متلازمة الهرس؛ تعرف على أعراض ومضاعفات وعلاج Crush Syndrome

متلازمة الهرس؛ تعرف على أعراض ومضاعفات وعلاج Crush Syndrome

متلازمة الهرس؛ هي أحد الاضطرابات التي تحدث بكثرة بعد الكوارث الطبيعية ولاسيما الزلازل، وتنجم عن الضغط الشديد والمستمر على أنسجة الجسم وخاصة العضلات.

متلازمة الهرس؛ هي إحدى المشكلات التي تنجم عن إصابة جسدية أدت إلى حدوث ضغط شديد، على الجذع أو على الأطراف أو على أماكن أخرى في الجسم وذلك بعد الزلازل عادة، وتسمى أيضاً Crush Syndrome، وتتميز الإصابة بهذه المتلازمة بالكثير من الأعراض، التي قد تكون قاتلة للشخص في حال عدم علاجها بطرق مناسبة، لأنها تؤدي إلى اختلال وظائف متعددة في الجسم، ومن ثم تؤدي إلى الموت.

ما هي متلازمة الهرس؟

الاسم العلمي للمرض متلازمة الانحلال العضلي الرضي
أسماء أخرى متلازمة الهرس
تصنيف المرض أمراض الجهاز الهيكلي
التخصص الطبي المعالج طبيب أخصائي طوارئ / جراحة / كلية
أعراض المرض ألم شديد _ تورم _ تغير لون الجلد
درجة انتشار المرض  نادر
الأدوية المعالجة مضادات التخثر _ مضادات الالتهاب _ الأنسولين

إن متلازمة الهرس أو السحق وتدعى أيضا متلازمة الانحلال العضلي الرضي هي واحدة من المشكلات التي يمكن أن تتبع إصابة السحق أو الرض، الناجمة عن ضغط مستمر طويل على أنسجة العضلات، حيث يمكن أن تؤدي هذه الأخيرة إلى حدوث الاضطراب، وإن ضخ الدم بشكل شديد بعد تحرير الطرف من تحت الأنقاض بعد الزلزال مثلاً، هو الآلية الرئيسية لإصابة العضلات بها، حيث تتسبب إصابة العضلات في تسرب كميات كبيرة من البوتاسيوم والفوسفات والميوغلوبين، والكرياتين كيناز واليورات إلى الدورة الدموية.

عادةً ما تكون مستويات مادة الميوغلوبين في البلازما منخفضة جداً، لكن في حالة تلف قدر كبير من العضلات الهيكلية، يتم ترشيح الميوغلوبين الزائد عن طريق الكلى ويمكن أن يتسبب في انسداد أنبوبي كلوي وتلف كلوي، حيث يمكن أن يؤدي الميوجلوبين الزائد إلى سمية كلوية قد تنتهي بالوفاة في حال عدم المعالجة.

إن هذه المتلازمة أكثر شيوعاً بعد الزلازل وأثناء الحرب وبعد الانفجارات التي تسببت في انهيار المباني، وكما أنها تُرى بعد حوادث المرور على الطرق، حيث تم الإبلاغ عن حدوثها بنسبة 2_15٪ عند مرضى الصدمات على مختلف أنواعها، ويمكن أن تصل هذه النسبة إلى 30٪ في ضحايا الزلزال.


أسباب الإصابة بمتلازمة الهرس

إن الإصابة بمتلازمة الهرس لا تتعلق بالمدة الزمنية التي يقضيها الفرد تحت الأنقاض في حال حدوث الزلازل مثلاً، لكن تحدث بسبب تضرر الأنسجة العضلية بشكل حاد بسبب الضغط الشديد عليها، مما يؤدي إلى تحرير مواد سامة في الجسم، ويمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة للعديد من الأسباب المختلفة، منها:

  • الإصابات الحادة مثل حوادث السيارات أو الحوادث المنزلية الناتجة عن سقوط.
  • الكسور الشديدة التي يتم فيها ضغط الأنسجة العضلية بشكل كبير.
  • الضغط الطويل المستمر مثل الجلوس أو الاستلقاء على سطح صلب لفترات طويلة.
  • العمليات الجراحية الطويلة التي تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب استخدام العضلات بشكل مكثف.
  • تجمع الدم الزائد في الأنسجة المتضررة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط عليها وتحرير المواد الضارة.
  • الحروق الكبيرة التي تؤدي إلى تلف الأنسجة العضلية وتحرير مواد سامة.

أخيراً فإن الزلازل تعتبر العامل الأهم الذي قد يؤدي إلى إصابة الأفراد بهذه المتلازمة.

“اقرأ أيضاً: مرض باتن


العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة

هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الهرس، ومنها:

  • الإصابة بأمراض العضلات التنكسية أو الأمراض العصبية.
  • حدوث ضغط شديد ومستمر على الجسم، سواء كان ذلك بسبب الإصابات الحادة أو الكسور الشديدة أو الجلوس الطويل.
  • الإصابة بحروق على مساحة كبيرة من الجسم.
  • الجراحة الطويلة والمعقدة التي تستغرق وقتاً طويلاً.
  • التعرض للاهتزازات الشديدة، مثل تلك التي يتعرض لها الأشخاص الذين يعملون في البناء أو في مجال النقل.
  • الإصابات التي تؤدي إلى تجمع السوائل في الجسم، مثل الفشل الكلوي أو القلبي.
  • تناول بعض الأدوية التي تؤدي إلى اضطرابات في العضلات مثل الإيبوبروفين والستيروئيدات.

“اقرأ أيضاً: داء بوين


علامات وأعراض متلازمة الانحلال العضلي الرضي

علامات وأعراض متلازمة الهرس العضلي الرضي

قد تظهر العديد من الأعراض لدى الفرد المصاب بهذه المتلازمة، ومن أهم العلامات على حدوثها:

  • الألم الشديد حيث يشعر المصاب بآلام حادة ومفرطة في منطقة الإصابة بعد تحرير الضغط عنها.
  • تورم الأنسجة في منطقة الإصابة بسبب تسرب السوائل من الأنسجة المتلفة إلى المناطق المحيطة بها.
  • تغير لون الجلد إذ يصبح لون الجلد أسوداً أو أزرقاً أو بنياً في منطقة الإصابة، ويمكن أن يصل إلى حد التقرحات والجروح.
  • عدم الإحساس بالأطراف المصابة حيث يمكن أن يحدث فقدان الإحساس بالأطراف المصابة أو بعض الأعضاء.

“اقرأ أيضاً: لمفوما بوركيت (Burkitt lymphoma)


مضاعفات متلازمة الهرس

يمكن أن تؤدي متلازمة الهرس إلى عدد من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم التدخل العلاجي بشكل سريع وفعال، ومن أبرز 6 مضاعفات يمكن أن تحدث بعدها نذكر:

الفشل الكلوي

يمكن أن يحدث تلف في الكلى والذي يحصل نتيجة تدفق السوائل المتسربة من الأنسجة المتضررة إلى الدم، مما يؤدي إلى فشل في التصفية الكلوية، وحدوث حالة تسمم تفوق قدرة الكلية على اطراح النفايات الخلوية، وهذا قد يتعارض مع الحياة عند الشخص.

الفشل القلبي

يحدث نتيجة تحرير الأنزيمات المسؤولة عن تحويل الطاقة في الأنسجة المتضررة في الجسم وتسربها إلى الدم، ومن ثم يؤدي إلى فشل في القلب واضطراب عمله وصعوبة التنفس.

الاضطرابات الكهربائية في القلب

قد يؤدي تحرير البوتاسيوم الزائد إلى اضطرابات في ضربات القلب، بالتالي من الممكن أن يؤدي إلى توقفه.

الجلطات الدموية

تزيد متلازمة الهرس من مخاطر تكمن في حدوث جلطات دموية بعد تحرير الضغط، وتحدث غالبا في الأوعية الدموية الدقيقة، مما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة مثل انتقال بعض الخثرات إلى الشرايين الرئوية.

العدوى

من الممكن أن يحدث تسرب للبكتيريا من الأنسجة المتضررة مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والالتهاب.

الأمراض النفسية

قد يعاني الأشخاص المتعرضون لمتلازمة الهرس من الصدمة النفسية، والتوتر الشديد الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية في المستقبل.

من الضروري التدخل الطبي بشكل سريع وفعال في حالات الإصابة بهذه المتلازمة، لتجنب هذه المضاعفات وتحسين فرص النجاة والتعافي.

“اقرأ أيضاً: متلازمة الفم الحارق (Burning mouth syndrome)


تشخيص متلازمة الهرس

تشخيص متلازمة الهرس

تُؤخذ مستويات الكرياتينين كيناز في التي تزيد عن 1000 وحدة دولية / لتر مع السمات السريرية المرتبطة بهذه المتلازمة، بشكل عام كمؤشر على حدوث متلازمة الهرس، حيث أن النطاق الطبيعي للكرياتينين كيناز هو 25-175 وحدة / لتر، وعادة ما يرتفع بعد 2_12 ساعة بعد السحق، ويبلغ ذروته في 1 إلى 3 أيام وينخفض ​​بعد 3 إلى 5 أيام.

كما تعتبر منتجات تحلل الميوغلوبين في الدم من الاختبارات الحساسة للغاية بعد الإصابة بصدمة حادة، حيث يظهر حمض اللاكتيك في الدم وتظهر اختبارات AST ، ALT و LDH ارتفاعاً، كما يمكن ملاحظة ارتفاع معتدل في اليوريا والكرياتينين في الدم، وفي بعض الأحيان تظهر مستويات البوتاسيوم في الدم ارتفاعاً مبكراً وهي مؤشر على شدة الإصابة.

يمكن ملاحظة نقص كالسيوم الدم وفرط سكر الدم المرتبط بالتوتر، ومن المفيد في بعض الأحيان تحليل غازات الدم وتخطيط القلب.


علاج متلازمة الهرس

يجب أن يبدأ الإنعاش والعلاج بشكل مثالي في موقع الإصابة، وغالباً ما يكون المصابون بمتلازمة الهرس في حالة صدمة، وقد يفقدون لترات من السائل خارج الخلايا في الأطراف المصابة، وتتضمن بعض أهم الطرق التي تستعمل في العلاج ما يأتي:

تعويض السوائل ومراقبتها

على الرغم من أن هذا هو الدعامة الأساسية للعلاج، إلا أنه لا توجد صيغة معلنة بوضوح لإجرائه، وإن الشيء المعتمد حالياً هو إعطاء السوائل في غضون ال 6 ساعات الأولى بعد الإصابة، ويفضل نقل بعض السوائل قبل إخراج الضحية من تحت الركام في حال الزلزال، فهنالك تقارير تفيد بأنه يجب إعطاء أكثر من 25 لتراً من المحلول الملحي في يوم واحد، ولمواجهة الاضطراب الدموي الذي يحصل نتيجة اضطراب شوارد الجسم، من الضروري استخدام كل من البيكربونات واللاكتات أو حتى السترات الفموية.

الحفاظ على الإدرار البولي الطبيعي

هناك حاجة للتأكيد على حقيقة أن الحفاظ على وظائف الكلى الفعالة، من أهم الأمور في علاج متلازمة السحق المؤكدة، حيث يجب أن يكون النتاج البولي 300 مل / ساعة على الأقل، وهذا يعني على الأقل أن يخرج المريض 12 لتراً من السوائل / اليوم، وإن إعطاء المانتينول مع السوائل الوريدية يمكن أن يساعد في تحقيق هذا الشيء.

غسيل الكلى

له مكانة هامة جداً في علاج متلازمة الهرس، لذلك من الضروري إشراك طبيب أخصائي أمراض الكلى في الفريق المعالج لمصابي الزلازل، وتشمل العوامل التنبؤية الهامة التي تشير إلى الحاجة لغسيل الكلى انقطاع البول وزيادة السوائل في الجسم، وارتفاع مستويات الكرياتينين والبيكربونات، وإن مستويات البوتاسيوم التي تزيد عن 7 ميكرولتر هي عامل مستقل، ومن الضروري القيام بغسيل الكلى عند وجوده.

قد تكون هناك حاجة لغسيل الكلى مرتين على الأقل، أو حتى ثلاث مرات يومياً لمدة تصل إلى 15 يوماً.

إعطاء الأكسجين بضغط عالي

عند إعطاء كميات كبيرة من مادة الأكسجين للمصاب، تزداد مستويات الأكسجين المذابة في البلازما، وتعزز قابلية الأنسجة للحياة ويحدث بعض (Some) من تضيق الأوعية، وبالتالي ينخفض ​​تدفق السوائل من الأوعية الدموية المصابة إلى الأنسجة المحيطة، وبالتالي يقلل من وذمة الأنسجة، ويساعد بشكل مباشر في التئام الجروح عن طريق زيادة تكاثر الخلايا الليفية، وأخيراً يمكن أن يقلل من نمو البكتيريا اللاهوائية التي تتسبب في نخر العضلات.

في بعض الأحيان يمكن أن تستعمل الجراحة من أجل تنضير العضلات المصابة بشدة.

الأدوية التي تستعمل في علاج متلازمة الهرس

الأدوية التي تعالج متلازمة الهرس

يمكن أن تفيد العديد من الأدوية في علاج وتخفيف أعراض هذه المتلازمة، مثل:

الأنسولين

يمكن استخدام الأنسولين لتحسين امتصاص الجسم للسوائل والتخلص من الفضلات الخلوية.

الأدوية المضادة للالتهابات

قد يتم استخدام الأدوية المضادة للالتهابات، لتقليل خطر حدوث الالتهاب وتسكين الألم الناتج عن الضرر النسيجي.

الأدوية المضادة للتخثر

يمكن استخدام الأدوية المضادة للتخثر للحد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، التي يمكن أن تحدث بسبب الإصابة وقلة تدفق الدم في الأعضاء.


كيفية الوقاية من متلازمة الهرس

يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لتقليل حدوث متلازمة الهرس، عند الأشخاص الذين يتعرضون للضغط الشديد على الأنسجة، مثل:

  • تجنب الضغط المباشر على الأنسجة لفترات طويلة، والتحرك وتغيير الوضعية بشكل دوري.
  • استخدام وسائل الوقاية الشخصية المناسبة، مثل القفازات والأحذية الواقية والخوذة، عند العمل في الأماكن التي يمكن أن تؤدي إلى تعرض الأنسجة للضغط.
  • الحرص على شرب السوائل بشكل منتظم للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب فقدان السوائل.
  • المحافظة على النظافة الجيدة لتجنب العدوى والتهابات الجلد التي يمكن أن تزيد من حدوثها.
  • يجب الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتحسين قوة العضلات والأنسجة.
  • تناول الغذاء الصحي المتنوع والمتوازن والغني بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم وتقوية العضلات.

كم المدة التي تحتاجها أعراض متلازمة الهرس كي تبدأ بالظهور؟

عادة ما تظهر أعراض هذه المتلازمة بعد 4_6 ساعات من الإصابة الشديدة.

هل يمكن أن تعالج الإصابات الهرسية للعضلات بشكل تام؟

يعتمد الشفاء الفعال لإصابات السحق على شدة الإصابة، وكذلك يتعلق بالبدء المبكر في العلاج.

ما هو معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بمتلازمة الهرس؟

تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن هذه المتلازمة الناتجة عن الزلازل، من 13٪ إلى 25٪ عند تطور الفشل الكلوي لدى الفرد، أي أنها من المشكلات التي تنقص معدل البقاء بشكل كبير.

ختاماً فقد قدمنا لكم أهم المعلومات التي تتعلق بما يسمى متلازمة الهرس؛ وكما ذكرنا فإن العلاج السريع ل crush syndrome يعتبر من الأمور الهامة جداً، لأن ترك الفرد بدون معالجة يمكن أن يسبب العديد من المضاعفات، التي يمكن أن تقضي على حياته في النهاية.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

مقالات هامة
تعليقات (0)

إغلاق