التخلص من التأنيب؛ من أين يأتي هذا الشعور؟ وكيف تتحرر منه؟

م . صدى خليل
نشرت منذ 5 أيام يوم 14 أبريل, 2024
التخلص من التأنيب؛ من أين يأتي هذا الشعور؟ وكيف تتحرر منه؟

التخلص من التأنيب أمرٌ لا بدّ منه عندما يتجاوز هذا الشعور حده المعقول، فالشعور بالذنب والتأنيب من المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان. سنتعرف في هذا المقال على أنواع الشعور بالتأنيب وأسباب الشعور بالتأنيب التي من المهم معرفتك بها وكذلك من المهم أيضًا أن تعرف أضرار الشعور بالذنب وعلاقته بالاكتئاب. إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من التأنيب فاحرص على الاستفادة من مجموعة من النصائح للتخلص من التأنيب.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

ما هو الشعور بالتأنيب؟

التأنيب هو ندم مستمر يشعر به الشخص عند القيام بشيء مع العلم بأنه خطأ أو في حال عدم القيام بفعل رغم علم الشخص بأنه من الضروري القيام به ولكنه يتقاعس عن فعله. يعبر الشعور بالتأنيب عن صراع داخلي يعاني منه المرء فعلى الرغم من إقراره بالخطأ والاعتراف به لكنه يقوم به مما يؤدي للوم الذات وجلدها. وإن كان من الطبيعي أن يشعر المرء بأي نوع من المشاعر السلبية والإيجابية، لكن يجب ألا يبقى طويلًا في المشاعر السلبية ويغرق فيها، مما قد يؤدي لاضطراب في صحته النفسية.

أنواع الشعور بالتأنيب

أنواع الشعور بالتأنيب

يمكننا تصنيف الشعور بالتأنيب لنوعين رئيسيين أحدهما صحي ومفيد والآخر مؤذي وغير صحي، يمكن توضيح هذين النوعين كما يلي:

تأنيب الضمير الصحي

عندما ترتكب خطأ ما فإن شعورك بتأنيب الضمير يدفعك لمحاولة إصلاح هذا الخطأ ربما بالاعتذار أو بأي طريقة أخرى مناسبة، هذا الشعور صحي فأنت تعترف بأنك أخطأت وتجعل هذا دافعًا لك لتحسين أفعالك. وعندها يعتبر الشعور بالتأنيب مفيدًا لتحفيز المرء للقيام بالأفضل والالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية.

الشعور بالذنب السام

هذا الشعور يجرّد الإنسان من إنسانيته ويحرّم عليه ارتكاب أي خطأ مهما كان صغيرًا أو حتى غير مقصود. يلوم المرء نفسه في أشياء ليست تحت سيطرته ولا يد له فيها، ولا يسعى حتى لمحاولة الإصلاح. ما فائدة شعورك بالتأنيب إن كان الموضوع خارج عن إرادتك ولا يمكنك تغيير أو إصلاح ما حصل؟ لذا من الضروري التخلص من التأنيب كي لا يعيق تقدمك في حياتك ويسبب الكثير من الاضطرابات النفسية وربما يصل تأثيره لمشاكل جسدية أيضًا.

من أين يأتي الشعور بالذنب؟

يمكننا اختصار جذور هذا الشعور والأسباب الرئيسية لنشأته وتطوره في شخصية الفرد بسببين رئيسين وهما:

  • الطفولة

التربية في الطفولة لها دورًا كبير في تكوين شخصية الفرد، فلو كان الوالدين قد اتبعا أساليب تربية فيها الكثير من القسوة وتعتمد على العقاب لكل صغيرة وكبيرة، ويتم لوم الطفل على كل خطأ يرتكبه وإن كان من غير قصد منه، عندها سيكبر الأطفال ويكبر معهم الشعور بالتأنيب المبالغ به.

  • المجتمع

العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، على وجه التحديد إذا كانت هذه العادات والتقاليد شديدة القسوة والانضباط على الأخطاء وفيها الكثير من الرفض وعدم قبول الاختلاف.

أسباب الشعور بالتأنيب

أسباب الشعور بالتأنيب

هناك أسباب كثيرة تؤدي لمشاعر التأنيب نذكر منها التالي:

  • وجود صراع داخلي بين اختياراتك وقيمك ومبادئك.
  • والسعي نحو الكمال والمثالية (ideal) في كل شيء تقوم به ورفض الوقوع في الأخطاء.
  • الاهتمام بالنتائج النهائية عوضًا عن التركيز على اكتساب المهارات والخبرات من تجارب الحياة.
  • عدم القدرة على تحقيق توقعات الآخرين عنك أو حتى توقعاتك عن نفسك.
  • التعلق برأي الناس وبصورتك أمامهم (الاحترام المجتمعي).
  • المبالغة في القلق من جرح مشاعر الآخرين.
  • الشعور بالتأنيب بسبب أحداث خارجة عن إرادتك.

“اطلع على: التوتر؛ أفضل 5 فيتامينات ومتممات غذائية لتخفيف هذه الحالة النفسية”

أضرار الشعور بالذنب

التخلص من التأنيب مهم وضروري، لأن شعورك بالتأنيب المستمر يشكل خطرًا كبيرًا على صحتك النفسية وإن كنت لست مدركًا لذلك. يمكنك الاطلاع على الأضرار التالية التي يسببها التأنيب:

  • احتقار الذات وعدم الشعور بالقيمة الذاتية.
  • لوم وكره الذات.
  • العزلة والوحدة.
  • اضطراب القلق المزمن.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب الوسواس القهري.

بالإضافة لذلك يؤثر الشعور بالذنب على الجسم وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أيضًا نذكر منها ما يلي:

  • الأرق وصعوبة النوم.
  • فقدان الشهية.
  • قرحة المعدة.
  • القولون العصبي.

ضرورة التخلص من التأنيب لتجنب الاكتئاب

مشاعر التأنيب تسبب الاكتئاب والعكس أيضًا صحيح، أي الشخص المكتئب أكثر عرضة لمشاعر التأنيب. عندما يغضب الشخص مما حصل معه يشعر أنه يستحق العقاب، ويعتقد بشكل لا واعي أنه يعاقب نفسه بمشاعر التأنيب. وبالتالي استمرار الشخص بمعاقبة الذات والقسوة عليها سيجعله يقع في فرائس اليأس والاكتئاب.

نصائح للتخلص من التأنيب

نصائح للتخلص من التأنيب

الشعور بالتأنيب المبالغ به يجعل الإنسان يعلق في دوامة لا يمكنه الخروج منها، وحفرة عميقة وضيقة تشلّ الحياة السوية الطبيعية. لذا لا بد من التخلص من التأنيب لتتجنب آثاره الضارة. هذه مجموعة من النصائح تساعدك على التخلص من التأنيب والتحرر منه.

 اعترف بشعورك واقبل به

هذه الخطوة الأولى في سبيلك للتحرر من أي مشاعر سلبية فالتجاهل أو الإنكار لن ينفع بل سيزيد من حدة شعورك مع الوقت ومن أضراره اعترف بشعور أمام نفسك يمكنك أن تستخدم الكتابة لتفريغ مشاعرك على الورق بدل كبتها داخل صدرك لا تتجاهل أي شعور قد يخطر على بالك وبذلك أنت تكتشف مشاعرك وتتحرر منها بدل أن تحكم وتقسو على ذاتك.

تحدث مع صديق

تحدث مع شخص تثق به قد يكون أحد أفراد عائلتك أو صديقك المقرب تحدث معه عما حصل معك وعبر عن مشاعرك لا تقلق من أن يحكم عليك بالعكس قد يشاركك هو أيضًا بتجربة ما أو موقف شعر فيه بالتأنيب مشاركة المشاعر السلبية يخفف من حدة هذه المشاعر ويخفف التوتر والضغط النفسي الناجم عن كبتها.

التصالح مع الذات ومسامحتها

من حقك أن تخطأ، تقبل صفاتك الإنسانية فكل بني آدم خطاء والله غفور رحيم، فكن لطيفًا مع نفسك وهذا لا يعني ألا تتحمل مسؤولية أفعالك بل تصالح مع أخطائك صحح أخطائك إذا كنت قد أخطأت في حق الآخرين والتزم بتعويض أي ضرر سببته.

 التخلص من التأنيب بمراقبة الأفكار

في كل مرة تلاحظ نفسك غارقًا في اللوم والتأنيب اسأل نفسك ما الذي أكسبه من التمسك بهذا الشعور ماذا أجني لو استمريت بلوم وتأنيب نفسي وقوعك في خطأ ما لا يعني أنك شخص سيء كل الناس معرضون للخطأ استبدل التأنيب واللوم بتذكير نفسك بقيمتك.

تذكر أنت لست كاملًا أنت إنسان فقط تجتهد وتتعلم، كل أخطاء الماضي هي دروس لك ودروس الحياة تجعلك أكثر حكمة.

ادعم نفسك بنفسك

اسأل نفسك ماذا كنت ستقول لصديقك المقرب لو حصل معه نفس الموقف؟ وقل ذلك لنفسك، كن داعمًا لنفسك وصديقًا لها بدل أن تكون عدوها اللدود. يمكنك الاعتماد على التوكيدات الإيجابية إنها وسيلة مفيدة لتقديم الدعم لذاتك يمكنك أن تقول لنفسك العبارات التالية على سبيل المثال: أنا إنسان محترم أستحق الاحترام، أنا لست مثاليًا أخطئ وأتعلم من أخطائي.

ماذا تفعل إذا كان هناك شخص يلومك كثيرًا؟

إذا كان حولك أشخاص دائمًا يشعرونك بالتأنيب بسبب وبدون سبب هذه رسالة لك كي تتوقف عن تأنيب نفسك من الداخل ولا تسمح لهم أن يستمروا في ذلك، ولتعلم أنهم في الحقيقة يعانون في داخلهم من هذا الشعور أيضًا بسبب عدم تحملّهم مسؤولية مهامهم. في هذه الحالة عليك أن تكون واثقًا بنفسك وتعرف ما هي مسؤولياتك وهل قمت بها ولا تستمع للتأنيب واللوم الملقى عليك بل كن صادقًا مع نفسك واشكرها على ما تقدمه وتنجزه بشفافية وصدق دون مغالاة.

أهم الأسئلة الشائعة عن التخلص من التأنيب

ما الفرق بين الندم والشعور بالذنب؟

نشعر بالندم عندما نعود للماضي ونراجع ما فعلنا ونجد أنه كان من الأفضل القيام بذلك بشكل مختلف، أما الشعور بالذنب فأثناء قيامنا بالفعل ندرك أننا نفعل شيئًا خاطئًا.

هل التخلص من التأنيب يفقدنا الضمير الحي؟

لا نحن هنا ذكرنا ضرورة التخلص من الشعور بالذنب المبالغ به والذي يسبب اضطرابات وأضرار كثيرة، أنا أما تأنيب الضمير بشكل معتدل فهو مفيد ومطلوب.

ماهي عقدة الذنب؟

هي الشعور المستمر بالذنب عند القيام بشيء خاطئ أو الاعتقاد بأنك ستفعل شيئًا خاطئ، وقد يكون هذا الفعل حصل بالفعل أو فقط في خيال الشخص وأفكاره. وترتبط بالشعور بالخزي والعار من الذات وعدم تقدير الذات.

تعرفنا على أهم ما يتعلق بالتأنيب أسبابه وأضراره والتخلص منه. تأنيب الضمير باعتدال هو ما يحتاجه الإنسان في حياته فلا مبالغة ومغالاة في هذا الشعور ولا انعدام له مما يولد شخص عدواني عنيف ولا يقيم حدودًا للآخرين وللقيم الأخلاقية. أما لو كنت عالقًا في مشاعر الذنب والتأنيب، طبق النصائح التي ذكرت في هذا المقال للتخلص من التأنيب والتحرر من الشعور بالذنب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق