ذبابة الحمضيات البيضاء

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
ذبابة الحمضيات البيضاء

تعتبر ذبابة الحمضيات البيضاء (Dialeurodes citri) من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الحمضيات (الموالح) وكذلك عدد كبير من النباتات الأخرى، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للأشجار المصابة وتدني الإنتاج الزراعي والاقتصادي، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة الحمضيات البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة الحمضيات البيضاء؟

آفة ذبابة الحمضيات البيضاء

ذبابة الحمضيات البيضاء من الآفات الزراعية الخطيرة المسجلة كآفة على الحمضيات. كما أن هذه الذبابة تصيب الرمان، والتين، والكاكي، وعدد من النباتات يصعب حصرها وتحديدها. تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة أشجار الموالح من حول العالم، كما تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط والمناطق الساحلية. تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار تزيد عن 70% في حال تفاقم الإصابة.

وصف الذبابة

الوصف الشكلي العام للحشرة

تشبه ذبابة الحمضيات البيضاء باقي أنواع الذباب الأبيض، لذلك يصعب كثيرًا التمييز بينها وبين غيرها من قبل المزارع العادي. في ما يلي وصف الآفة بطوريها الكامل وغير الكامل:

ذبابة الحمضيات البيضاء الكاملة

الحشرة الكاملة ذبابة صغيرة بحجم حوالي 1.4 – 1.6 مم. تكون الذبابة بلون أبيض نظرًا لوجود مادة شمعية بيضاء تغطي جسمها وأجنحتها. أما الأجنحة فهي أطول من الجسم وعندما تزال الطبقة الشمعية عنها فإنها تغدو شفافة.

الحوريات

الحوريات أو الطور غير الكامل لونها أصفر مخضر. كما أن الحوريات تكون متحركة في العمر الأول وأما في العمر الأخير فثابتة. أيضًا يحمي الحوريات غطاء شفاف عديم الزوائد الجانبية وهذا يعيطها شكلاً يشبه العذراء.

البيضة

البيضة محمولة على حامل صغير. يكون لون البيضة إما أبيض أو أبيض مصفر ليموني. كما يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر عند الفقس.

الإصابة بذبابة الحمضيات البيضاء

تكون الإصابة بذبابة الحمضيات البيضاء نابعة من الأطوار الكاملة وغير الكاملة في آنٍ معًا. تظهر الأعراض كالتالي:

  • تتغذى الحشرات الكاملة وغير الكاملة على عصارة الأوراق من السطح السفلي.
  • بعد ذلك تجف الأوراق وتتساقط تباعًا بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على النبات.
  • تفرز الحشرات ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود بشكل طبقة سوداء أو ما يشبه الفلم الأسود.
  • يلتصق الغبار على الطبقة السابقة الذكر.
  • عند الإصابة الشديدة تبدو الأشجار مسودة بالكامل حتى عن بعد.
  • ينتج عن كل ذلك في أغلب الأحوال ضعف الأشجار إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج.

خطورة ذبابة الحمضيات البيضاء

خطورة ذبابة الحمضيات عالية جدًا، إذ تعتبر من أخطر الحشرات الماصة للعصارة النباتية. تنبع الخطورة من عوامل عديدة أهمها:

  • الذبابة من ماصات العصارة النباتية وبذلك تضعف تنفس النبات ونموه كثيرًا.
  • تجذب الذبابة آفات كثيرة إلى الأشجار والنباتات المصابة.
  • من أهم الآفات التي تنجذب أنواع كثيرة من الحشرات القشرية، والبق الأسترالي، والنمر، وغيرها.
  • تنقل الذبابة عددًا كبيرًا من الأمراض الفيروسية يصعب حصره وتحديده.
  • ضعف النبات المصابة يجذب آفات أخرى غير حشرية أهمها البكتريا، والفطور.
  • بالإضافة لكل ما تقدم، فإن عدد المبيدات المسجلة الفعالة مع هذه الآفة قليل.

دورة الحياة

تمتاز ذبابة الحمضيات البيضاء بطور نشاط شتوي وربيعي في نفس الوقت. تكون دورة الحياة المفصلة على الصورة التالية:

طور التشتية

تقضي الذبابة طور سكونها وتشتيتها على هيئة حورية في العمر الأخير. يمكن أيضا أن نطلق على الطور السابق اسم (شبه العذارء)؛ لأن هذا الطور يشبه العذراء بطبيعة الحال. كما تكون الذبابة أثناء السكون متواجدة على السطح السفلي للأوراق.

الطور الربيعي

مع بدايات الربيع، وفي نيسان تقريبًا، تخرج الذبابات من أماكنها. بعد ذلك، تتزاوج الآفة وتضع الأنثى البيض بحوالي 110 بيوض تقريبًا ويكون محمول بحامل صغير على السطح السفلي للأوراق، في صورة مبعثرة عشوائية.

متابعة التطور

يفقس البيض بعد حوالي الأسبوع أو الأسبوعين. بعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها وتتغذى على عصارة النبات قليلاً ثم تثبت في أماكنها في بقية الأعمار. يلاحظ ازدياد في أعداد الحشرة بصورة خاصة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة الجوية.

أجيال ذبابة الحمضيات البيضاء

يختلف عدد الأجيال في حقيقة الأمر حسب درجات الحرارة، والرطوبة، والمنطقة. تعطي هذه الآفة في المناطق الساحلية من البحر المتوسط 3 أجيال، وفي مناطق أخرى 5 – 6 أجيال سنويًا.

مكافحة ذبابة الحمضيات البيضاء

سبل مكافحة الآفة

لكي تتم مكافحة ذبابة الحمضيات البيضاء بشكل متقن وممتاز، تتبع مجموعة من الإجراءات. بعض الإجراءات يكون وقائيًا، وهو الأفضل. من جهة أخرى، فهناك إجراءات علاجية تتبع عند الإصابة ووجود تكاثر ملحوظ للذبابة. في ما يلي المكافحة المتبعة:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع:

  • يخفض المزارع الرطوبة الجوية من خلال أساليب التدفئة بالطاقة الشمسية أو البخار الساخن.
  • تهوية الأشجار والبساتين في حال وجود الجفاف، وتتم التهوية بتقليم الفروع المتشابكة.
  • يعتني المزارع بصورة جيدة بالأشجار من خلال الري المنتظم والموجه.
  • يجب بشكل هام أن تتم زراعة الأشجار على مسافات مناسبة.
  • بالإضافة لذلك يجب التخلص من الأعشاب التي تعتبر مكان مناسب لسكون العذارى وتكاثر الآفة وانتشارها.

مكافحة علاجية

أما المكافحة العلاجية فهي بهدف استئصال الذبابة من جذورها. تتم المكافحة من خلال استعمال المبيدات التي ثبت نفعها مع هذه الذبابة من أمثال المبيد كاربوفينوثيون (carbophenothion). كما يمكن استعمال المبيد مثيداثيون methidathion. بالإضافة لذلك، فإن المبيد نيكوتين سولفات nicotine- sulphate يعطي نتائج جيدة. أيضا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي ويستعمل لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl.

مكافحة حيوية

بينما المكافحة الحيوية فهي المكافحة بالاعتماد على الأعداء الطبيعية. تساهم المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف المبيدات على المزارعين والمنتجين، كما تساعد في تأمين الحماية للبيئة والنباتات. يمكن الاعتماد على الطفيل Encarsia armata. كما ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata وإطلاقه في البساتين المصابة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة الحمضيات البيضاء كآفة ضارة بالحمضيات والتين وغيرها من نباتات. أيضًا يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية. يجب أن يكون المزارع ومربي الأشجار المثمرة قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات الخطيرة التي تصيبها، وخاصة هذه الذبابة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق