.
  • ألم بسبب النشاط البدني ولا يزداد سوءًا.

أعراض الصداع العنقودي

يصاب الطفل أيضا بالصداع العنقودي ولكنه صداع غير شائع عند الأطفال دون سن 10 سنوات، وتكون أعراضه متمثلة في:

  • مجموعات من خمس نوبات أو أكثر، تتراوح من صداع واحد كل يومين إلى ثماني نوبات بشكل يومي.
  • يتسبب في الشعور بألم حاد ووخز في جانب واحد من الرأس قد يستمر لأقل من 3 ساعات.
  • الشعور بالاحتقان وسيلان الأنف.

الأطفال المعرضون لخطر الإصابة به

يتعرض الكثير من الأطفال للإصابة بالصداع، ويكون الطفل معرض أكثر للإصابة بالصداع إذا كان يعاني من أي مما يلي:

  • الضغط العصبي.
  • قلة النوم.
  • إصابة بالرأس.
  • تاريخ عائلي للصداع.

أنواع الصداع عند الأطفال

يوجد العديد من أنواع الصداع وجميعها تؤدي إلى الشعور بالألم والإعياء، وتتمثل الأنواع على النحو الآتي:

صداع التوتر

يعتبر نوع أقل شيوعًا وأقل خطورة من أنواع الصداع الأخرى، يحدث ذلك عند تقلص عضلات الرأس والرقبة والشعور بالألم، وقد يعبر الطفل ويقول أن الألم يبدو وكأن أحدهم يربط شريط ضيق حول رأسه، ويحدث صداع التوتر بسبب الإجهاد العاطفي والتعب الشديد، وقد تضيف النزاعات الأسرية والمشاكل المدرسية بجانب الإجهاد اليومي إلى حدوث صداع التوتر الذي ينتج من الضغوط والإجهاد.

صداع الاحتقان

يحدث ذلك الصداع مع الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا وعادة ما يتوقف عند انتهاء المرض، يمكن أن يتسبب احتقان الجيوب الأنفية والتهاباتها في حدوث آلام في الرأس حول العينين والأنف، بجانب الإفراط في استخدام الأدوية، وأصبح هذا النوع أكثر شيوعًا عند تناول الطفل أو المراهق المصاب بالصداع مسكنات الألم بشكل كثير.

الصداع بعد الإصابة في الرأس

يكون هذا النوع شائع بعد إصابة الرأس، وقد تكون الإصابة خفيفة وتختفي في غضون أسبوع، وفي بعض الحالات قد يستمر الألم لعدة أسابيع بعد الإصابة.

الصداع مع مشاكل الأسنان

يأتي مع مشاكل مفصل الفك، وقد يعاني الطفل من ألم أو إزعاج في الفك، لذلك يجب إجراء فحص الأسنان لأن ألم الأسنان يسبب ذلك النوع من الصداع.

الصداع النصفي

يعتبر ذلك من الأنواع الحادة، إذا كان الطفل يعاني من هذا النوع، فيجب الذهاب إلى الطبيب حيث يقوم بإجراء فحص بدني شامل ومعرفة التاريخ الطبي.

تشخيص الصداع عند الأطفال

يقوم الطبيب بتشخيص الحالة لكي يفهم طبيعة ما يعاني منه الطفل، وقد يبحث الطبيب عن تاريخ إصابة الطفل كما أنه سيطلب وصف الصداع بالتفصيل لمعرفة ما إذا كان هناك نمط أو سبب شائع له. بعد ذلك سوف يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي، بما في ذلك قياس طول الطفل ووزنه ومحيط رأسه وضغط الدم والنبض وفحص عين الطفل ورقبته ورأسه وعموده الفقري.

أيضا سيقوم بفحص الجهاز العصبي لكي يتحقق من أي مشاكل في الحركة أو التنسيق أو الحسية. وعادةً لا يلزم إجراء المزيد من الاختبارات كالأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي لكي يتأكد من التشخيص إذا كان الصداع هو العرض الوحيد.

علاج الصداع عند الأطفال

يعتبر أفضل علاج الصداع عند الأطفال الخفيف العرضي هو الراحة والاسترخاء، وقد يؤدي إعطاء الإيبوبروفين إلى شعور طفلك بالتحسن ولكن يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل القيام بذلك، لمعرفة الجرعة المناسبة للطفل. كما أنه لا يجب إعطاء الأسبرين أو أدوية أخرى للطفل بدون الرجوع للطبيب ويمكن علاجه عن طريق:

  • الراحة والاسترخاء وتشجيع الطفل على الراحة في غرفة مظلمة وهادئة وغالبًا ما يحل النوم ويشعر بالراحة.
  • يمكن استخدام ضمادة باردة ومبللة، بينما يستريح الطفل، ويتم وضع قطعة قماش مبللة باردة على جبهته.
  • أيضا يفضل تقديم وجبة خفيفة صحية إذا لم يأكل الطفل منذ فترة، فهناك أطعمة للتغلب على الصداع.

يمكن تقديم قطعة من الفاكهة أو مقرمشات من القمح الكامل أو الجبن قليل الدسم للطفل فعدم تناول الطعام يمكن أن يجعل الصداع أسوأ.

علاجات أخرى للصداع عند الأطفال

على الرغم من أن التوتر لا يبدو أنه يسبب الصداع فعليًا، إلا أنه قد يزيده سوءًا. ويمكن أن يلعب الاكتئاب دورًا أيضًا، وفي هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بواحد أو أكثر من هذه العلاجات السلوكية لعلاج الصداع، وتتمثل هذه العلاجات في:

تدريب الاسترخاء

يشمل هذا التدريب التنفس العميق واليوجا والتأمل والاسترخاء التدريجي للعضلات، وشد عضلة واحدة في كل مرة. ومن خلاله يتم تحرير الضغط وكل عضلة في جسم الطفل تكون مسترخاة تمامًا.

تدريب الارتجاع البيولوجي

في هذا التدريب يتم التحكم في ردود فعل جسدية معينة تساعد في تقليل الألم. وأثناء جلسة الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، يتصل الطفل بالأجهزة التي تراقب وظائف الجسم مثل قوة العضلات ومعدل ضربات القلب وضغط الدم.

العلاج السلوكي المعرفي

يمكن أن يساعد هذا العلاج كثيرًا على تعلم كيفية إدارة التوتر وتقليل شدة الشعور بالصداع. وفي هذا النوع من العلاج يساعد الطبيب النفسي الطفل على تعلم كيفية النظر إلى أحداث الحياة والتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية.

يعتبر الصداع عند الأطفال من أكثر الأمور السيئة، فهو يجعل الطفل مزاجه سيئ ولا يرغب في أداء أي نشاط في حياته ولا حتى يقبل تناول الطعام، لذلك يجب مساعدته على التخلص من الأعراض بأي من الطرق التي سبق ذكرها حتى يتمكن من أداء الأنشطة والتحرك بشكل طبيعي دون الشعور بألم في رأسه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق