حساسية الطعام؛ تعرف إلى الأنواع والأعراض والمضاعفات والتشخيص والعلاج

أحمد بكورة
نشرت منذ 6 أيام يوم 17 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
حساسية الطعام؛ تعرف إلى الأنواع والأعراض والمضاعفات والتشخيص والعلاج

ضحساسية الطعام (food allergy)، مرض شائع يسبب أعراض مزعجة وفي بعض الأحيان قاتلة عند تناول أصناف معينة من الأكل، تلاحظ حساسية الغذاء عند الاطفال الصغار فتثير قلق الأهل، لأنها قد ترافق طفلهم مدى الحياة، علاوة على حرمانه من بعض الأطباق التي قد تسبب الحساسية، تعرف إلى الأنواع والأعراض والمضاعفات والتشخيص والعلاج.

ما هي حساسية الطعام؟

حساسية الطعام (food allergy) هي تفاعل مناعي ذاتي ضد الطعام. مسبب الحساسية الغذائي هو مكون أو مادة كيميائية في الطعام تحرض جهاز المناعة للتفاعل ضدها. قد تسبب حساسية الغذاء لدى البعض أعراضًا شديدة جدًا ومهددة للحياة تُعرف بتفاعل فرط الحساسية أو التأق (anaphylaxis)، وهو رد فعل جهاز المناعة المفرط والشديد ضد أحد مسببات الحساسية لدرجة تسبب المرض.

يمكن أن تحدث الحساسية خلال بضع دقائق إلى ساعتين ونادرًا عدة ساعات من لمس أو شم أو تناول بعض أنواع الطعام. كذلك قد يحدث تفاعل ثانٍ خلال 8 ساعات. قد يصاب الإنسان بالحساسية في أي عمر، لكن غالبًا تحدث تحت عمر الثلاث سنوات وهي أشيع عند الذكور. تظهر الحساسية للبيض، والحليب، والقمح في أواخر الطفولة. الحساسية التي تتطور في المراهقة غالبًا تبقى مدى الحياة. نسبة الشيوع هي 8% تقريبًا عند الأطفال تحت عمر 5 سنوات و4% عند البالغين.

ما هو سبب حساسية الطعام؟

حساسية الطعام وأسبابها

السبب في هذا المرض هو استجابة مناعية مفرطة تجاه الأغذية المسببة للحساسية. يتعرف جهاز المناعة على المادة الغذائية أو بعض أجزائها على أنها جسم غريب ضار. لذلك يستجيب ضدها بتفعيل الخلايا المناعية مع أو دون تحرير الأجسام المضادة من نوع IGE لتدمير هذه المواد.

عند دخول هذه الأطعمة مرة أخرى إلى الجسم تفعل أضاد IGE خلايا مناعية تطلق بعض المواد الكيميائية، مثل الهيستامين في الدم، الأمر الذي يحدث أعراض حساسية الطعام. لذلك يكون لمضادات الهستامين دور في علاج حساسية الطعام. كذلك قد يؤدي التحسس تجاه مواد غير غذائية إلى حدوث تحسس نحو أطعمة معينة، بسبب وجود تشابه بين المادتين في البروتينات التي تحفز جهاز المناعة وتسمى هذه الظاهرة بالتحسيس.

أشيع الأطعمة المسببة للتحسس

قد يتحسس الإنسان تجاه طعام واحد أو عدة أطعمة معًا. إليك أهم الأغذية المسببة للحساسية:

  • الجوز والمكسرات.
  • البيض.
  • السمك والمحار.
  • الروبيان والسلطعون والكركند.
  • الخضار والفواكه.
  • الصويا.
  • السمسم.
  • الحليب.
  • القمح.
  • البقول.

يجب التفريق بين حساسية الأغذية وعدم تحمل الطعام، فعدم تحمل الطعام يسبب أعراض مزعجة لكنه أقل خطورة ولا يتضمن تدخل الجهاز المناعي.

أنواع حساسية الطعام

يمكن تقسيم حساسية الأغذية إلى ثلاثة أنواع اعتمادًا على الأعراض ومتى تظهر، كذلك مشاركة أضداد IGE وهي:

  • حساسية الأغذية المرتبطة بأضداد IGE

يعد الشكل الأشيع، وتظهر الأعراض خلال ثوانٍ أو دقائق، لذلك تسمى حساسية الغذاء الباكرة. علاوة على ذلك، فإن هذا النوع أكثر عرضةً لتطوير تفاعل فرط حساسية.

  • حساسية الغذاء غير المرتبطة بأضداد IGE

يتواسط هذا التفاعل خلايا مناعية أخرى مختلفة عن النوع السابق. كذلك يعد هذا النوع صعب التشخيص لأن الأعراض تتأخر بالظهور إلى عدة ساعات، لذلك يسمى حساسية الطعام المتأخرة.

  • النوع المختلط من الأرجية الغذائية.

متلازمة التحسس الفموي

قد يطور الطفل الذي يستطيع تناول التفاح حساسية تجاهه لاحقًا إذا طور حساسية تجاه غبار طلع شجرة البتولا، بسبب وجود بروتين مشترك بين التفاح وغبار طلع هذه الشجرة. هذه الحالة هي نموذج عن متلازمة التحسس الفموي، وتسبب عمومًا أعراض خفيفة.

يمكن أن تحدث هذه المتلازمة من تناول الفواكه، أو الخضراوات، أو المكسرات، أو حتى التوابل التي تحتوي بروتينات مشابهة لأحد أنواع غبار الطلع المسبب للحساسية. متلازمة التحسس الغذائي أو غبار الطلع تحدث عند تناول هذه الأطعمة طازجة وغير مطهوة، لأن عملية الطهي تخرب البروتينات، بالتالي فإن الطهي يحمي من حدوث الهجمة.

فرط الحساسية المحرضة بالتمرين

يحدث فرط الحساسية المحرضة بالتمرين إذا قمت بممارسة الرياضة بعد التعرض لأي طعام لديك حساسية منه. تعد ممارسة الرياضة شرطًا لحدوث التحسس، لذلك يمكن علاج حساسية الطعام المحرضة بالتمرين إما بعدم تناول تلك الأطعمة أو عدم ممارسة الرياضة قبل مضي ساعتين على الأقل من تناولها.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

إليك أبرز 4 عوامل تزيد من خطر الإصابة بها:

  • إكزيما (كل ما كانت أشد وظهرت بعمر أكبر كان احتمال الإصابة أكبر).
  • حمى القش.
  • ربو.
  • أي نوع آخر من الحساسية.

كذلك تزداد الخطورة إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بحساسية الغذاء أو بأحد تلك الأمراض. علاوة على ذلك، يعد العمر عامل خطورة، إذ يزداد حدوث حساسية الطعام عند الأطفال تحت الثلاث سنوات.

عوامل خطر تطور تفاعل فرط حساسيه لدى المرضى

يزداد احتمال حدوث فرط حساسية في حال:

  • الإصابة بالربو؛ ففي هذه الحالة تكون أعراض حساسية الطعام والربو شديدة.
  • عند المراهقين والأصغر عمرًا.
  • التأخر في استخدام حقنة الإبينفرين لعلاج التحسس.
  • عدم حدوث أعراض جلدية مثل الطفح الجلدي.

علامات وأعراض حساسية الطعام

قد تسبب حساسية الطعام تورم الوجه والأجفان

تختلف شدة المرض من شخص لآخر، تكون الأعراض خفيفة ومحتملة لبعض المرضى، لكن شديدة وحتى قاتلة لآخرين. تتضمن أعراض الحساسية الغذائية الباكرة ما يلي:

  • حكة جلدية أو داخل الفم أو في العين.
  • سيلان الدمع.
  • طفح جلدي مرتفع.
  • التورم.
  • احتقان وسيلان الأنف.
  • صعوبة البلع والتنفس.
  • الشعور بالدوار.
  • اضطرابات هضمية تتضمن:
    • غثيان وإقياء.
    • إسهال.
    • ألم بطن.

لكن في حال حدوث الحالة الأشد وهي الحساسية المفرطة – حالة مهددة للحياة تحدث فجأةً – ستظهر الأعراض الآتية:

  • تورم الحنجرة.
  • تورم الوجه والشفاه وأي جزء آخر من الجسم.
  • صعوبة التنفس.
  • الشعور بالوخز والتنميل.
  • صعوبة البلع والكلام.
  • دوار.
  • أزيز.
  • صرير.
  • صدمة.

أما أعراض حساسية الطعام المتأخرة فتشمل ما يلي:

  • طفح جلدي غير مرتفع.
  • يصبح الجلد حاك، وأحمر، وجاف (إكزيما تأتبية).
  • عسر هضم.
  • غثيان وإقياء.
  • ألم بطن.
  • إمساك.
  • حرقة المعدة.
  • بكاء مفرط عند الرضع كذلك قد يصاب بإسهال.

المضاعفات

تشمل المضاعفات حدوث ما يلي:

  • فرط حساسية (Anaphylaxis).
  • التهاب جلد تأتبي أو ما يسمى إكزيما (eczema).

كيف يتم تشخيص حساسية الطعام؟

تعد القصة السريرية مفتاح التشخيص. يسأل الطبيب عن ظهور أي أعراض بعد تناول، أو شم، أو لمس الطعام، كذلك يسأل عن المدة الزمنية بين ظهور الأعراض وحدوث التماس، بالإضافة إلى مدة الأعراض. أيضًا يجب معرفة كمية الطعام المطلوبة لحدوث الحساسية وقد يطلب من المريض حمل مفكرة لكتابة كل الأطعمة التي يتناولها والأعراض التي تحدث.

الاختبارات التشخيصية

قد يتطلب الأمر القيام بالإجراءات التشخيصية الآتية:

  • اختبار حساسية الجلد أو وخز الجلد

يستخدم لكشف الحساسية تجاه أطعمة محددة. يقوم الطبيب بوخز الجلد باستخدام إبرة دقيقة مغطاة بقطرة من المحسس، فإذا تورم مكان الوخز هذا يعني الإصابة بحساسية تجاه تلك المادة.

  • اختبارات دموية

تسمح لنا بكشف وجود الأضداد (من نوع IGE) المسؤولة عن الحساسية في الدم.

  • حمية الإقصاء أو الاستبعاد

يقوم المريض بإيقاف تناول المادة الغذائية التي يفترض أنها تسبب الحساسية مدة أسبوعين إلى ستة أسابيع ونراقب تحسن الأعراض، ثم يعيد إضافتها تدريجيًا إلى الحمية. يدل تحسن الأعراض عند إيقاف الطعام ثم عودتها عند إدخاله دليلًا على وجود حساسية ضده. من سلبيات هذا الاختبار أنه لا يميز بين حساسية الأغذية وعدم تحملها.

  • التحدي بالمادة الغذائية

في هذا الاختبار يقوم المريض بتناول كمية صغيرة من الطعام الذي يعتقد أنه يتحسس منه. يتم ذلك بإشراف طبي في المشفى لمراقبة الأعراض والاستعداد للتدخل إذا حصلت ارتكاسات تحسسية.

علاج حساسية الطعام

لا يوجد علاج شافٍ للمرض، فغالبًا يعاني الشخص من الحساسية مدى الحياة. لكن في بعض الأحيان تختفي حساسية الطعام عند الأطفال عندما يكبرون مثل الحساسية تجاه البيض، والحليب، والصويا، والقمح، أما الحساسية تجاه الجوز والمكسرات كذلك الحساسية التي تظهر متأخرةً في الطفولة تميل للبقاء مدى الحياة.

الأسلوب المتبع حاليًا هو تجنب الأغذية المحسسة. هذا الأسلوب في علاج حساسية الطعام فعال لكنه صعب في نفس الوقت فوجود الأغذية المحسسة شائع في الطعام، لذلك يجب استشارة أخصائي تغذية للمساعدة على تجنبها وإيجاد بديل مناسب، كذلك تجنب حدوث إعواز المواد الغذائية.

قد يرغب الطبيب بإجراء اختبارات كل فترة للتأكد من أن الحساسية لم تتغير لديك. كذلك فإن جلسات إزالة التحسس أو العلاج المناعي الفموي قيد الدراسة كعلاج للأمراض التحسسية، يتم تعريض المريض لجرعات صغيرة من المادة المسببة للحساسية إما فمويًا أو تحت اللسان. تزداد هذه الجرعات تدريجيًا ويتم العلاج على فترة طويلة تصل إلى 3 سنوات تقريبًا.

كيفية تدبير الهجمات

يتم علاج حساسية الطعام دوائيًا عند حدوث الهجمة، إذ يجب على المريض وأهله أن يكونوا قادرين على تدبير الحالة مباشرةً. يتم ذلك باستخدام حقن من الأدوية الآتية:

  • مضادات الهستامين غير المركنة

تخفف الأعراض الخفيفة دون أعراض تنفسية قلبية مثل الحكة أو الطفح.

  • الإبينفرين (الأدرينالين) المعطى عضليًا بالمحاقن الذاتية

يستخدم للحالات الشديدة مثل تفاعل فرط الحساسية.

  • في حالة فرط الحساسية تستخدم الستيروئيدات مثل الكورتيزون والموسعات القصبية.

يجب أن يحمل المريض حقن الأدرينالين في كل الأوقات خاصةً إذا كان هناك خطر حدوث ارتكاس شديد.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة؟

اطلب المساعدة الطبية فورًا، إذا عانيت من الحكة أو الطفح الجلدي المنتشر في كل الجسم، كذلك في حال ظهور أعراض الحساسية المفرطة.

كيفية الوقاية من حساسية الطعام

إن أفضل وقاية هي تجنب الأطعمة المسببة. كذلك فإن التعرض المبكر لمسبب الحساسية يقلل خطر الإصابة بمرض حساسية الطعام عند الأطفال ذوي الخطورة المرتفعة حسب الدراسات. كذلك، إذا كنت تعاني من حساسية البيض لا تستخدم بخاخات الأنف لعلاج الإنفلونزا، لأن هذه البخاخات قد تحتوي على بروتين البيض وتؤدي إلى تفاعل فرط الحساسية.

نصائح للمرضى

إذا كنت تعاني من الحساسية الغذائية خذ هذه النصائح بعين الاعتبار:

  • ابقِ قلم الحقنة الذاتية للأدرينالين معك إذا كنت في خطر حدوث تفاعل شديد.
  • تعلم الطريقة الصحيحة لاستخدامه.
  • إذا كانت الهجمات التي تأتيك شديدة أو تعاني تفاعل فرط حساسية، عليك ارتداء طوق أو سوار يحتوي تنبيه بأنك مصاب بالحساسية.
  • اعرف مكونات كل طعام تأكله وتشربه خاصة في المطاعم (food) لتجنب تناول أحد مسببات الحساسية لديك.

نصائح للتعامل مع حساسية الطعام عند الأطفال

إليك أيضًا بعض النصائح الهامة في التعامل مع حساسية الطعام عند الأطفال لتجنب حدوث مشاكل خطيرة:

  • حاول أن تجعل طفلك يفهم معنى المشكلة التي يعاني منها، والأطعمة التي يجب تجنبها.
  • أخبر الطفل عن الأعراض التي قد تحدث معه.
  • علم طفلك أن يطلب المساعدة فور التعرض لمسبب الحساسية أو شعوره ببدء الهجمة.
  • اشرح حالة طفلك لكل الأشخاص الذين يقضون الوقت معه.
  • احرص على جعل الكبار الذي يتعاملون مع الطفل خاصةً المدرسين قادرين على تمييز أعراض حساسية الطعام حتى يستطيعوا التعامل معها.
  • اجعل الطفل يرتدي سوار أو طوق طبي ليعلم الآخرون حالة الطفل وكيفية التعامل مع الهجمات في حال وقوعها.
  • ضع خطة للتعامل مع هجمات الحساسية وابقِ نسخة مع الطفل وأخرى مع المشرفين في المدرسة.

مشاهير أصيبوا بالمرض

إليك بعض المشاهير المصابين بالحساسية الغذائية:

  • يعاني الممثلان هالي ماريا بيري وستيف مارتن من حساسية تجاه المحار.
  • الرياضي كلاي ماثيوز لديه حساسية من الفول السوداني.

حساسية الطعام (food allergy) حالة شائعة قد تمر دون مضاعفات أو تسبب مضاعفات خطيرة. علاوة على ذلك، فإن علاج حساسية الطعام ليس سهلًا وقد يستمر مدى الحياة، لكن يبقى الأمل في إيجاد حل لها مستقبلًا. إن كنت تعاني من الحساسية تجاه بعض الأغذية لا تنسَ اتباع طرق الوقاية والنصائح التي قدمناها في هذا المقال.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق