التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال؛ بماذا تختلف عن البالغين وأهم 5 مخاطر بحال لم تعالج

التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال؛ بماذا تختلف عن البالغين وأهم 5 مخاطر بحال لم تعالج

التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال (children Appendicitis)؛ أشيع الحالات الإسعافية عند الأطفال بعمر بين 5 – 14 سنة، كيف يمكن تشخيصها وماذا عن أسبابها والعلاج؟

التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال (children Appendicitis)؛ هو حالة إسعافية يجب أن تتم معالجتها جراحياً بسرعة كي لا تظهر نتائجها الخطيرة التي يمكن أن تسبب الموت بحال الإهمال. ما أهم أسبابها؟ كيف يتم التشخيص؟ وماذا عن العلاج؟


لمحة حول التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال

يعتبر مرض الزائدة عند الاطفال من أكثر الحالات الإسعافية الجراحية عند الأعمار بين 5 – 14 سنة. لكنه بشكل عام يمكن أن يصيب أعماراً مختلفة (حديثي الولادة والرضع على سبيل المثال)، لكن نسبة الحدوث في أول عامين قليلة ونادرة وتزداد مع التقدم بالعمر.

التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال والبالغين

يعتبر التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال أكثر خطورة منه عند البالغين. يعود ذلك لكونه صعب التشخيص ويتطور بشكل أسرع نحو ظهور النتائج الخطيرة. يدعم ذلك وجود خصوصية في الميزات التشريحية والوظيفية في أجسام الأطفال.

“اقرأ أيضاً: مرض أنيميا فانكوني (Fanconi anemia)؛ إليك أهم 5 أعراض له وطرق العلاج الممكنة


أسباب التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال

 أسباب التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال
صورة توضح مكان توضع الزائدة النموذجي

العامل المسبب هو الجراثيم بأنواعها المختلفة:

  • سلبية الغرام (مثل العصيات القولونية).
  • اللاهوائيات.
  • إيجابيات الغرام (العنقوديات والعقديات).

تسبب هذه الأحياء الدقيقة الالتهاب عندما يختل التوازن بين الجراثيم التي تستوطن الأمعاء والجراثيم الطبيعية المفيدة الموجودة في الجسم. فيحدث الخمج وتنتقل العدوى عبر الطريق الدموي أو اللمفي.

خصوصية سرعة انتقال العدوى عند الطفل

بسبب عدم نضج الجملة العصبية المحلية للزائدة الدودية ومنطقة الوصل بين اللفائفي والأعور يحدث انتقال سريع للعدوى وتنتشر التغيرات المرضية بسرعة في جسم الطفل. وفي النهاية، يمكن أن يتنخر جدار الأمعاء (يفقد ترويته الدموية ويتموت) وتبدأ النتائج الخطيرة بالظهور.

كلما كان عمر الطفل أصغر، تزداد سرعة امتداد الالتهاب والتنخر.

عدم نضج المنعكس العصبي

هذا يعني ان الطفل عندما يعاني من الألم سيشير إلى سرّته وهذه ليست المنطقة النموذجية لتوضع الألم عند البالغ، بالتالي إن الأعراض غير نموذجية ويمكنها أن تصعّب وتؤخر التشخيص.

النفوذية العالية لمخاطية الأمعاء

تكون نفوذية المخاطية المعوية عالية عند الأطفال فتنفذ من خلالها الجراثيم والمواد السامة إلى الدم، وفي حال حدثت أذية في الشعيرات الدموية بسبب هذه العدوى، سيحدث تسرّع امتداد الالتهاب والتنخر (انقطاع التروية الدموية) الذي يتلوه انثقاب الأمعاء وهو يشيع بشكل كبير في السنة الأولى من العمر (95% من الحالات).

الثرب الكبير غير مكتمل النمو

يسبب عدم نمو الثرب الكبير حدوث النتائج الخطيرة وتطور حدوث الانثقاب بشكل أسرع لعدم قدرة الثرب غير النامي على الإحاطة بالانثقاب فيتطور التهاب الصفاق المعمم عند الطفل.

“قد يهمك أيضاً: إسهال المسافرين (Travelers’ diarrhea)؛ إليك أبرز الأسباب وكيفية العلاج


كيفية حدوث التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال

  • يحدث في البداية انسداد تجويف الزائدة من الداخل (اللمعة) في المنطقة الدانية (الأقرب لمحور الجسم) بأحد الحالات التالية:
    • انسداد بشرائط ليفية.
    • فرط تنسج في النسيج اللمفي الموجود فيها (بسبب الالتهابات الفيروسية كالحصبة والجدري).
    • حصيات برازية (15%).
    • طفيليات معوية.
    • أورام في الأمعاء.
    • التليف الكيسي (يصبح المخاط المعوي لزج ويسد لمعة الزائدة).
    • بذور الخضار والفاكهة (الكرز مثلاً).
  • يصبح القسم القاصي من تجويف الزائدة منغلق.
  • تؤدي المفرزات إلى توسّعه وانتفاخه مما يؤدي لارتفاع الضغط داخل تجويف الزائدة.
  • تتنبّه النهايات العصبية للألياف الألمية الواردة للدماغ والموجودة في الأحشاء.
  • يشعر الطفل في هذه المرحلة بألم في القسم المتوسط من البطن أو أسفل الشرسوف (أعلى المعدة).
  • مع ازدياد ارتفاع الضغط ضمن تجويف الزائدة تتفعل الجراثيم الموجودة أصلاً في الزائدة.
  • يضطرب مرور الدم في الأوردة (العود الوريدي) ويحدث التوذم والاحتقان.
  • ينتقل الالتهاب إلى الطبقة المصلية من الأمعاء والصفاق الجداري.
  • يتحول الألم نتيجة ذلك لألم متوضع في الحفرة الحرقفية اليمنى.
  • مع استمرار ارتفاع الضغط وغزو الجراثيم، تنغلق الشرينات الصغيرة.
  • يحدث الإقفار (انقطاع التروية الدموية).
  • تتموت الحافة المقابلة للمساريقا المعوية فيحدث الانثقاب في جدار الزائدة.
  • يخرج محتوى الزائدة لجوف البطن فإما أن تسبب خراجاً موضعياً أو التهاباً معمماً في الصفاق.

اقرأ أيضاً: داء السهميات (Toxocariasis)؛ تعرف على أهم الأعراض وطرق العلاج


أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال

تتنوع أعراض الزائدة عند الأطفال بحسب ردة فعل جسم الطفل ومناعته، عمره والتوضع التشريحي للزائدة. لكنها بالمجمل تبدأ بـ:

  • عدم ارتياح وألم مجهول وسط بطن الطفل.
  • يليه غثيان، فقدان شهية وصعوبة هضم.
  • الألم: ثابت، مستمر، غير شديد ويرافقه مغص خفيف.
  • إقياء لمرة او لمرتين.
  • بعد ساعات قليلة، ينتقل الألم إلى المنطقة الحرقفية اليمنى.
  • يحدث الإسهال خاصة بحال كانت الزائدة متوضعة خلف الأعور أو حوضية أو بحال انثقابها.
  • ترتفع حرارة الطفل (حتى 38 درجة).
  • وهن عام.
  • عدم القدرة على النوم.

إن ألم التهاب الزائدة يزداد مع السعال، الحركة، التنفس العميق والمشي. إضافة لذلك، يلاحظ أن الألم يجبر الطفل على أخذ وضعية خاصة.

انثقاب الزائدة الدودية عند الأطفال

يحدث هذا الاختلاط الخطير بعد 36 – 48 ساعة من بدء الالتهاب، كما أن استمرار الأعراض لمدة تتجاوز 72 ساعة يدل على ظهور نتائج خطيرة خاصة عند الأطفال الصغار. لذا، يجب المسارعة بأخذ الطفل إلى أقرب مركز إسعافي لإجراء المداخلة الجراحية المطلوبة. وهناك مجموعة علامات تدل على حدوث الانثقاب منها:

  • حرارة تفوق 39 درجة.
  • كثيرة الكريات البيض (فوق 14000) في تحليل الصيغة الدموية.
إن الإمساك هو العرض الغالب مع التهاب الزائدة عند البالغين، لكن عند الأطفال يعتبر الإسهال عرضاً أشيع ويبدأ منذ اليوم الثاني.

اقرأ أيضاً: مرض هبوط المهبل الخلفي؛ إليك أهم الأسباب وطرق العلاج


تشخيص التهاب الزائدة الدودية للأطفال

تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال بالفحص السريري
الضغط على نقطة ماكبورني

يجب إجراء فحص بطني للطفل، ويلاحظ فيه تألم الطفل في نقطة حددها العالم (ماكبورني) وسميت باسمه، وهي نقطة تبعد 5 سم عن الشوك الحرقفي الأمامي العلوي من عظم الحرقفة على طول الخط الواصل بين الشوك الحرقفي وسرة الطفل. (أي على حدود اتصال الثلث الوحشي مع الثلث المتوسط للخط الواصل بين السرة والشوك الحرقفي الأمامي العلوي).

فحص البطن لتشخيص (children Appendicitis)

  • يحدث تقلص لا إرادي لعضلات البطن عند جس هذه النقطة (دفاع عضلي).
  • الشعور بالألم عند رفع اليد الضاغطة (علامة بلومبرغ) وتسمى الإيلام المرتد.

يتم تفريق مجموعة من العلامات التي تدل على وجود التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال عند فحص البطن. نوجزها في الجدول التالي:

علامة روفسينغ: ألم في الحفرة الحرقفية اليمنى عند جس الحفرة الحرقفية اليسرى.

السبب: تخريش البريتوان (غشاء مصلي يبطن التجويف البطني).

علامة عضلة البسواس: ألم عند فرط بسط الفخذ الأيمن والطفل مستلقي على جانبه الأيسر.
أيضاً، علامة العضلة السادة: توضع الألم في الحفرة الحرقفية اليمنى عند ثني الفخذ الأيمن وتدويره داخلياً.
علامة دانفي: تحريض الألم عند سعال الطفل.

المس الشرجي

فحص هام وله دور في تفريق التهاب الزائدة عن خراجات الحوض وكيسات المبيض عند المراهقات.

تشخيص الزائدة الدودية بالأشعة

تشخيص التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال بالأشعة
الوسائل المتبعة شعاعياً لتشخيص التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال

يمكن أن يجرى للطفل:

  • صورة أشعة سينية بسيطة: غير نوعية ولا تفيد كثيراً لكن يمكن أن تظهر الحصاة البرازية.
  • التصوير بالصدى: عروة ناقصة الصدى عوراء النهاية غير قابلة للانضغاط، حصاة برازية، سائل حول الأعور.
  • التصوير الطبقي المحوري: كثير الدقة، يبين حجم الزائدة الملتهبة ويكشف تجمع القيح حول الأعور.
  • الرحضة الباريتية (لا تجرى بحال التهاب القولون).

التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال مخبرياً

  • عند 90% من الاطفال، يظهر ارتفاع في تعداد خلايا الدم البيضاء (فوق 10000 في الميلي متر المكعب من الدم).
    • ارتفاع المعتدلات أكثر من 75%.
  • البروتين الارتكاسي الالتهابي (CRP): أكثر من 5.

يمكن أن يكون الفحص المخبري طبيعياً في بعض حالات التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال.

“اطلع أيضاً على: مرض التليف النقوي (Idiopathic Myelofibrosis)؛ إليك أهم الأسباب وطرق العلاج


نتائج خطيرة لالتهاب الزائدة الدودية عند الاطفال

إذا ترك المرض دون علاج إسعافي، فقد يؤدي تطوره إلى امتداد الالتهاب إلى منطقة الصفاق إما بشكل مباشر أو بسبب حدوث انثقاب الزائدة الدودية. ثم، يحدث التهاب الصفاق المعمم الذي يحدث صدمة الدم الخمجية بسبب انتقال الجراثيم لمجرى الدم. وأخيراً، تنتهي الحالة بالوفاة.

  • أهم 5 نتائج خطيرة لالتهاب الزائدة الدودية عند الاطفال بحال لم يتم علاجها:
  1. الانثقاب.
  2. خراج في الحوض (يرافقه التهاب صفاق منتشر).
  3. خراج حول الزائدة (التهاب صفاق موضعي).
  4. التهاب صفاق معمم وصدمة خمجية.
  5. درع الزائدة.

درع الزائدة الدودية الملتهبة

عبارة عن كتلة التهابية ليست متحركة تتوضع في الحفرة الحرقفية اليمنى وهي مؤلمة عندما يتم جسّها وتتشكل من:

  • الزائدة الملتهبة.
  • الأعور وعرى الأمعاء الدقيقة المجاورة.
  • الثرب الكبير.

سببه تأخر تشخيص التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال، وهو يترافق مع ألم وحرارة وزيادة في خلايا الدم البيضاء. وفي حال وجوده يمنع إجراء جراحة استئصال الزائدة قبل شفائه تماماً.

علاج درع الزائدة الملتهبة

إما بدون جراحة (محافظ) أو قد يحتاج الطفل للجراحة.

  • العلاج المحافظ: مضادات حيوية لمدة أسبوع / أسبوعين. ثم، بحال تقلص حجم الكتلة والتحسن يحدد العمل الجراحي بعد 4 – 6 أسابيع.
  • العلاج الجراحي: بحال تحول الدرع إلى خراج، يجب نزح الخراج مع استمرار العلاج بالمضادات الحيوية.

علاج التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال

علاج التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال
خطوات العمل الجراحي لاستئصال الزائدة الملتهبة

بحال عدم وجود درع الزائدة، فإن العلاج يتم بجراحة استئصال الزائدة وهو العلاج المفضّل والوحيد. تتم الجراحة عبر اتباع الخطوات التالية:

خطوات استئصال الزائدة

  • فتح البطن بشق عرضاني أو مائل في ربعه السفلي الأيمن (نقطة ماكبورني).
  • الدخول عبر طبقات جدار البطن.
  • إخراج الزائدة، ربط مسراقها ثم ربط قاعدتها.
  • يستخدم الجراح خيطاً من الفيكريل لخياطة ما تبقى من الزائدة بشكل كيس النقود.
  • يغلق الجرح.

يمكن أن يتم إجراء استئصال الزائدة بالجراحة التقليدية المفتوحة أو بالتنظير (الطريقة الأفضل).


إن التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال (children Appendicitis) حالة تستوجب الوعي والحذر والإسراع بأخذ الطفل لأقرب مركز طبي لتجنب ظهور النتائج الخطيرة والانثقاب.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

مقالات هامة
تعليقات (0)

إغلاق