الوذمة الدماغية، الأسباب، والأعراض، والتشخيص، والعلاج

محمد موسى
نشرت منذ 7 أيام يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
الوذمة الدماغية، الأسباب، والأعراض، والتشخيص، والعلاج

الوذمة الدماغية – Cerebral Edema هي طريقة الجسد في الاستجابة لصدمة أو جلطة دماغية أو عدوى تصيب الدماغ. تعرف على أسبابها وأعراضها، مع بيان أهم الطرق للوقاية والعلاج.

معلومات عن مرض الوذمة الدماغية

لأن الدماغ متوضع ضمن جمجمة صلبة محكمة الإغلاق، يمكن أن يمنع ازدياد الضغط داخل الجمجمة تدفق الدم المؤكسج إلى الدماغ.

وأن يحجر السوائل عن مغادرة الدماغ وأن يؤذي أو يقتل الخلايا الدماغية. وقد يتعرض مصاب الوذمة دماغية لأعراض غير مريحة كالصداع والغثيان وفقد الذاكرة أو فقد الوعي.

الوذمة الدماغية حالة مهددة لحياة الإنسان يمكن أن تتسبب بضرر دائم في الدماغ أو بموت دماغي إذا لم تعالج على الفور.

أسباب مرض الوذمة الدماغية

يمكن أن تسبب صدمات الرأس، والعدوى، وعدد من الحالات العصبية تورم الدماغ (الوذمة الدماغية).

إذ يزداد الضغط وينضغط نسيج الدماغ. وتتضمن الأسباب الأشيع لتورم الدماغ (الوذمة الدماغية):

إصابة دماغية رضية

والإصابة الدماغية الرضية ضربة يمكن أن تتسبب بنزيف أو كدمة أو تورم في الدماغ.

وتشمل الأسباب الشائعة للإصابات الرضية السقوط وحوادث السيارات والرياضات، العنف المنزلي أو إصابات القتال. إذ يسبب ازدياد الضغط داخل الجمجمة تورمًا في الدماغ.

العدوى

قد تتسبب بعض الأنواع المختلفة من العدوى بتورم في الدماغ. تتضمن هذه الأنواع التهاب الدماغ والتهاب السحايا.

ويحدث التهاب الدماغ عادة بسبب عدوى فيروسية، وقد يسبب صداعًا وحمى وفقد الوعي ونوبات اختلاج وأعراض أخرى.

أما التهاب السحايا فيحدث بسبب عدوى في السحايا، وهي الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي. ويندرج ضمن الأسباب عادةً: العدوى الفيروسية والجرثومية والطفيلية والفطرية.

الأورام

الورم الدماغي هو نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ أو داخل الجمجمة.

ولربما يضغط الورم على نسيج الدماغ أو يحجز السائل الدماغي الشوكي فيه، ما يزيد من الضغط ويسبب الوذمة الدماغية .

السكتة الدماغية

تكون السكتات الدماغية بنسبة 80 بالمئة منها سكتات إفقارية.

أي يتسبب بها انسداد يمنع تدفق الدم في الدماغ، وهو ما يمنع بدوره وصول الدم المؤكسج إلي خلايا الدماغ.

وتتورم الخلايا الدماغية المتضررة عادةً وتمنع تصريف السائل الدماغي الشوكي من الدماغ مسببة بذلك ارتفاعًا في الضغط أكثر وأكثر.

النزيف الدماغي

النزيف داخل الجمجمة هو نزيف ضمن أو حول الدماغ، أو سكتة نزفية تتضمن موت خلايا الدماغ نتيجة لتمزق الوعاء الدموي داخل الدماغ.

المرتفعات

قد تتطور الوذمة الدماغية نتيجة المرتفعات بعد حوالي يومين من التسلق إلى أعلى من 4000 متر. تعرف هذه الحالة بوذمة المرتفعات الدماغية.

يحدث هذا النوع من تورم الدماغ جنبا إلى جنب مع داء المرتفعات، الاختلاج (وهو فقد السيطرة على حركات الجسد)، الإعياء وتبدل الحالة العقلية. وربما تتطور الوذمة – أيًّا كان سببها – إلى ورم، أو تسبب الموت خلال 24 ساعة إذا لم تعالج.

أعراض مرض الوذمة الدماغية

تتنوع أعراض الوذمة الدماغية بشكل كبير وقد تكون مبرحة الألم. وقد يؤثر عمر المريض وحجم الدماغ ومكان التورم أيضًا على حدة الأعراض.

وتضم العلامات الأشيع للوذمة الدماغية:

  • الصداع، وهو أشيع الأعراض ويبدأ متى ما بدأ الدماغ بالتورم.
  • الدوار.
  • الغثيان.
  • تغيرات في المزاج، كالاكتئاب والقلق أو السلوك العدواني نتيجةً لتضرر الدماغ.
  • فقد في الذاكرة.
  • تغيرات في الوعي.
  • تشنج.
  • التسمم.
  • نقص التنسيق.
  • انسداد في الأمعاء.
  • خدر ووهن قد يكون عامًّا أو محددًا. فإذا ما كان التوذم بسبب ورم، وفي القسم الأيسر من الدماغ فلربما يشعر المريض بوهن في الجانب الأيمن من جسمه.
  • رؤية مزدوجة بسبب غدم القدرة على تحريك إحدى العينان في اتجاه معين.

تشخيص مرض الوذمة الدماغية

عند وجود مصاب بإصابة دماغية رضية أو سكتة أو ضرر دماغي حاد فالوذمة الدماغية تترافق مع الإصابة دائمًا.

ويرسل المصاب مباشرة إلى العناية المشددة، ثم يجرى فحص عصبي وفيزيائي. ويختبر الفحص العصبي السريري وظائف الدماغ ومستوى الوعي لتقصي الأذية في الدماغ.

وقد يشير أي تغير طفيف في مستوى الوعي إلى أذية في الدماغ. وتتضمن الأعراض التي نبحث عنها ازدياد الضغط داخل الرأس، النعاس ومشاكل في الرؤية.

ولربما يستقصي مقدمو الرعاية الصحية أيضًا:

  • النشاط الذهني: القدرة على التركيز والإدراك وتذكر المعلومات.
  • الوظائف الحركية: القدرة على تنسيق وتنفيذ الحركات.
  • الوظائف الحسية: مستوى الألم والإحساس باللمس والنظر والسمع.
  • العلامات الحيوية وحركات التنفس
  • توسع وتضيع الحدقة: كيفية استجابة الحدقة للضوء.

عندما ينقل مصاب بإصابة دماغية إلى المشفى يجرى عليه تصوير مقطعي CT، أو تصوير بالرنين المغنطيسي.

وغالبًا ما يستخدم الرنين المغنطيسي، إذ يقدم معلومات أفضل حول توذم الدماغ ويعطي صورة عن نوع المشكلة العصبية سواءً أكانت سكتة أو نزفًا أو ورمًا.

الصورة التالية توضح الفرق بين الدماغ السليم B والدماغ المتوذم A بعد التصوير بالرنين المغنطيسي:

علاج مرض الوذمة الدماغية

يجب أن يراقب من يتعرض لوذمة دماغية عن كثب خلال أول 48 إلى 72 ساعة بعد الإصابة أو العدوى.

إذ تؤثر سرعة تلقي المريض للعلاج في الشفاء ونسبة التحسن.

فحالما تحدد المشكلة سيراقب المرضى في المشفى تسحبًا لمضاعفات التوذم، ثم تعالج المشكلة العصبية المسببة للوذمة.

ويتحدد العلاج بنوع الأذية العصبية. فإذا ما كان السبب تسمم الخلايا فسيسعى الأطباء لمجابهة الحالة ذات الأولوية بأدوية قوية.

مثالها تسريب الإنترفيرونات وريديًّا مع محلول ملحي مفرط التوتر، تمنع الإنترفيرونات تكاثر الفيروسات، بينما يزيد المحلول مفرط التوتر نسبة شوارد الدم ساحبًا الماء بذلك خارج الدماغ (إذ يتحرك الماء في الجسم باتجاه الضغط الأعلى، والذي أصبح في الدم بسبب زيادة الشوارد).

وبالمثل من أجل النزيف الدماغي أو الإصابة الرضية. وليس بالضرورة أن يعالج التوذم بادئ ذي بدء، إذ هو الأقل مدعاة للقلق.

وبرغم ذلك ففي الحالات الحرجة يجري الجراحون عملية فتح الجمجمة وإخراج جزء من العظم لتخفيف تورم الدماغ.

أما إذا ما أتى مريض بأعراض سكتة حادة فالأولوية الأولى استعادة تدفق الدم إلى الدماغ.

وحالما تشخص الوذمة الدماغية بالفحص يمكن أن يستخدم الطبيب لتخفيف الضغط:

  • إبقاء سرير المريض مرفوعاً بدرجة 30 أو 45، فعند استلقاء الرأس قد يزداد الضغط في الدماغ، ولهذا من الأفضل إبقاؤه عاليًا.
  • المحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعية باستخدام خافضات الحرارة.
  • تأمين بيئة هادئة بضوء منخفض لتجنب المحرضات.
  • مراقبة مستويات السوائل والشوارد.
  • إعطاء مضادات الاختلاج لمنع النوبات.
  • وضع مسكنات الألم لزيادة راحة المريض.
  • تصريف السائل الدماغي الشوكي بإدخال قسطرة ضمن البطين (بطين الدماغ).
  • تأمين العلاج بفرط التناضح

وقد يرى الطبيب ضرورةً لإجراء فتح الجمجمة لتخفيف الضغط في الحالات الشديدة.

إذا تركت الوذمة الدماغية دونما أي علاج فقد تؤدي إلى أذية دماغية دائمة أو تتسبب بمضاعفات واسعة الطيف مثل قد الرؤية أو الصداع أو الضمور الدماغي، التدهور المعرفي كذلك وتغير الحالة العقلية، إضافة إلى الاكتئاب ومشاكل النوم، الصرع، أو حتى الموت الدماغي.

علاجات دوائية تستخدم في علاج مرض الوذمة الدماغية

أما عن المعالجة الأساسية للوذمة الدماغية فهي في الغالب أدوية مثل:

  • ديكساميثاسون (ديكادرون)
  • مانيتول (أريدول، أوسميترول)
  • أسيتازولاميد
  • فيوروزيميد (لازكس)
  • مدرات البول
  • الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون والهيدروكورتيزون)

وقد تجرى تداخلات بديلة أو أدوية بديلة في الحالات الخاصة كالسكتة أو الحماض الكيتوني السكري أو أمراض الاستقلاب.

طرق وقاية من مرض الوذمة الدماغية

يتطلب تجنب الوذمة الدماغية أخذ بعض التدابير لحماية الرأس. وتتضمن بعض الخيارات التي يمكن الأخذ بها للوقاية من المرض:

  1. استخدام خوذة خلال الرياضات أو النشاطات البدنية لتجنب الإصابات الدماغية غير المتوقعة.
  2. التحكم بضغط الدم ومستوى الكوليسترول لتجنب أمراض القلب والسكتة الدماغية.
  3. وضع حزام الأمان عند التنقل بالسيارة.
  4. الصعود ببطء إلى المرتفعات لتجنب الوذمة الناتجة عن المرتفعات.
  5. تجنب التدخين لتقليل الأكسدة وخطر الالتهاب والجلطات.

وعموما فليس احتمال وجود وذمة دماغية ما يجلب الناس إلى المشفى، إنما يكون ذلك بسبب سكتة دماغية أو إصابة رضية أو عدوى. فالوذمة ليست مرضًا بحد ذاتها، إنما هي مرض يظهر تداعيًا لمرض أو ضرر آخر قد أصاب الدماغ.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق