بق أزهار الحمضيات

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 9 أبريل, 2024
بق أزهار الحمضيات

تعتبر حشرة بق أزهار الحمضيات (Dionoconotus cruentatus) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الحمضيات وكذلك البقوليات والأعشاب وغيرها، كما قد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار تختلف شدتها، وتكون محدودة في أغلب الأحيان، فما هي علامات ومظاهر الإصابة ببق أزهار الحمضيات، وكيف يمكن مكافحة بق أزهار الحمضيات عند الضرورة؟

حشرة بق أزهار الحمضيات

بق أزهار الحمضيات حشرة اقتصادية تنتشر في جنوب فرنسا، وجنوب إيطاليا. كما تنتشر هذه الآفة في يوغوسلافيا، وتركيا، والعراق، وتونس، وسورية. تصيب هذه الآفة أشجار الحمضيات، وتصيب البقوليات، والأعشاب النجيلية، والقمح، والشعير، وبعض نباتات جنس Rubus. غالبًا ما تكون أضرار هذه الآفة محدودة ولكنها قد تشتد في بعض المناطق مما يضطر المزارع للمكافحة.

وصف الحشرة

حشرة بق أزهار الحمضيات تشبه آفات البق ونمر الإجاص في الشكل، وفي ما يلي الوصف المفصل:

الحشرة الكاملة

الحشرة الكاملة بقة صغيرة الحجم بطول حوالي 13مم ولون أحمر مبرقش بالأسود. أما قرن الاستشعار فمكون من أربع عقل سوداء. بينما الأرجل فهي سوداء والأجنحة الأمامية أيضًا سوداء وتتميز بوجود شريط أحمر يمتد على الحافة الأمامية لكل جناح.

حورية بق أزهار الحمضيات

أما الحورية أو الطور غير الكامل فهي صغيرة جدًا طولها في العمر الأول بحوالي 1.8 – 2 مم. كما أن لون الحورية هو البني المسود. قرن الاستشعار بني. أما حين تصل الحورية للعمر الخامس والأخير يصبح طولها 5 مم ولونها أسود مع وجود شريط بني محمر على امتداد الخط الوسطي للجسم.

الإصابة ببق أزهار الحمضيات

علامات الإصابة بالآفة

تتجلى أعراض الإصابة ببق أزهار الحمضيات من خلال إصابة الحشرات للأزهار بصورة خاصة. تكون مظاهر الإصابة كالتالي:

  • تهاجم الأطوار الكاملة أزهار الحمضيات، وتتغذى بامتصاص محتوياتها.
  • تجف الأزهار وتسقط خلال عدة أيام وهذا يدفع الأشجار لتشكيل براعم زهرية ثانوية تعطي ثمار متأخرة النضج.
  • الثمار المتأخرة النضج الناتجة تكون منخفضة الجودة لقلة المادة العصيرية فيها.
  • تهاجم الحوريات أو الأطوار غير الكاملة القمح والشعير وغيرها من بقوليات وأعشاب نجيلية بأضرار محدودة.
  • قد تزداد الأضرار بسبب عدة عوامل في بعض اﻷحيان ويضطر المزارع للمكافحة.

مستوى الخطورة

إن مستوى خطورة بق أزهار الحمضيات لا يتجاوز في أغلب الأحيان 10 – 20% من الإنتاج وفقًا لتقدير مستوى العتبة الاقتصادية. رغم ذلك، فقد ترتفع الخطورة في بعض المناطق، وخاصة الساحلية المتوسطية. تتجلى الخطورة في:

  • هذه الحشرة تمتص عصارة الأزهار فتمنع تلقيحها وتجف وتسقط فلا تتكون ثمار الحمضيات.
  • الثمار التي تتكون تكون قليلة المحتوى من المادة العصيرية ذات الطاعم الحامض، وبالتالي فقدان القيمة الحقيقية لثمرة الحضميات وطعمها اللذيذ.
  • قد تؤدي هذه الآفات لانجذاب آفات أخرى ضارة إلى البساتين، كحشرة نمر الإجاص، والبق الأسترالي.

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

هناك عوامل تشجع الإصابة ببق أزهار الحمضيات. أهم العوامل:

  • زراعة البقوليات والنجيليات في نفس بستان زراعة الحمضيات والأشجار المثمرة.
  • وجود الأعشاب بصورة كبيرة في الحقل وزواياه وأركانه.
  • ارتفاع درجات الحرارة بصورة خاصة وحدوث نوبات الحر يساعد الحشرة على التكاثر.

دورة الحياة

تتميز دورة حياة بق أزهار الحمضيات بطور نشاط ربيعي أو صيفي. في ما يلي دورة الحياة بالتفصيل:

طور التشتية

تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الحشرة الكاملة التي تكون متواجدة في بساتين الحمضيات. غالبًا ما يكون السبب المباشر في تفضيلها لبستان الحمضيات كونه موبوء بالأعشاب النجيلية والنباتات البقولية التي تساعد الحشرة على تأمين الغذاء المناسب. تمهد الحشرة نفسها من أجل التحول والتطور.

طور النشاط

أما طور النشاط الأصلي فيكون مع بدايات الربيع. في الربيع تضع الأنثى بعد التزاوج بيضها على الحشائش النجيلية. كما يبقى البيض هكذا في بيات وسكون خلال الصيف حتى كانون الأول/ ديسمبر. بعد ذلك، يفقس البيض بتأثير الأمطار. تتغذى الحوريات الخارجة من البيض على الأعشاب لمدة 5 – 6 أسابيع. بعد ذلك، تتحول الحوريات إلى حشرات كاملة تظهر مع أواخر شباط/ فبراير حتى منتصف آذار/ مارس. تتحرك بعد ذلك إلى أشجار الحمضيات فتهاجم الأزهار.

سلوك بق أزهار الحمضيات

تسلك الحشرات سلوكيات وقائية عالية الذكاء. تلعب الحوريات والحشرات الكاملة دور الحشرات الميتة أو تمثل أنها ميتة بعد أن تسقط نفسها على التربة إذا اقترب منها ما هو غير مرغوب فيه أو خطير عليها. بالإضافة لذلك، فإن الحشرة تخلد للسكون بين الأعشاب ليلاً وتنشط نهارًا مع شروق الشمس.

مكافحة بق أزهار الحمضيات

سبل مكافحة الآفة

لا يتم اللجوء غالبًا إلى مكافحة هذه الحشرة لأن أضرارها محدودة. من جهة أخرى، حين يتفاقم الضرر، فلا بد من مكافحة بق أزهار الحمضيات. لدينا مكافحة وقائية وأخرى علاجية، وتتم المكافحة كالتالي:

مكافحة وقائية

إن الأعشاب المنتشرة في الحقل وبجواره تساعد كثيرًا في انتشار الآفة وتوسع نطاقها وتكاثرها. انطلاقًا من ذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب بصورة نهائية، سواء كانت منتشرة ضمن الحقل، أو في زواياه. كما يتجنب المزارع بصورة نهائية زراعة البقوليات والنجيليات في بساتين الحمضيات والأشجار المثمرة الأخرى. تلعب الإجراءات السابق ذكرها دورًا كبيرًا في الوقاية من هذه الحشرة، وهي الأنفع.

مكافحة علاجية

إن المكافحة العلاجية هي مكافحة استئصالية بمعنى القضاء على الحشرة عند الإصابة. من الجدير ذكره أنه لا تجوز المكافحة العلاجية إلا في حال وجود أضرار حقيقية، للأسباب التالية:

  • استعمال المبيدات بصورة غير مدروسة، وفي وضع لا يستدعي المكافحة، يؤدي لانتشار أضرار المبيدات الحشرية.
  • استعمال المزارع للمبيد بشكل متكرر أيضا يزيد مقاومة الآفات للمبيد ومن ضمنها هذه الحشرة.
  • بعض المبيدات ستكون ضارة على عملية تلقيح أزهار الأشجار المثمرة التي تلقح خلطيًا بالحشرات، لأن المبيدات تضر بنحل العسل والنحل الطنان الذي يلقح هذه الأزهار.

عند الرغبة بالمكافحة أو تفاقم الخطورة، تطبق المكافحة باستعمال المبيد تريكلورفون Trichlorfon. كما يمكن استعمال المبيد سايبرمثرين (Cypermethrin).

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة بق أزهار الحمضيات وأضرارها في حال تفاقم الخطورة. كما يكون المزارع قد ألم بسبل الوقاية والمكافحة الممكنة. يجب أن يكون مربي الأشجار المثمرة والمزارع حريصًا على التخلص من الآفات الضارة في حقوله وبساتينه المثمرة. كما أن الوقاية تلعب دورًا أفضل من دور العلاج في أغلب الحالات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق