داء الطعم حيال الثوي (Graft versus Host Disease)؛ أنواعه وأعراضه وعلاجه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 17 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
داء الطعم حيال الثوي (Graft versus Host Disease)؛ أنواعه وأعراضه وعلاجه

داء الطعم حيال الثوي (Graft versus Host Disease) عبارة عن اختلاط مهم لنقل الأعضاء، وزراعة نقي العظم، ونقل الدم. يسيب هذا الاختلاط طيف واسع من الأعراض نظراً لأنه يؤثر على أعضاء متنوعة في الجسم، وقد يكون خطيراً، لذلك يجب الإسراع بعلاجه ما أمكن. تعرف إلى أهم 8 عوامل خطر للإصابة به، وأبرز أنوعه، وأسبابه، وأعراضه، وعلاجه.

ما هو داء الطعم حيال الثوي؟

الاسم العلمي للمرض داء الطعم حيال الثوي
أسماء أخرى داء الطعم ضد المُضيف
تصنيف المرض أمراض زراعة الأعضاء
التخصص الطبي المعالج طبيب الداخلية، طبيب الأورام
أعراض المرض طفح جلدي، إسهال، يرقان، جفاف المخاطيات، وغيرها
درجة انتشار المرض شائع
الأدوية المعالجة الستيروئيدات القشرية ومثبطات المناعة

يعد داء الطعم حيال الثوي (GVHD) اختلاط خطير لنقل الأعضاء خاصةً زراعة نقي العظم والخلايا الجذعية، ونادراً بعد نقل الدم. يحدث ذلك عندما تُهاجم خلايا جسم المتلقي (the host) بالخلايا المناعية في العضو المزروع (the graft). السبب في ذلك أن الخلايا المناعية في العضو المزروع (خاصةً اللمفاويات التائية) لا تتعرف على خلايا جسم الآخذ فتهاجمها، بالتالي تحدث مشاكل صحية كثيرة.

يمتلك كل إنسان بروتينات فريدة توّرث من كلا الأبوين تدعى مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA)، وتختلف هذه البروتينات من شخص لآخر، ولا تكون متطابقة تماماً إلا عند التوائم الحقيقية. تساعد هذه البروتينات جهاز المناعة على التعرف على خلايا الجسم نفسه حتى لا يهاجمها ويعدها غريبة. لذلك عند الحاجة لنقل الأعضاء يتم البحث عن أكثر شخص يحمل بروتينات HLA متطابقة قدر الإمكان مع تلك التي لدى المريض. يساعد ذلك الأمر في تقليل احتمال حدوث داء GVHD.

كذلك يعد هذا المرض شائع الحدوث فهو يصيب 4 أشخاص من كل 5 خضعوا لزراعة الأعضاء، لكنه نادر بعد نقل الدم. من الجدير ذكره أن خلايا المتبرع المناعية قد تهاجم الخلايا السرطانية المتبقية عند المتلقي في حال وجودها، وتسمى هذه الحالة تأثير الطعم ضد السرطان (graft-versus-cancer effect)، ولا يقوم الطبيب بعلاج هذه الظاهرة عادةً فهي تعتبر جيدة.

أنواع داء تفاعل الطعم ضد الثوي

يوجد نوعان من داء الطعم حيال الثوي المرتبط بنقل الدم وزرع الأعضاء هما الحاد والمزمن.

داء الطعم ضد المضيف الحاد

يصعب تحديد النسبة الدقيقة لحدوث مرض الطعم ضد الثوي الحاد من هذا المرض، لكن 30 إلى 70% من حالات زراعة الأعضاء الخيفية يصابون به. يحدث الشكل الحاد خلال أول 100 يوم من نقل الأعضاء الخيفي، وهو أشيع في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد العملية. يؤثر هذا الشكل على عدة أعضاء مثل الجلد والكبد والأمعاء، ويؤدي إلى أعراض متنوعة، مثل الطفح الجلدي، والإسهال، وارتفاع أنزيمات الكبد. كذلك قد تتطور الحالة لدى بعض المرضى إلى الشكل المزمن.

داء الطعم حيال المضيف المزمن

يعد داء الطعم حيال الثوي المزمن أشيع عند المرضى الذين أصيبوا بالشكل الحاد، ويحدث هذا الشكل عادةً بعد 3 شهور من العملية وحتى تمام السنة. تتراوح شدة الشكل المزمن من الخفيف إلى الشديد، وقد يستمر فترة طويلة ويكون معيقاً للمريض. كذلك يؤدي هذا الشكل إلى حدوث مشاكل جلدية وسقوط الشعر، وقد يؤذي الأعضاء مثل الرئة والكبد.

أسباب داء الطعم حيال الثوي

تعد زراعة الأعضاء (خاصةً زراعة نقي الدم، ونقل الخلايا الجذعية)، ونقل الدم أسباب داء الطعم حيال الثوي الوحيدة، لأنه عبارة عن استجابة مناعية تجاه الأجسام الغريب. لا تكون الأعضاء المنقولة هي الجسم الغريب في هذه الحالة، بل خلايا المريض المتلقي نفسه. يفسر ذلك بأن خلايا المتبرع اللمفاوية التائية لا تتعرف على مستقبلات خلايا أعضاء المتلقي وتعتبرها غريبةً عنها فتبدأ بمحاربتها.

علاوة على ذلك عندما تُدمر الخلايا الهدف بسبب الاستجابة المناعية، تحدث استجابة التهابية أكبر. من الجدير ذكره أن هذا الاختلاط لا يحدث عما يتلقى المريض خلايا من نفس جسمه مثل نقل الدم الذاتي، أو زرع النقي الذاتي. حيث تؤخذ بعض الخلايا من نخاع العظم أو الخلايا الجذعية للمريض نفسه قبل الخضوع للعلاج الذي يدمر تلك الخلايا (العلاج الكيميائي أو الإشعاعي)، ثم يعاد زرعها بأمان بعد انتهاء العلاج.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء الطعم حيال المُضيف

توجد عدة عوامل تزيد احتمال حدوث داء الطعم حيال الثوي مثل:

  • المستقبل لا يمتلك صلة قرابة حقيقية (بيولوجية) مع المتبرع.
  • عدم تطابق بروتين HLA (حتى لو كان بسيط) بين المتبرع والمتلقي.
  • كثرة الخلايا التائية في العضو المنقول.
  • كبر سن المتبرع.
  • زراعة الخلايا الجذعية المحيطية.
  • اختلاف جنس المتبرع، خاصةً إذا كان أنثى (يزداد الاحتمال إذا كانت ولود) والمتلقي ذكر.
  • المتبرع مصاب بالفيروس المضخم للخلايا والمتلقي سليم.
  • المتلقي يستقبل كريات دم بيضاء من المتبرع.

علامات وأعراض داء الطعم حيال الثوي

يسبب مرض GVHD الحاد طيف واسع من الأعراض مثل:

  • الطفح الجلدي في راحة اليدين، وأخمص القدمين، والاذن، والوجه، وقد يمتد إلى الجذع، ويعاني المريض من الألم والحكة بسببه.
  • احمرار الجلد وشعور بالحرقة.
  • تشكل النفطات في الجلد (فقاعات تحتوي السائل تنشأ في طبقاته)، وسقوطه.
  • تشنجات المعدة.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقد الشهية.
  • إسهال مائي.
  • الحمى.
  • اليرقان.
  • انخفاض تعداد الكريات الحمراء والصفيحات الدموية.

يؤثر داء الطعم حيال الثوي المزمن على أعضاء متعددة في الجسم ويسبب أعراض متنوعة مثل:

  • طفح جلدي وتغيرات أخرى مثل الجفاف، والتقشر، والتندب، والقساوة، واغمقاق اللون.
  • تحدد حركة المفاصل بسبب التندب الجلدي.
  • تساقط الشعر.
  • هشاشة الأظافر.
  • مشاكل هضمية، وفقد الوزن.
  • الألم المزمن، والتعب، والضعف العضلي.
  • تقرحات فموية وأخرى في المريء، بسبب جفاف الأغشية المخاطية.
  • صعوبة البلع، وألم عند البلع.
  • احمرار، وتهيج العين، وجفافها بسبب توقف إفراز الدمع، ما يؤدي إلى تغيرات في الرؤية.
  • جفاف المهبل، وتضيقه، وتقرحه.
  • تضيق وتندب إحليل الذكر، والشعور بالحكة على القضيب وكيس الصفن.
  • أذية الكبد وقصوره، واليرقان.
  • تليف الرئة وجفافها.
  • الأزيز والسعال المزمن.
  • التهاب التامور.

كيف يتم تشخيص مرض Graft versus Host؟

يستطيع الطبيب تشخيص داء الطعم حيال الثوي إذا ظهرت على المريض أعراض تدل على حدوثه. يتطلب ذلك تقييم حالة المريض وإجراء فحص سريري وفيزيائي كامل. كذلك يمكن إجراء خزعة لتأكيد التشخيص، والتي تؤخذ من الجلد، أو الكبد، أو الأمعاء، أو أي مكان آخر يراه الطبيب مناسباً. علاوة على ذلك قد يطلب الطبيب إجراء تحاليل واختبارات أخرى حسب الحاجة، مثل تحليل الدم بحثاً عن الإنتان، وتحليل خمائر الكبد.

علاج داء الطعم حيال الثوي

يستخدم الأطباء عادةً الأدوية المضادة للالتهاب (الستيروئيدات) وتلك التي تكبح المناعة بهدف علاج داء الطعم حيال الثوي. يعتمد اختيار العلاج المناسب حسب نوع الداء حاد أم مزمن، وقد يستمر العلاج عاماً كاملاً وأكثر حسب الاستجابة للأدوية. تعد القشرانيات السكرية (الستيروئيدات)، والسايكلوسبورينات (أدوية مثبطة للمناعة) من أشهر الأدوية المستخدمة لتدبير الحالة. كذلك توجد أدوية أخرى تمت الموافقة عليها حديثاً لعلاج هذا الداء وأخرى لا تزال تحت الاختبار يمكن اللجوء إليها في حال عدم كفاية الستيروئيدات والسايكلوسبورينات. من أبرز تلك الأدوية ما يلي:

  • الغلوبولينات المضادة للخلايا التوتية (تأتي من الأرانب).
  • دينيلوكين ديفتوكس.
  • سيروليموس.
  • تاكروليموس.
  • حقن الستيروئيدات القشرية داخل الشرايين.
  • الستيروئيدات القشرية الفموية الغير قابلة للامتصاص مثل البوديسونيد، وبيكلوميثازون، وديبروبيونات.
    ميكوفينوليت موفيتيل.
  • بنتوستاتين.
  • الأضداد وحيدة النسيلة مثل:
    • باسيليكسيماب.
    • داكليزوماب.
    • إنفليكسيماب.
    • أليمتوزوماب (نادر الاستعمال).
  • ايتانيرسيبت.
  • ايماتينيب ميسيلات (لبعض التغيرات الجلدية).
  • ثاليدوميد.

تعد الفصادة الضوئية خارج الجسم (extracorporeal photopheresis) أحد علاجات داء الطعم حيال الثوي الأخرى المحتملة. يسحب الدم من جسم المريض خلال هذا الإجراء، ويعالج، ثم يعاد مرة أخرى لداخل الجسم. كذلك تُدرس فعالية تسريب الخلايا الجذعية الميزانشيمية في علاج هذا المرض حالياً. أخيراً يُعطى المصاب الصادات الحيوية للوقاية من حدوث الإنتانات وعلاجها.

بعض النصائح لتدبير أعراض داء الطعم حيال الثوي

يمكن اللجوء لبعض التدابير لتخفيف أعراض مرض Graft versus Host مثل:

تطبيق كريم أو لوشن للترطيب حسب ارشادات الطبيب، وارتداء الملابس الفضفاضة لمنع الاحتكاك، وتجنب خدش الجلد للوقاية من العدوى. كذلك يجب حماية الجلد من أشعلة الشمس لأنها تزيد الأعراض سوءً.

الإكثار من شرب السوائل للوقاية من التجفاف. تجنب بعض الأطعمة التي تزيد الأعراض سوءً مثل الحليب ومنتجات الألبان، والأطعمة الحارة أو الغنية بالدهون، وتجنب الإكثار من الكافيين، وشرب الكحول. بالمقابل تناول الموز، والبطاطا المسلوقة، والجزر المطبوخ، والدجاج، والأرز.

  • الوقاية من الإنتان.

اغسل يديك جيداً، وحافظ على نظافة مسكنك ولباسك، وتجنب الاحتكاك بالمرضى، وكن حذراً عند التعامل مع الحيوانات الأليفة وغير الأليفة. احرص على ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، وناقش موضوع اللقاح مع طبيبك. كذلك اطبخ الطعام جيداً وتأكد من حفظه بطريقة مناسبة.

  • اهتم بصحة الفم جيداً، واستخدم غسولات خاصة لإبقائه رطباً.
  • استخدم الدموع الصناعية أو قطرات الستيروئيدات لمنع جفاف العين.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة لمرضى داء الطعم ضد المُضيف؟

يجب الذهاب إلى قسم الإسعاف أو اتصل بالطوارئ إذا حدث ما يلي عند مرضى داء الطعم حيال الثوي:

  • توقف التبول، أو تبول كمية قليلة جداً.
  • صعوبة التنفس.
  • تقيؤ الدم.
  • أصبح ألم البطن أسوأ فجأةً.
  • تسرع القلب.
  • الشعور بالتعب، أو الدوار، أو الإغماء.
  • بدأ الجلد بالتقشر والسقوط.
  • وجود دم في البول أو البراز.

كيفية الوقاية من داء الطعم حيال الثوي

يمكن الوقاية من داء الطعم حيال الثوي باللجوء إلى الزرع الذاتي. كذلك يمكن تقليل احتمال حدوثه بالبحث عن متبرع يمتلك أكبر قدر ممكن من التطابق النسيجي مع خلايا المتلقي، لذلك يفضل أن يكون شقيقاً أو قريباً إن لم يتوفر توأم حقيقي. كذلك يمكن أن نجد أشخاص مشابهين نسيجياً دون وجود صلة قرابة بينهم. علاوة على ذلك ينقص خطر حدوث gvhd إذا أخذت الخلايا الجذعية من الحبل السري للمتبرع بدلاً عن الدم المحيطي أو نقي العظم. كذلك يجب إعطاء الأدوية الكابحة للمناعة قبل وبعد العملية لتقليل احتمال رفض الزرع أو الإصابة باختلاط الطعم ضد الثوي.

ما هو الخط الأول لعلاج مرض GVHD؟

بالنسبة للشكل الحاد يبدأ الطبيب بالستيروئيدات الفموية أو الوريدية للعلاج. أما في الشكل المزمن فيعد العلاج بالادوية كابحات المناعة لمدة طويلة هو الخط الأول.

هل يمكن الشفاء من داء الطعم حيال الثوي؟

يمكن شفاء معظم الحالات سواءً كانت حادة او مزمنة بالعلاج الدوائي المناسب. لكن قد تستمر بعض الحالات مدى الحياة، وتسبب التلف للأعضاء المختلفة.

هل داء الطعم ضد المُضيف مميت؟

قد يكون هذا الداء مميت في بعض الحالات الشديدة، بسبب تأثيراته على العديد من الأعضاء مثل الرئتين والكبد. لكن انخفض معدل الوفيات في السنوات الأخيرة بسبب تحسن طرق العلاج.

تحدثنا عن أبرز أسباب داء الطعم حيال الثوي، وأهم عوامل خطر الإصابة به، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه والوقاية منه. يعد مرض Graft versus Host حالة خطيرة وقد تكون مهددة للحياة، يحدث فيها أن تهاجم خلايا المتبرع أعضاء المريض المتلقي، فهي تحدث بعد نقل الأعضاء، والدم. قد يظهر بشكل حاد أو مزمن، ويسبب مجموعة كبيرة من المظاهر السريرية. لذلك من الضروري متابعة المريض بعد زراعة الأعضاء، ونقل الدم لكشف حدوث داء الطُّعم ضد المضيف باكراً ما أمكن، إذ توجد عدة خيارات للعلاج.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق