دودة ثمار التين Ficus fruits worm؛ أهم 4 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها في البساتين وعلى الأشجار، ومعلومات للمزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
دودة ثمار التين Ficus fruits worm؛ أهم 4 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها في البساتين وعلى الأشجار، ومعلومات للمزارع

تعتبر دودة ثمار التين (Ficus fruits worm) من الآفات الزراعية الخطيرة على أشجار التين وخاصة الثمار، وهي تضعف الأشجار وتعرضها للمهاجمة من حشرات أخرى وآفات زراعية متنوعة، كما أنها تضعف إنتاج المحصول والقيمة التسويقية للثمار، فما هي علامات الإصابة بدودة ثمار التين، وكيف يمكن مكافحة دودة ثمار التين؟

آفة دودة ثمار التين

إن دودة ثمار التين تعد من الآفات الزراعية الضارة التي تصيب التين بكافة أنواعه. تنتشر الآفة في مناطق زراعة التين حول العالم، وتعد من أهم الآفات في دول شرق المتوسط ومنها لبنان، والأردن، وسورية، وفلسطين، وتركيا، وقبرص. كما أن الآفة تنتشر في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا في مناطق زراعة جنس التين Ficus sp. قدرت العتبة الاقتصادية في واقع الأمر تدني في إنتاج التين بمجرد تفاقم الإصابة، حيث قد يصل التدني إلى حوالي 65% من إنتاجية الشجرة.

وصف الحشرة

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة أو الذبابة الكاملة سوداء اللون بنية بطول حوالي 3- 4 مم تقريبًا. بالإضافة لذلك، فإن اللون الأسود يكون لماع مشوب بالأزرق أو البني الغامق، والسطح السفلي للبطن والعيون بلون بني، أما الأرجل فهي سوداء. بينما الأجنحة فشفافة والعروق فاتحة اللون بيضاء مهدبة، وللأنثى آلة وضع بيض طويلة.

يرقات دودة ثمار التين

أما اليرقات الصغيرة، فهي متطاولة، بيضاء اللون، حيث يبلغ طول اليرقة عند اكتمال النمو حوالي 7 مم على ثمار التين المصابة.

عذراء الآفة

تكون العذراء عادةً مختفية في شقوق التربة، أو ضمن أنسجة أشجار التين، وهي تشبه الحشرة الكاملة. يترواح طول العذراء بين 3- 4 مم، وهي بنية محمرة اللون وأصغر وأفتح لونًا من الحشرة الكاملة.

الإصابة بدودة ثمار التين

مظاهر الإصابة بالآفة في ثمار التين

 

الطور الضار للآفة والأصناف المستهدفة

إن الطور الضار لذبابة ثمار التين هو اليرقات، حيث أن أغلب أنواع الذباب يكون ضررها من اليرقات، فتهاجم الآفة ثمار التين مفضلةً الصنف الأسود والأمريكي فهما أكثر عرضة للإصابة من بقية أصناف التين الأخرى.

طبيعة الإصابة بالدودة وتفاقمها

تتغذى اليرقات على محتويات الثمرة واللب من الداخل، ثم تتلف اللب والبذور وتمتص العناصر الغذائية داخل جوف أنسجة الثمرة. بعد ذلك، يتحول لون الثمرة المصابة من الأخضر أو الأحمر الناضج إلى البني المسود بسبب لينه وتدهور حالته. مع تفاقم الإصابة يتحول مكان الإصابة إلى اللون الأسود الباهت وتبقى الثمار عالقة على أشجار التين في حالة مشوهة غير مستساغة للأكل ولا تصلح للتسويق. تبقى الثمار الكبيرة عالقة على الأغصان فتتعفن، أما الصغيرة منها فتسقط إلى سطح التربة وتتعفن هناك وتهتري. قد يتمكن المزارع من رؤية الثمار المصابة ابتداءً من أشهر الصيف في تموز/ يوليو وحزيران/ يونيو.

خطورة دودة ثمار التين

تنبع خطورة دودة ثمار التين من أنها تضعف إنتاجية الشجرة بشكل عام، بالإضافة لذلك، فهي تضعف الشجرة نفسها في مكان الإصابة (الثمار) مما يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى منها ذبابة ثمار التين ودبور ثمار التين. من أهم الآفات التي قد تنجذب أيضًا ذبابة فاكهة البحر المتوسط Medeterrenian fruite fly، والدبور الأحمر الشرقي Vespa orientalis، وآفة حفار التين Batocera rufomaculata وكل هذه الآفات تتكاثر بقوة على أشجار التين. في الحقيقة، مع وجود آفات الحفر وحشرات القلف والنطاطات، ومع تفاقم الإصابة، تتدهور حالة أشجار التين إلى حد كبير، وقد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين التين لوقايتها ودرئ الأخطار المحتملة.

عوامل تشجع الإصابة بالدودة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع دودة ثمار التين على إصابة أشجار التين، ومن أهم العوامل أربعة:

  1. زراعة التين بين بساتين الفاكهة الأخرى، وبين الخضار، وهذا لا يجوز، أو عدم فصل بستان التين عن غيره من الزراعات.
  2. استعمال المبيدات الحشرية الباراثينوئيدية التي لا ينصح بها على أشجار التين، بدلاً من استعمال المبيدات القائمة على مركبات الفوسفور التي ينصح بها.
  3. زراعة أصناف التين المعرضة للإصابة (الصنف الأسود والصنف الأمريكي) حيث تبلغ نسبة إصابتهما 90%
  4. أيضًا عدم العناية بالحالة العامة لأشجار التين من تقليم وري وتسميد بتوازن، خاصة إهمال التسميد بالآزوت الذي تفضله أشجار التين.

دورة حياة الآفة

طور التشتية للحشرة

إن طور التشتية هو طور العذراء، وعادةً ما تكون العذراء مختفية في شقوق التربة وبين الكدر والحجارة على عمق 12 سم، أو مختئبة ضمن الشقوق على أشجار التين أو في زوايا الأغصان والأوراق. تكون العذراء ضمن أنوية طينية في التربة على عمق 5- 12سم غالبًا، ثم تجهز العذراء نفسها لكي تتحول إلى حشرات كاملة مع حلول حرارة الصيف.

طور الحشرة الكاملة للآفة

تبدأ الذبابات الكاملة في الظهور ابتداءً من شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو، وقد يكون في شباط/ فبراير. يختلف موعد الظهور حسب المكان والظروف البيئية ونوع التين أسود أم أمريكي أم غيرهما. تتغذى الحشرة الكاملة لبعض الوقت على مواد سكرية متوفرة لها في البيئة حولها، ورحيق أزهار التين، ثم تتزاوج بعد ذلك.

التزاوج ووضع بيض الحشرة

تضع الأنثى بعد التزاوج حوالي 5 بيوض أو أقل في كل ثمرة تين، وقد يصل هذا العدد مع تفاقم الإصابة إلى حوالي 35 بيضة في الثمرة المركبة الواحدة. بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي 7- 35 يومًا مع حرارة فوق 30 مئوية. في واقع الأمر، تختلف مواعيد فقس البيض تبعًا للظروف البيئية من حرارة ورطوبة ضمن بساتين التين المصابة بالدودة.

سلوك يرقات الآفة

تخرج اليرقات أو الديدان الضارة من البيض الفاقس، ثم تشرع في سلوك التغذية، حيث تبدأ اليرقات أولاً في تغذيتها على الجزء اللحمي من الثمرة تحت القشرة مباشرة. كما أنها نادرًا ما تتواجد في مركز الثمرة وتفضل الأنسجة الخارجية. عند اكتمال النمو بعد 2- 4 أسابيع تترك اليرقات الثمار، ثم تخرج من خلال ثقب الخروج، وتسقط نفسها إلى سطح التربة لتتحول إلى عذارى على عمق 12 سم.

أجيال دودة ثمار التين

يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة البيئية والظروف السائدة من حرارة ورطوبة ومناخ ضمن بستان التين المصاب، وعادةً تكون مدة الجيل الواحد في الربيع حوالي 40 يومًا، أما في الصيف فحوالي 20 يومًا. للحشرة 5-6 أجيال في السنة ضمن بساتين التين غير المخدومة بصورة جيدة.

مكافحة وعلاج دودة ثمار التين

سبل مكافحة الآفة

 

تتبع من أجل مكافحة وعلاج دودة ثمار التين جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية الاستئصالية.

مكافحة وقائية للآفة

مكافحة وقائية زراعية ضد الحشرة

تتم المكافحة الوقائية من خلال زراعة الأصناف الأقل إصابة بهذه الذبابة كالصنف الأبيض مثلاً، وتجنب زراعة الأصناف غير المقاومة. كما يجب فصل بستان التين عن بساتين الفاكهة الأخرى، وعن زراعة الخضار والنباتات الحقلية الصغيرة. في واقع الأمر، لوحظ أن نسبة إصابة الصنف الأسود لوحده تعادل حوالي 80% مع التفاقم، لذلك يرجى من المزارع عدم زراعته منذ البداية.

مكافحة وقائية بصيد الآفة

يتم استعمال مصائد من خشب مضغوط تعلق على أشجار التين تطلق مادة الأمونيوم، وقد يتم أيضًا استعمال المصائد الفرمونية، أو الجاذبة. يستخدم المزارع في المصيدة محلول 5% فوسفات الأمونيوم لاصطياد الحشرة وتحديد موعد استخدام المبيد أو خلط مبيد فسفوري مع الطعم الجاذب السكري.

مكافحة علاجية استئصالية للحشرة

بمجرد ملاحظة المزارع لوجود 5 ذبابات في المصيدة الواحدة خلال أسبوع أو عشرة أيام، يتم اللجوء للمكافحة بالمبيدات. يمكن أن يستعمل المزارع المبيدات الحشرية الفوسفورية من أمثال دايمثوات Dimethoate، أو ميثيل باراثيون Parathion- methyl بالرش على ثمار التين والفروع. كما يمكن أن يستعمل المبيد دايكلوروفوس dichlorovos بمعدل رشة كل ثلاث أسابيع خلال موسم النضج في الصيف في حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس. بالإضافة لما تقدم، يراعي المزارع جمع الثمار المصابة من التين والتخلص منها تمامًا في نفس وقت استعمال المبيد.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين التين، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة دايمثويت Dimethoate. أما في الموسم التالي لإصابة التين الأمريكي والأسود وغيرها من أصناف فيستعمل المبيد باراثيون متيل Parathion methyl بالرش على أشجار التين مستهدفًا الفروع الغضة والثمار. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايكلوروفس (dichlorovos) بالرش على أشجار التين المصابة من فروع وأوراق وثمار، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وكذلك نفس التخصص.

برنامج الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بدودة ثمار التين من خلال:

  • إجراء تنقيب للتربة على عمق حوالي 12 سم قبل زراعة التين لقتل العذارى المتواجدة على هذا العمق.
  • ثم يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دقيقة وهي 6م بين الصف والآخر، و4 م بين شجرة التين والأخرى على الأقل ضمن البستان.
  • كما يكون موعد الزراعة في الخريف في المناطق الدافئة، وفي الربيع في المناطق الباردة لزراعة التين بأصنافه.
  • يتم إضافة الأسمدة الآزوتية والفوسفورية والبوتاسية بتوازن، وخاصة الآزوت؛ فالتين يحب الآزوت ويستجيب له.
  • يراقب الفلاح أشجار التين المثمرة بصورة منتظمة للتأكد من خلوها من الآفات الحشرية وغير الحشرية والممرضات، ويسجل الملاحظات ويستشير خبير زراعي.
  • يجري المزارع الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية، من ضمنها الفوسفو- عضوية الجهازية.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينية على أشجار التين، فهذا ضار جدًا.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة ثمار التين وأدركنا العوامل المشجعة على الإصابة بها، ويكون المزارع قد أدرك كيفية التعامل معها عند الإصابة في بساتين التين. أيضًا فقد أحاط العلم بالمبيدات وحلقتها المستخدمة وموعد المكافحة الدقيق، حيث لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على أشجار التين المباركة، لذلك فقد وجبت الوقاية قبل العلاج.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق