حبوب الاكتئاب والنوم؛ هل يجب التوقف عن أخذ حبوب الاكتئاب كونها مرتبطة بمشاكل في النوم؟

إسراء عبدالغني
نشرت منذ 3 أيام يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة إسراء عبدالغنيتعديل Audai
حبوب الاكتئاب والنوم؛ هل يجب التوقف عن أخذ حبوب الاكتئاب كونها مرتبطة بمشاكل في النوم؟

تسير مشاكل الاكتئاب والنوم جنباً إلى جنب، إذ نجد أن أكثر من 75 في المائة من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم شكل من أشكال اضطرابات النوم. والعكس صحيح اضطرابات النوم قد تزيد من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب، ولأن العلاقة بين حبوب الاكتئاب والنوم دقيقة، لنتحدث في التفاصيل الدقيقة ولنناقش بعض أنماط الحياة التي يمكن تغييرها للمساعدة في تحسين مشكلات النوم وللتعرف بدقة على الحبوب المضادة للاكتئاب، وعلاقتها بالنوم ولنتعرف أيضاً على ارتباط الأرق والاكتئاب ببعضهما.

العلاقة بين حبوب الاكتئاب والنوم

من أكثر أعراض حبوب الاكتئاب انتشاراً هي اضطرابات النوم. يٌعاني ما يصل إلى 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب والذين يأخذون أدوية الاكتئاب التي أوصى بها الطبيب لهم، إحدى أنواع اضطرابات النوم، التي يمكن أن تأخذ شكل من هاتين الصورتين:

  • الأرق وهو نوع من أنواع اضطرابات النوم التي يصعب فيها متابعة النوم ساعات متتالية ليلاً.
  • فرط النوم يُطلق عليه أيضاً النعاس المفرط أثناء النهار، وفي هذه الحالة يشعر الإنسان بأنه بحاجة إلى النوم طوال النهار حتى لو كان قد نام فترات كافية ليلاً.

ارتباط الأرق والاكتئاب وتأثيرهما على النوم

ارتباط الأرق والاكتئاب وتاثيرهم على النوم

من المعروف أن الأرق هو عرض شائع للاكتئاب، لكن الأبحاث تُظهر أن العلاقة بين الأرق والاكتئاب يمكن أن تسلك مسلكين. فقد وجدت دراسة أجريت عام 1997 أن كلاً من الأرق وفرط النوم مرتبطان بمعدل أعلى من الأفكار والسلوكيات الانتحارية، وأن الأرق نفسه يزيد من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب 10 مرات. كما وجدت دراسة أُجريت عام 2006 على ما يقرب من 25000 شخص أنه يوجد ارتباط واضح بين الاكتئاب وقلة النوم، وبين الاكتئاب والنوم الزائد.

حبوب الاكتئاب والنوم والتغيرات المقترحة في نمط الحياة

فيما يلي أبرز 10 تغييرات سلوكية في نمط الحياة تساعد في تحسين النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب المرتبطة بأخذ الحبوب المضادة للاكتئاب:

اتباع نظام غذائي صحي ومنتظم

حاول الحصول على حصص منتظمة من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون للحفاظ على صحتك العامة ومن ثم تحسين النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب.

التقليل من شرب الكافيين

قلل من شرب الكافيين بأشكاله المختلفة مثل القهوة، والشاي، وحتى النسكافيه. خاصة في وقت لاحق من اليوم؛ لأن الكافيين من المنبهات القوية والتي من السهل أن تبقيك مستيقظاً طوال الليل.

التغلب على مشكلة حبوب الاكتئاب المصاحبة للنوم بممارسة الرياضة

خصص وقت يومياً لممارسة الرياضة بمختلف صورها والتمتع بالطبيعة لأن الخروج للطبيعة وممارسة الرياضة، سيشعرك بالاسترخاء والمجهود الذي سيدفعك للنوم بعمق ليلاً. هذه طريقة جيدة لضبط ساعتك البيولوجية، والتي تساعد في الحفاظ على دورة نوم واستيقاظ منتظمة.

النوم في وقت محدد

يساعد النوم كل يوم في وقت محدد على الدخول في النوم سريعاً وبعمق؛ لذلك حاول أن لا تتعدى ساعة النوم المخصصة لك كل يوم.

تخطي القيلولة

تجنب قيلولة بعد الظهر (Siesta)، التي يمكن أن تؤدي إلى الأرق الليلي، وهي من أنفع الخطوات التي تساعدك على التغلب على الأرق في الليل.

الحد من الأجهزة الإلكترونية قبل النوم

يمكن للضوء الأزرق والمنبهات الصادرة من الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة التلفزيون. أن تقاطع إيقاعك اليومي وتجعل من الصعب عليك النوم؛ لذلك توقف عن استخدامها قبل النوم بفترة كافية تزيد عن الساعتين. حتى تتفادى آثار حبوب الاكتئاب الغير مرغوبة المصاحبة للنوم.

تحديد الوقت على الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي

قد يجعلك سيل المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بالإرهاق. تشير الأبحاث إلى وجود صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتدني احترام الذات. حافظ على استخدامك لأدنى حد لها طوال اليوم.

القرب من الأصدقاء والعائلة

يساعد وجود علاقات شخصية قوية في تقليل آثار الاكتئاب والمساهمة في شعورك بالرضا الشخصي. لذلك ابق على تواصل دائم بعائلتك وأصدقائك وكن دائماً بجوارهم. وستلاحظ تغير تام في الأرق الليلي.

تخطي أضرار حبوب الاكتئاب المصاحبة للنوم بممارسة رياضة التأمل

التأمل من أهم الرياضات التي يوصى بها لمرضى الاكتئاب؛ لأنها تسمح له بالجلوس مع نفسه والتفكير في مميزاته. يمكنك ممارسة رياضة التأمل بخطوات بسيطة: أغمض عينيك، صفي عقلك، وتنفس ببطء وزفير كلما شعرت بالتوتر أو الاكتئاب.

الاستيقاظ إذا لم تستطع النوم

إذا وجدت نفسك مستيقظاً، فإن أفضل شيء هو الاستيقاظ والقيام بأحد المهام التي تساعدك على الاسترخاء حتى تشعر بالتعب ولتستطيع الخلود للنوم بعمق.

هل يجب التوقف عن أخذ حبوب الاكتئاب كونها مرتبطة بمشاكل في النوم؟

التوقف عن أخذ العلاج حتى نتفادى تأثيره على النوم

الجواب بالطبع لا، لا يجب على المريض أن يفكر في التوقف عن أخذ أدوية الاكتئاب ظناً منه أنه في هذه الحالة يعالج مشاكل النوم لديه. بل يجب على المريض التحدث مع الطبيب المختص فيما يتعلق بموضوع الأرق الليلي إذا كان مصاحباً له عند تناول الحبوب المضادة للاكتئاب. وأن يصبر عليه قدر المستطاع لأنه أدوية الاكتئاب بالرغم من أن لها بعض الآثار الغير محبذة لكنها تعطي نتائج جيدة جداً إذا حرص المريض على أخذها بالجرعة الموصى بها له وفي أوقاتها المحددة.

لا يجب على المريض التوقف عن أخذ أدوية الاكتئاب التي وصفها الطبيب له بدون إذن؛ لأن التوقف عن أخذها فجأة من الممكن أن يتسبب له في حدوث انتكاسة هو في غنى عنها.

تعتبر مضادات الاكتئاب والنوم أدوية تستخدم لعلاج الاكتئاب واضطرابات النوم. تعمل هذه الأدوية عن طريق تعديل التوازن الكيميائي في الدماغ، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق والارتباك. ومن المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية.

اقرأ المزيد:

في النهاية حبوب الاكتئاب والنوم مرتبطان ببعضهما بصورة كبيرة. لذلك يجب على المريض أن يثقف نفسه وأن لا يترك العلاج من أجل التخلص من أعراضه الجانبية، وأن يدرك أنه وصف بواسطة طبيب مختص وبالتالي الآثار الجيدة التي ستعود عليه ستتخطى عيوبه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق