التهاب كبيبات الكلية؛ لنتعرف على الأسباب والأعراض وطرق التشخيص

محمد موسى
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
التهاب كبيبات الكلية؛ لنتعرف على الأسباب والأعراض وطرق التشخيص

التهاب كبيبات الكلية Glomerulonephritis أو داء برايت Bright’s disease i هو الحالة الالتهابية التي تلمّ بالكبب الكلوية، وهي بنى تؤلف قسمًا كبيرًا من نسيج الكلية، وتتكون كل منها من شبكة وعائية مكونة من شعيرات دموية غزيرة. لنتعرف على الأسباب والأعراض وطرق التشخيص.

نظرة عامة

وظيفة الكبب الكلوية هي تصفية الدم وتكوين الرشاحة الكلوية التي تنتهي إلى المثانة البولية بعد إجراء التعديلات عليها داخل نبيبات الكلية. وعند تأذي الكبيبات الكلوية فستتوقف الكلية عن العمل بكفاءة، وعندها سيصاب المريض بالفشل الكلوي.

والتهاب كبيبات الكلية حالة مرضية خطرة، يمكن أن تهدد حياة المريض وتستلزم معالجةً بشكل فوري. يختلف نوع حالة التهاب الكبيبات فقد يكون حادًا أو مزمنًا، مفاجئًا أو طويل الأمد. وقد عرفت هذه الحالة بداء برايت.

أسباب التهاب الكبب الكلوية

تعتمد الأسباب على كون التهاب الكبيبات الكوية حادًا أم مزمنًا:

التهاب الكبيبات الكلوي الحاد

قد يكون التهاب الكبيبات الكلوية الحاد اسجابةً تجاه عدوى ما، كالتهاب البلعوم أو خراجات الأسنان مثلًأ. ويمكن أن يكون نتيجة لعيب يسبب فرط استجابة الجهاز المناعي للعدوى. وهي حالة تشفى دون الحاجة للعلاج، ولكن إذا لم تشفى فمن الضروري إجراء العلاج بسرعة لتجنب حدوث أذية دائمة في الكلى.

أبرز 6 أسباب للالتهاب الحاد:

  • التهاب البلعوم
  • الذئبة الحمامية الجهازية (وهي اختلال مناعي ذاتي).
  • متلازمة غودباستشور، وهو اختلال مناعي ذاتي نادر تهاجم فيه الأجسام المضادة الكلى والرئتين.
  • الداء التشواني، وهو المرض الناتج عن تراكم بروتينات شاذة في الأعضاء والأنسجة وإيذائها.
  • الورام الحبيبي المصاحب بالتهاب الأوعية، وهي حالة نادرة تسبب التهاب الأوعية الدموية.
  • التهاب الشرايين العقدي، وهي حالة تهاجم بها الخلايا الشرايين.

الاستخدام الكبير لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالآيبروفين النابروكسين قد يكون عامل خطر أيضًا. ولذا يجب عدم تجاوز الجرعة والمدة المحددة للدواء الموصوف أكثر مما يحدده الطبيب دون أخذ استشارة طبية.

التهاب الكبيبات الكلوي المزمن

يتطور الشكل المزمن من الالتهاب الكبيبي الكلوي على مدى عدة سنوات دون أعراض أو بأعراض قليلة جدًا. ما قد يسبب أذية غير عكوسة للنسيج الكلوي ويفضي في النهاية إلى فشل كلوي.

وليس بالضرورة أن يكون هناك سبب واضح وراء التهاب الكبيبات المزمن. قد يسبب مرض جيني التهاب الكبيبات الكلوية المزمن أحيانًا. وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى:

  • بعض أمراض اختلال المناعة الذاتية.
  • سابقة من الإصابة بالسرطان.
  • التعرض لبعض المحاليل العضوية.

وكذلك فالإصابة بالنمط الحاد من التهاب الكبيبات قد يعرض المريض للإصابة بالتهاب الكبيبات المزمن لاحقًا.

أعراض التهاب كبيبات الكلية

تعتمد أعراض المرض على النوع الذي يصيب المريض، إضافةً إلى مدى شدة المرض.

أعراض التهاب الكبيبات الكلوية الحاد

الأعراض المبكرة:

  • انتفاخ في الوجه
  • قلة معدل التبول.
  • وجود دم في البول يحول لون البول إلى لون الصد الداكن.
  • زيادة السوائل في الرئة وتسببها بالسعال.
  • ارتفاع ضغط الدم.

أعراض التهاب الكبيبات المزمن

قد يتطور ويتفاقم النمط المزمن من التهاب الكبيبات دون أن يبدي المريض أي أعراض. وقد يكون هناك تطور بطيء في الأعراض بشكل مشابه للنمط الحاد، وتشمل الأعراض في هذا النمط:

  • وجود دم أو بروتين في البول، وقد لا يكون مرئيًا بالعين المجردة ويكشف عنه في تحاليل البول.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تورم الكاحلين والوجه.
  • تعدد البيلات خلال الليل.
  • بول فقاعي أو رغوي بسبب فرط البروتين.
  • ألم البطن.
  • نزوف أنفية متكررة.
  • الفشل الكلوي.

عند هذه المرحلة يكون المرض قد تطور كثيرًا حتى استحال فشلًا كلويًّا. وتشمل الأعراض في هذه الحالة:

  • الإعياء.
  • نقص الشهية.
  • الغثيان والإقياء.
  • الأرق.
  • جفاف وحكة الجلد.
  • تشنج العضلات الليلي.

تشخيص داء برايت

أول خطوة في تشخيص التهاب الكبيبات الكلوية هو اختبار تحليل البول، ويعتبر وجود الدم والبروتين في البول من المؤشرات المهمة على الإصابة بهذا المرض. قد يكشف فحص فيزيائي روتيني لهدف استقصاء حالة أخرى عن وجود التهاب كبيبات كلوي أيضًا.

قد يكون ضروريًّا إجراء اختبارات بولية أخرى لدراسة العلامات الدالة على صحة الكلية، ومن ذلك:

  • اختبار تصفية الكرياتينين
  • معايرة البروتين الكلي في البول.
  • قياس تركيز البول.
  • الوزن النوعي للبول.
  • وجود كريات الدم الحراء في البول.
  • اختبار تناضحية البول.

كما يمكن أن يجرى تحليل دم، وقد يكشف عن:

  • فقر دم، وهو قلة عدد الكريات الحمراء.
  • شذوذ في مستويات الألبومين.
  • مستوى نيتروجين يوريا الدم غير طبيعي.
  • ارتفاع مستويات الكرياتنين.

قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات مناعية كذلك، وذلك لتقصي:

  • الأجسام المضادة للغشاء القاعدي الكبيبي.
  • الأجسام المضادة للخلايا العدلة.
  • مستويات بروتينات جملة المتممة (آلية من آليات الاستجابة المناعية).

قد تكشف نتائج هذه الاختبارات عما إذا كان جهاز المناعة ذا ضرر على الكلى.

وقد يحتاج تثبيت التشخيص خزعة كلوية، يجرى تحليلها ودراستها نسيجيًّا باستخدام مجهر ضوئي للتأكد من سلامة نسيج الكلية أو تأذيه.

يمكن كذلك أن يخضع المريض للتصوير لأخذ تفاصيل أكثر عن حالته، ويمكن إجراء ذلك بوساطة:

  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • تصوير الكلية بالأمواج فوق الصوتية.
  • صورة الصدر الشعاعية.
  • تصوير الحويضة.

علاج التهاب الكبب الكلوية

يعتمد الخيار المتبع لعلاج التهاب الكبيبات الكلوية على مسبب المرض وشدته. قد لا تتطلب الحالات الخفيفة أي معالجة.

وقد يكون العلاج على قدر من البساطة حتى لا يكون إلا تعديل النظام الغذائي للمريض، كتقليل الملح في طعامه من أجل تخفيف الضغط على الكليتين.

أحد أنواع العلاج المتبعة هي التحكم بضغط الدم لدى المريض، وهو ما قد يكون السبب وراء الحالة أساسًا. قد تكون السيطرة على ضغط الدم صعبة جدًا عندما لا تعمل الكلية بكفاءة. وإذا كان السبب ضغط الدم فقد يصف الطبيب أدوية للتحكم به، كمثبطات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE)، من مثل:

  • كابتوبريل.
  • ليزينوبريل.
  • بيريندوبريل.

وقد يعطى المريض أدوية من نمط حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، من مثل:

  • لوسارتان.
  • إيربيسارتان.
  • فالسارتان.

يمكن اللجوء إلى الستيروئيدات عندما تكون الحالة ناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعية للكلى، ذلك بأنها تكبح الاستجابة المناعية.

من الطرق الممكنة لتقليل الالتهابات المحرضة مناعيًّا طريقة فصادة البلازما، وهي عملية لسحب قسم من بلازما الدم واستبدال السوائل الوريدية أو بلازما المتبرعين الخالية من الأجسام المضادة بها.

يتعين على المريض في حالة التهاب الكبيبات الكلوية المزمن تخفيف استهلاكه من البروتينات والملح والبوتاسيوم. إضافة إلى ذلك فيجب عليه الانتباه إلى كمية السوائل التي يشربها. قد ينصح بإعطاء مكملات الكالسيوم، وقد يحتاج المريض مدرات بول لتخفيف الوذمات.

إذا ما تطورت الحالة أكثر وحدث الفشل الكلوي فسيحتاج المريض للخضوع لغسيل الكلية، حيث تصفي آلة متصلة مع الدورة الدموية للمريض الدم. وقد يحتاج المريض في نهاية المطاف زراعة كلية أيضًا.

اختلاطات مرض التهاب الكبب الكلوية

قد يسبب التهاب الكبيبات حدوث المتلازمة الكلائية، وهي الحالة التي تسبب فقد كميات كبيرة من البروتينات في البول، ما يسبب احتباس كمية كبيرة من السوائل والأملاح في الجسم. قد يصاب المريض بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول، إضافة إلى الوذمات في عموم الجسم. وفي نهاية المطاف تنتهي المتلازمة الكلائية إلى المرحلة الأخيرة من الداء الكلوي إذا لم تخضع للعلاج المناسب.

قد يسبب التهاب كبيبات الكلية أيضًا:

  • الفشل الكلوي الحاد.
  • أمراض الكلية المزمنة.
  • اختلال توازن الشوارد، كارتفاع مستوى الصوديوم أو البوتاسيوم.
  • التهابات المسالك البولية المزمنة.
  • فشل القلب الاحتقاني الناتج عن احتباس السوائل.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • وذمة رئوية، نتيجة لاحتباس السوائل.
  • ارتفاع التوتر الشرياني الخبيث، وهو حالة الازدياد السريع جدًا في ضغط الدم.
  • ازدياد خطر التعرض للعدوى.

التوقع على المدى البعيد والوقاية

إذا ما شخص في وقت مبكر فيمكن علاج الإصابة بالتهاب الكبيبات الحاد. بينما يمكن إبطاء الالتهاب المزمن بالعلاج المبكر. إذا ما تفاقمت الحالة فعلى الأرجح أنها ستقلل كفاءة عمل الكلية أو تسبب الفشل الكلوي المزمن.

وستستدعي حالات تأذي الكلية الشديد والفشل الكلوي والداء الكلوي في المرحلة الأخيرة غسيل الكلية وزراعة الكلية.

من التدابير المفيدة بالشفاء من التهاب كبيبات الكلية والوقاية من تكراره مستقبلًا:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تقليل كمية الملح في الطعام.
  • خفض كمية البروتين في الطعام.
  • تقليل كمية البوتاسيوم.
  • الإقلاع عن التدخين.

التهاب كبيبات الكلية حالة خطرة، وذلك لتسببها بالفشل الكلوي وأمراض أخرى مهددة لحياة المريض، ويجب لتجنب ذلك تشخيصها مبكرًا وتقديم العلاج المناسب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق