الزواج المبكر هو أحد الممارسات الضارة التي لا تزال تسرق ملايين الفتيات تحت سن 18 في جميع الدول النامية من طفولتهن. ومعرفة أسباب الزواج المبكر ومخاطر هذا الزواج تصل بنا إلى التفكير في طرق الحد من زواج الأطفال.
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
ما هو الزواج المبكر؟
يُعرَّف الزواج المبكر أو زواج الأطفال بأنه الزيجات التي تتم قبل سن 18 عاماً. إلا أن هذا الزواج يحدث قبل ذلك بكثير في العديد من البلدان. حيث تُجبر الفتيات في سن السابعة أو الثامنة من قِبل أسرهن على الزواج من رجال أكبر سناً بكثير. لا سيما في المناطق الريفية الفقيرة.
يمكن أن يحدث زواج الأطفال في وقت مبكر من الطفولة. حيث ينظر الآباء إلى الزواج على أنه طقس ثقافي يحمي ابنتهم من الاعتداء الجنسي. كما يساهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية.
أين يحدث زواج الأطفال؟
يعتبر زواج الأطفال مشكلة عالمية في العديد من البلدان والثقافات والأديان والأعراق المختلفة. لكن الدول النامية تعد الأكثر شهرة بهذا النوع من الزواج، وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فان أعلى مستويات الزواج المبكر تكمن في أفريقيا حيث 38٪ من الفتيات يتزوجن وهن أطفال. وفي جنوب آسيا 30٪ يتعرضن للزواج المبكر مقارنةً بـ 25٪ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. أما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فهناك 17٪ من حالات زواج القاصرات، و 11٪ في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
أسباب الزواج المبكر
هناك العديد من أسباب الزواج المبكر التي تتنوع ما بين الفقر ونقص التعليم والعادات والتقاليد أو الممارسات الثقافية، وخاصةً في الدول النامية. هذه الأسباب تؤدي إلى زيادة ممارسة زواج القاصرات. ومن أهم أسباب الزواج المبكر:
عدم المساواة بين الجنسين
زواج الأطفال متعلق دائما بعدم المساواة بين الجنسين، والاعتقاد بأن الفتيات والنساء أقل شأناً إلى حد ما من الأولاد والرجال.
في العديد من مجتمعات الدول النامية التي يُمارس فيها زواج الأطفال، لا يتم احترام وتقدير الفتيات بقدر ما يُقدَّر الفتيان. حيث ينظر إليهن على أنهن عبء على أسرهن. كما يمكن النظر إلى الزواج المبكر للفتاة كوسيلة لتخفيف المصاعب الاقتصادية عن طريق نقل هذه الأعباء إلى أسرة زوجها.
العادات والتقاليد
زواج الأطفال هو ممارسة تقليدية تحدث في العديد من الدول النامية لمجرد أنها حدثت منذ أجيال. ففي بعض المجتمعات عندما تبدأ الفتيات في الحيض يصبحن نساء في نظر المجتمع، وبالتالي فإن الزواج هو الخطوة التالية نحو منح الفتاة مكانتها كزوجة وأم.
هناك أيضاً بعض الممارسات التقليدية الضارة التي تمارس في العديد من الدول النامية. حيث يتبع زواج الأطفال ممارسة تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث، والتي تعتبر من طقوس الانتقال إلى الأنوثة. في الغالب تكون الممارسات التقليدية بلا جدال أو نقاش لأنها كانت جزءً من حياة وهوية المجتمع لفترة طويلة جداً.
الفقر
أكثر من نصف الفتيات من أفقر الأسر في العالم النامي يتزوجن وهم أطفال. فعندما يكون الفقر مدقع، تعتقد الأسر وأحيانًا الفتيات أنفسهن أن الزواج سيكون حلاً لتأمين مستقبلهن.
يساهم زواج القاصر في تقليل نفقات الأسرة من خلال ضمان أن يكون لديهم شخص واحد أقل لإطعامه وكسوته وتعليمه. كما أن بعض العائلات ترى أيضاً أن الاستثمار في تعليم ابنهم استثمار أكثر فائدة من تعليم البنت، وقد يكون زواج الأطفال في بعض الحالات وسيلة لسداد الديون أو إدارة النزاعات أو تسوية التحالفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
انعدام الأمن
يقوم العديد من الآباء بتزويج بناتهم في سن صغيرة لضمان سلامتهن وأمنهن، خاصةً في المناطق التي تكون فيها الفتيات معرضات بشكل كبير للتحرش والاعتداء الجسدي أو الجنسي.
كما يمكن أن يزداد زواج الأطفال في الأزمات الإنسانية. كما هو الحال في النزاعات أو بعد الكوارث الطبيعية. فعندما تواجه العائلات مصاعب أكبر، قد يرون زواج الأطفال كآلية لمواجهة الفقر والعنف وعدم الأمان.
مخاطر الزواج المبكر
هناك العديد من الأخطار المتعلقة بمشكلة الزواج المبكر، ومن هذه المخاطر:
- الحمل المبكر
يعد الحمل المبكر أحد مخاطر زواج الأطفال، وهذا الأمر بدوره يؤثر على الصحة الإنجابية للفتيات. - التعرض للعنف والإساءة الزوجية
تزداد احتمالية تعرض الفتيات المتزوجات مبكراً للعنف والإساءة والعلاقات الجنسية القسرية بسبب الاختلاف في السن والثقافة بين الزوجين. - التعرض للأمراض المنقولة جنسياً
تعد الفتيات القاصرات التي تم تزويجهن في سن مبكرة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية. - نقص التعليم
يمنح الذهاب إلى المدرسة الفتيات خيارات وفرصاً في الحياة، ما يسمح لهن بلعب دور نشط في مجتمعاتهن وكسر حلقة الفقر. لكن من غير المحتمل أن تلتحق الفتيات المتزوجات في سن صغير بالمدرسة. - الموت المبكر
من أكثر مخاطر زواج الأطفال إيلاماً هو الموت المبكر. حيث أن الفتيات تحت سن 15 سنة أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بخمس مرات من النساء في العشرينيات من العمر ويواجهن مخاطر أكبر للإصابة بتلك الأمراض المرتبطة بالحمل مثل ناسور الولادة.
طرق الحد من الزواج المبكر
هناك العديد من طرق الحد من مخاطر زواج الأطفال. لكن لابد من توافر الخطط اللازمة لتنفيذ هذه الطرق، وتتمثل طرق الحد من زواج القاصرات في الآتي:
- فرض القوانين والسياسات اللازمة للحد من زواج القاصرات.
على الرغم من وجود قوانين تمنع زواج الأطفال في العديد من البلدان. إلا أن هذه القوانين لا تدخل حيز التطبيق. لذا فهناك حاجة ضرورية إلى زيادة عدد المهنيين داخل الدولة الذين يمكنهم مراقبة وتقييم البرامج من أجل تنفيذ ومراجعة وتحديث القوانين والسياسات التي تهدف إلى منع زواج الأطفال بشكل أفضل. - تقديم الحوافز الاقتصادية للزواج المتأخر.
في بعض البيئات والثقافات تعتبر معالجة العوامل الاقتصادية المرتبطة بالزواج المبكر مثل ممارسات المهور ضرورية لتطوير برامج ناجحة تؤخر سن الزواج بين الفتيات. - تنفيذ برامج التعبئة المجتمعية.
الدعوة إلى إحداث تغييرات في المواقف والأعراف الاجتماعية من خلال برامج توعوية مجتمعية متكاملة من خلال المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الدينية والمؤسسات الصحية والمنظمات المدنية المحلية الأخرى والمدارس. فهي أفضل القنوات لزيادة الوعي بالنتائج السلبية للزواج المبكر والعديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والصحية لتأخير الزواج. - دعم التعليم بعد المدرسة الابتدائية.
تشير الدراسات إلى أن الفتيات المتعلمات أقل عرضة للموافقة على الزواج في سن مبكرة. لذا يجب أن تدعم تعليم الفتيات وتثقيفهن. - توفير سبل العيش الآمنة
يمكن للتعليم والتدريب المهني للفتيات أن يؤهلهم للعمل من اجل تحقيق دخل مناسب مما يساهم في تقليل اعتمادهن على العائلة واكتساب بعض الاستقلالية. هذا الأمر يمكنهم من تأجيل الزواج.
إنهاء الزواج المبكر هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. حيث تستحق الفتيات في جميع أنحاء العالم أن يعيشن طفولتهن كاملة.
عذراً التعليقات مغلقة