التحفيز العميق للدماغ – جراحة على مريض مستيقظ

سالم العلي
نشرت منذ يوم واحد يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Kamar Mahmoud
التحفيز العميق للدماغ – جراحة على مريض مستيقظ

التحفيز العميق للدماغ الوسواس القهري: التحفيز العميق للدماغ Deep Brain Stimulation ،أو DBS اختصارًا، هو تقنية علاجية جراحية تستخدم جهازًا يدعى المطلق العصبي، يزرع داخل الجسم ويوصل إلى الدماغ.

يعطي المطلق العصبي إشارات كهربائية إلى المناطق التي تتحكم بالحركة والألم والمزاج والوزن واضطراب الوسواس القهري والاستيقاظ من الغيبوبة.

أجزاء نظام التحفيز العميق للدماغ

يتألف نظام التحفيز الذي يتم تركيبه في المريض من أربعة أجزاء هي:

  • سلك أو عدة أسلاك معزولة تدعى الأقطاب الكهربائية توضع داخل الدماغ.
  • مرتكزات لتثبيت الأقطاب إلى الجمجمة.
  • جهاز التحفيز العصبي (المطلق العصبي) والذي يطلق التيار الكهربائي. ويشبه ناظم الخطى القلبي. وهو عادةً ما يوضع تحت جلد الصدر قرب عظم الترقوة، ويمكن وضعه في مكان آخر من الجسم كذلك.
  • يضاف لدى بعض المرضى نوع آخر رقيق ومعزول من الأسلاك يستخدم لتوصيل المطلق العصبي مع الأقطاب.

اطلع على: دواء بيلسومرا؛ تعرف إلى كيفية تناوله ومضاعفاته ودواعي استعماله


طريقة إجراء التحفيز العميق للدماغ

تستخدم الجراحة لوضع كل جزء من نظام التحفيز في مكانه. يمكن تركيب النظام بأكمله على خطوتين لدى البالغين (أي على جراحتين منفصلتين). تجرى المرحلة الأولى عادة تحت التخدير الموضعي، ما يعني أن المريض يكون مستيقظًا. باستثناء الأطفال إذ تجرى عليهم وهم تحت التخدير العام. وبقاء المريض مستيقظًا جزء مهم جدًا من الإجراء، إذ يحدد الطبيب المنطقة المسؤولة عن الوظيفة المستهدفة في الدماغ من خلال جعل المريض يؤديها ومراقبة نشاط الدماغ خلال تأديته لها.

ثم للتأكد من نجاح التوصيل بعد ذلك من خلال مراقبة التغير الحادث على وظيفة المريض ذاتها. ويوضع رأس المريض ضمن إطار خاص ويثبت ببراغي صغيرة خاصة خلال الجراحة. وطبعا تخدر مناطق اتصال البراغي بالجمجمة بالأدوية المخدرة. ثم تخدر فروة الرأس في المواقع حيث سيفتح الجراح الجلد ويحفر ثقبًا صغيرًا يدخل من خلاله الأقطاب إلى الدماغ. وإذا ما كان الإجراء ثنائي الجانب فيفتح الجراح فتحتين، واحدة في كل جانب ثم يدخل قطبين منهما.

وسيحتاج الطبيب لإرسال نبضة كهربائية تجريبية من خلال القطب للتأكد من وجوده ضمن المنطقة المسؤولة عن العرض الستهدف بالعللاج. وقد يسأل المريض بعض الأسئلة من خلال بطاقات أو صور يطلب منه وصفها. وكذلك فقد يطلب منه تحريك يديه و رجليه. والهدف من ذلك هو التأكد أن الاقطاب الكهربائية في الموقع الصحيح وقد أنجز التأثير المنتظر منها. تجرى المرحلة التالية تحت التخدير العام، إذ يكون المريض نائمًا ولا يشعر بأي ألم. ويعتمد توقيت هذه المرحلة على مكان تموضع المحفز في الدماغ. وخلالها يفتح الجراح شقًا صغيرًا تحت الترقوة مباشرةً ويدخل منه جهاز المطلق العصبي. ويوضع أحيانًا تحت جلد القسم السفلي من الصدر أو في البطن كذلك.

ويصنع نفقًا لسلك التوصيل تحت جلد الرأس والعنق والكتف ويمرره من خلاله، ثم يوصل إلى الجهاز المحفز. ثم يغلق الشق بعد ذلك. ولا يمكن رؤية الأسلاك أو الجهاز خارج الجسم. وحالما يوصل السلك إلى الجهاز يبدأ نقل النبضات الكهربائية عبره إلى الأقطاب داخل الجمجمة ومنها إلى الدماغ. تتداخل هذه النبضات مع الإشارات الكهربائية التي تسبب الأعراض أو المرض المستهدف، وتحجبها.

الأسباب التي تستدعي إجراء التحفيز العميق للدماغ

يجرى التحفيز العميق للدماغ أكثر ما يجرى للمصابين بداء باركنسون عندما لا يعود بالإمكان السيطرة على الأعراض من خلال الأدوية. يجدر بالذكر أن التحفيز العميق للدماغ لا يعالج مرض باركنسون، إنما يقلل من أعراضه فحسب، والتي تتضمن:

  • رعاش
  • تصلب
  • تكزز
  • بطء في الحركات
  • مشاكل في المشي

ويستخدم التحفيز العميق للدماغ كذلك لعلاج الحالات التالية:

  • رعاش اليد المرتبط بالتصلب المتعدد.
  • الاكتئاب الحاد عندما يقطع الأمل من استجابته للأدوية.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • الألم المزمن.
  • السمنة المفرطة.
  • الرعاش الحركي الأساسي (وهو حالة مجهولة السبب تتظاهر برعاش مستمر في اليد لا يمكن التحكم به أو إيقافه).
  • متلازمة توريت (بحالات نادرة).
  • بطء الحركة غير القابل للسيطرة (مرض خلل التوتر).

قد يهمك: دواء باكلوفين؛ تعرف إلى أهم المعلومات عن عقار Baclofen وكيفية تناوله


مخاطر التحفيز العميق للدماغ

يعتبر التحفيز العميق للدماغ إجرءًا آمنا وفعالًا عندما يجرى على المريض المناسب. لكن المخاطر احتمال وارد الذكر دائمًا، وتتضمن مخاطر التحفيز العميق للدماغ:

  • رد فعل تحسسي ضد أجزاء نظام التحفيز.
  • مشاكل في التركيز.
  • دوار.
  • عدوى.
  • تسرب السائل الدماغي الشوكي، ما قد يسبب الصداع أو التهاب السحابا.
  • فقد التوازن أو قلة التنسيق أو فقد طفيف في الحركات.
  • أحاسيس تشبه الصدمة.
  • مشاكل في النطق أو الرؤية.
  • ألم مؤقت أو تورم في منطقة زرع الجهاز.
  • تنميل مؤقت في الوجه أو اليدين أو الرجلين.

وقد تحدث مشاكل أخرى كذلك في حال تعطل أو تحرك أحد أجزاء نظام التحفيز. يتضمن ذلك:

  • تعطل الجهاز أو الأقطاب أو أسلاك التوصيل، ما يتطلب إجراء جراحة أخرى لاستبدال الجزء المعطوب.
  • فشل البطارية، ما قد يسبب توقف عمل الجهاز. وتدوم البطارية عادةً ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.
  • خروج السلك الواصل بين الجهاز والقطب خارج الجلد، وهو ما يحدث عند مفرطي النحف.
  • تعطل أو تحرك الأقطاب المتمركزة في الدماغ إلى مكان آخر (وهو نادر الحدوث).

المخاطر العامة لأي جراحة دماغية:

  • خثرة دموية أو نزف في الدماغ.
  • وذمة دماغية.
  • غيبوبة.
  • تشوش يدوم عادةً لبضعة أيام أو أسابيع على أبعد تقدير.
  • عدوى في الدماغ أو في الجرح أو في الجمجمة.
  • مشاكل في النطق أو التذكر، ضعف عضلي، مشاكل في التوازن أو الرؤية أو التنسيق أو وظائف أخرى، مما قد يكون قصير الأمد أو دائمًا.
  • نوبات.
  • سكتة دماغية.
  • بالإضافة إلى مخاطر التخدير العام كالحساسية تجاه الأدوية ومشاكل في التنفس.

مرحلة ما بعد إجراء التحفيز العميق للدماغ

يستحب بقاء المريض في المشفى لحوالي ثلاثة أيام. يعطى خلالها مضادات حيوية تحسبًا لحدوث عدوى.

كما يتطلب الأمر أن يزور الطبيب بعد مدة من العملية. إذ يشغل الطبيب الجهاز في هذه الجلسة الجهاز ويضبط كمية التحريض المطلوبة. لا تحتاج هذه الخطوة إلى الجراحة

ويجب التواصل مع الطبيب حال الشعور بأي من الأعراض التالية بعد الجراحة:

  • حمى.
  • صداع.
  • حكة أو شرى.
  • ضعف عضلي.
  • غثيان وإقياء.
  • خدر أو تنميل في أحد جانبي الجسم.
  • ألم.
  • احمرار أو تورم أو تهيج في أي من مواقع الجراحة.
  • مشاكل في النطق.
  • مشاكل في الرؤية.

مخرجات ونتائج التحفيز العميق للدماغ

  • تجري الأمور على ما يرام خلال الجراحة عادةً، إذ لها احتمال نجاح من 90 بالمئة.
  • يظهر أغلب المرضى تحسنًا كبيرًا في الأعراض وجودة الحياة بعد العملية.
  • مع ذلك يبقى أغلب المرضى في حاجة لبعض الأدوية، ولكن بكميات أخف بكثير.
  • ففي حالة الرعاش الحركي مثلاً فيتوقف الارتعاش تمامًا بعد إجراء العملية، وكذلك فهو يخفف من حدة أعراض داء باركنسون، ويعالج بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب الحاد أو الوسواس القهري في حالات محددة.
  • يمكن عكس تأثير التحفيز العميق للدماغ إذا تطلب الأمر.

موانع إجراء التحفيز العميق للدماغ

التحفيز العميق للدماغ أخطر على من هم أكبر من 70 عامًا في العمر، وكذلك على من لديهم مشاكل صحية كفرط ضغط الدم والأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ ك تمدد الأوعية الدموية.

التحفيز العميق للدماغ deep brain stimulation إجراء علاجي فعال ضد العديد من المشاكل ذات المنشأ العصبي، واحتمال نجاحه كبير، لكن المخاطر محتملة أيضًا، لذا يجب مناقشة كل من المنفع والمخاطر مع الطبيب وموازنتها قبل اتخاذ القرار.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق