التعامل مع الطفل الحساس

رباب أحمد
نشرت منذ 6 أيام يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة رباب أحمدتعديل Audai
التعامل مع الطفل الحساس

التعامل مع الطفل الحساس يعتبر من الأشياء المرهقة، حيث تعتبر شخصية الطفل الحساس من أكثر شخصيات الأطفال التي يشكو منها الآباء وذلك لأنهم شديدين التأثر بمن حولهم من تغيرات أو اضطرابات مفاجئة، ويمتلك الطفل الحساس مزاج مختلف عن غيره من الأطفال لذلك سوف نتعرف أكثر على شخصية الطفل الحساس، وما هي علامات الطفل الحساس؟ وكيفية تعديل سلوك الطفل الحساس.

شخصية الطفل الحساس

شخصية الطفل الحساس تعد من أصعب أنواع الشخصيات التي يتم التعامل معها وذلك لأن شخصية الطفل تعتمد بشكل كبير على التأثر بجميع سلبيات المجتمع لذلك هم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل النفسية التي تؤدي إلى التأثير على سلوكهم ونمطهم في الحياة وفي تعاملهم مع المجتمع ومع غيرهم من الأطفال.

لذلك من الضروري تعليم الطفل الحساس كيفية إدارة عواطفه وفهم طبيعته بالشكل الصحيح وأن يرى حساسيته هذه كمصدر قوة وليس العكس.

علامات الطفل الحساس

علامات الطفل الحساس

قبل كل شيء توجد العديد من العلامات التي يمكن من خلالها معرفة الصفات التي يتميز بها الطفل عن غيره ومن صفات الطفل الحساس:

صفات بدنية

يمتاز الطفل الحساس بوجود العديد من الصفات البدنية مثل قوة حاسة الشم والتذوق، والقدرة الكبيرة على التفرقة بين الأصوات البعيدة والأصوات القريبة، وأيضا قدرته في ملاحظة جميع التغيرات التي تحيط به، كما أنه يكون لديه طاقة كبيرة جدًا إذا تحمس لفعل أمر ما، ودائمًا ما يحب ارتداء الملابس القطنية الناعمة.

صفات انفعالية

يمتلك الطفل الحساس العديد من الصفات الانفعالية مثل التسامح بشكل كبير مع الآخرين، الانزعاج سريعًا لأبسط الأمور، التغير السريع في عواطفه وفي مزاجه، ليس لديه القدرة في أن يتأقلم بسهولة مع التغيرات التي تطورت حوله، يفضل دائمًا التواجد في بيئة هادئة بعيدة عن الصخب والزحمة.

صفات عقلية

يمتاز الطفل الحساس بامتلاكه للعديد من الصفات العقلية مثل أن له قدرة كبيرة على الإنصات بشكل جيد والتركيز، يقوم بالتحدث عن المفردات بشكل أكبر من عمره، كما أن له ذاكرة نشطة جدًا وقوية، ولا يحب الروتين، ونجد أنه له قدرة في تفسير المواقف وتحليلها، ويحب أن يعمل بمفرده ولا يميل للعمل الجماعي، ودومًا ما يحب أن يطرح أسئلة عميقة.

صفات روحية

أيضًا يملك الطفل الحساس العديد من الصفات الروحية مثل حبه الشديد في تربية الحيوانات والنباتات، حبه للعزلة وللوحدة، لا يسخر من الآخرين ويحترم خصوصياتهم، يحب الحماس والتفاؤل، يكتشف الكثير من التناقضات على الرغم من صغر سنه، يحب الانشغال بالأمور الأكبر من طاقته البدنية والعقلية، يحب دومًا إقامة علاقات جيدة من الآخرين، لا يحب المشاكل ويحب السلام.

كيف أتعامل مع طفلي الحساس؟

في الحقيقة يجب أن يتم التعامل مع الطفل الحساس بحذر شديد لكيلا نؤذي مشاعره وفيما يلي الاستراتيجية الصحيحة للتعامل معه:

  • يجب النظر إلى إحساسه بشكل إيجابي فبدلًا من رؤية غضبة وبكائه بشكل سلبي ننظر إلى أن إحساسه هو نعمة كبيرة من الله عز وجل فهي سمة للمبدعين والفنانين، فالطفل الحساس سوف يكون من الأطفال الموهوبين في المستقبل.
  • من الضروري الابتعاد نهائيًا عن طرق العقاب القاسية لأن ذلك سوف يسبب له اضطراب في شخصيته.
  • أيضا يفُضل الحرص على ممارسة العديد من الهوايات معه مثل الرياضة أو القراءة أو إعداد الطعام معه والتركيز على الأمور التي يحبها وفعلها معه.
  • يجب التركيز على نقاط قوة الطفل بدلًا من التركيز على سلبياته فقط والعمل على تقوية نقاط القوة.
  • من الضروري تقبل الطفل كما هو وعدم انتقاد شخصيته أمام الناس والفخر به.
  • عدم التعامل مع الطفل الحساس بقسوة والتعامل معه بلطف ولين.
  • الحرص على الاستماع جيدًا له وعدم مقاطعته أثناء الحديث وذلك لإتاحة الفرصة له لكي يعبر عن مشاعره.

كلمات تقوي شخصية الطفل الحساس

تقوية شخصية الطفل الحساس

يجب أن يحرص الآباء على منح طفلهم الحساس العديد من الكلمات والعبارات التي تعمل على تقوية شخصية الطفل وتعزيز ثقتهم بنفسه لذلك يجب التعرف على كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس وذلك من خلال:

احترام مشاعر طفلك الحساسة

ابنك الحساس هو شخص يشعر بالمشاعر، لذا يجب البدء بالاعتراف بهذه المشاعر (Emotion). فقد يساعده القيام بذلك على الانفتاح ومناقشة مخاوفه، ويمكن تجربة بعض الكلمات مثل:

  • “عزيزي، ماذا حدث، لماذا تبدو حزينًا هكذا؟ لا تقلق أنا معك”
  • “لا أعرف ماذا حدث ولكن أنا آسفة للغاية لأنك تشعر بكل هذا الاستياء، لا تقلق كل شيء سيمر. عندما تهدأ يمكننا التحدث إذا أردت ذلك”.
  • “أعلم جيدا أنك تشعر بشعور الغضب من بعض الأشخاص الذين يسخرون منك في المدرسة لأنك شخص حساس، وهذا فعل بغيض للغاية.”

امنح طفلك السيطرة على ردود الفعل

شدد لطفلك على أنه يتحكم في الطريقة التي يختارها للتفاعل مع طفل آخر، ويمكن تجربة بعض الكلمات:

  • “في الواقع يا طفلي العزيز لا يمكنك التحكم في ما يقوله أو يفعله الآخرون من حولك. ولكن يمكنك بدون شك التحكم في كيفية تفاعلك مع الأمور التي يقولونها ويفعلونها.”
  • “أنت قطعة من روحي، لا أريدك أبدًا أن تتوقف عن كونك شخصًا مهتمًا بكل التفاصيل من حولك. حيث أن هذه واحدة من أعظم مواهبك ويجب أن تتعلم أيضًا ألا تجعل وجهك يبدو حزينًا للغاية.”

من الضروري أيضًا تنمية المهارات الحياتية للطفل وتساعده في بعض الأمور مثل:

  • السماح له بأن يعبر عن جميع آرائه والأخذ برأيه لكي يعزز ثقته بنفسه.
  • الحرص على تحفيز الطفل بشكل مستمر وذلك لكي يشعر بقوته.
  • الحرص على إشراك الطفل في العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل زيارة الأقارب وزيارة أصدقائه، والذهاب إلى أعياد الميلاد.
  • عند قيام الطفل بتأدية مهامه يجب الثناء على الطفل ومدحه.
  • يجب أن يشعر الطفل دومًا بالأمان من أهله وأنه محبوب منهم.
  • يجب السماح له بالقيام ببعض الأمور بنفسه دون تدخل أحد.

التعامل مع الطفل الحساس كثير البكاء

قد تكون المرونة واحدة من أهم الأشياء التي تجعلنا نعمل بشكل جيد في هذا العالم. وهي عنصر أساسي للتكيف مع أي أحداث في الحياة والتي لا يمكننا التنبؤ بها أو التحكم فيها. والمرونة تساعد على العمل بفعالية لتطوير علاقات صحية وتجعلنا نراعي احتياجات الآخرين، ويشعر العديد من الأمهات بقلة الحيلة أثناء دخول أطفالهم في نوبة من البكاء الشديد حيث تفقد الأم سيطرتها على الطفل الحساس أثناء بكائه لذلك يجب التعامل معه بطريقة صحيحة وذلك من خلال:

  • إذا كان بكاء بسبب تغيير موقف أو الإخضاع لرغبة معينة يجب على الأم عدم طاعته وتنفيذ رغبته مهما زادت مدة بكائه ومهما كانت الأسباب لأنه بذلك سوف يعتبر الطفل البكاء هو الوسيلة الوحيدة لكي يلبي جميع رغباته.
  • إذا قام الطفل الحساس بالتعبير عن غضبه أو رفضه من خلال البكاء والزن المستمر على الأم أن تمدح فيه وتتحدث عن صفاته الحسنة والجيدة.
  • يجب أن تطلب الأم من الطفل التوقف عن البكاء وأن يذهب إلى غرفته حتى يهدأ ويكف عن البكاء وأن يفكر في هدوء عن سبب بكائه.
  • من الضروري معرفة أسباب بكاء الطفل لكي تقوم بالتفاوض مع الطفل بطريقة صحيحة متناسبة مع عمره.

تعديل سلوك الطفل الحساس

تعديل سلوك الطفل الحساس ليست أمرًا سهلًا على الآباء وذلك لأن الطفل الحساس يتأثر من أبسط وأتفه الأمور. لذلك يجب الحرص جيدًا أثناء علاج الطفل الحساس أن تراعي مشاعره وأن تتصرف معه بطريقة صحيحة ومناسبة لعمره. وعند تعديل سلوك الطفل الحساس يجب أن نسمح للطفل الحساس أن يجلس مفرده قليلًا وذلك لكي يستطع أن يجدد طاقته مرة أخرى. ويجب أن يتم التعاطف مع الطفل الحساس أثناء شعوره بالغضب أو الضيق من أمر ما لأن ذلك يعزز فيه ثقته في نفسه.

يتصف الطفل الحساس بأنه كثير الاعتذار لذلك يجب على الوالدين قبول اعتذاره لكيلا تتأثر نفسيته بشكل سلبي، وتعديل سلوكه بشكل سليم حتى لا يتأثر بالسلب

التعامل مع الطفل الحساس في المدرسة

الطفل الحساس في المدرسة

تعتبر مرحلة ما قبل المدرسة طريقة ممتازة لمساعدة الطفل على دخول العالم الاجتماعي خارج المنزل والاستعداد للانتقال إلى حياة جديدة. كما أن البيئة التي ينمو فيها الأطفال شديدو الحساسية لها أهمية خاصة في تكوين شخصياتهم، ويجب إيلاء اهتمام خاص لدور البيئة الأسرية والبيئة المدرسية في جودة أداء الأطفال الحساسة، وعلى المعلمين أن يقوموا بالتالي لمساعدة الطفل الحساس وذلك من خلال:

  • التواصل دومًا مع الطفل الحساس ويتعاملون معه كشركاء لهم. حيث أنه يميل إلى تصوير الأشياء بشكل درامي أو إدراك الأشياء بشكل مختلف
  • يجب الحرص على تقبل الطفل كما هو وتقبل مشاعره وعدم السخرية منها.
  • تساعد الأنشطة المدرسية والجماعية الطفل الحساس بشكل كبير فمن الضروري أن يتفاعل مع الأنشطة المدرسية لكي يتأقلم بشكل جيد.
  • يجب إدراك مشاعره بشكل أوسع وفهمها والحرص على احتضانهم وقت الغضب.
  • ينبغي التقليل من المثيرات التي تؤثر سلبًا على الطفل الحساس، وحثه على تعلم مهارات جديدة ومفيدة.
  • يجب توفير وقت كافي للراحة وخاصة أثناء عمل واجباته المدرسية وذلك لكيلا يتعرض للضغط نفسي.

نصائح للتعامل مع الطفل الحساس

قد يكون تأديب الطفل الحساس أمرًا معقدًا، لأن هناك دائمًا خوفًا من مضايقته وقضاء ساعات في تهدئته. بينما يميل العديد من آباء الأطفال الحساسين إلى التغاضي عن سلوك معين “للحفاظ على السلام”، ولكن قد يكون التأديب مهم للطفل بشكل كبير. حيث أنه فرصة جيدة لتعليمه السلوك المتوقع وعواقب سلوكه. وفيما يلي بعض النصائح الهامة التي تساعد في التعامل مع الطفل الحساس ومنها:

  • النظر دومًا على أن شخصية الطفل الحساس ليست أمرًا سيئًا بل هي أمر إيجابي.
  • من الضروري إظهار العديد من الحب والمودة اتجاه الطفل الحساس لكي تنمي لديه المشاعر الجيدة.
  • كما أنه يجب الحرص على اختيار الكلمات بعناية كبيرة أثناء التحدث معه.
  • في سياق ذلك يجب الحرص على مساعدة الطفل الحساس في حل جميع المشاكل التي يواجها.
  • أيضًا من الجيد أن تقوم بتأمين بيئة مريحة وهادئة له تخلو من أي ضغوطات ومشاكل.
  • أخيرًا يجب أن يتم التواصل مع الطفل الحساس بشكل جيد وإيجابي.

اقرأ المزيد:

الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

يعاني الطفل الحساس من تفاعلات عاطفية شديدة تستجيب لها بحساسية زائدة. للتعامل معه بشكل فعال، يجب تقديم الدعم العاطفي والاهتمام، والاستماع إلى مشاكله بفهم وتفهم. يُنصح بتجنب العقاب الصارم وتقديم بيئة هادئة ومريحة له. الطفل الحساس يحتاج للتعاطف والتفهم.

نحن نعلم الآن كيفية التعامل مع الطفل الحساس بشكل جيد بعد كل هذه الاستراتيجيات الهامة. ومن الضروري عدم تجاهله لأن يكون لذلك تأثير سلبي طويل المدى. حيث أن الأطفال الذين يعتقدون أن حساسيتهم هي إعاقة يتعلمون قمع مشاعرهم طوال حياتهم، وهذا يمكن أن يؤثر على حياتهم النفسية وحتى المهنية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق