دبور الحنطة المنشاري

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
دبور الحنطة المنشاري

يعتبر الدبور المنشاري الضار بالحنطة من الآفات الضارة اقتصاديًا بالمحاصيل النجيلية. بالتالي سنتعرف على دورة حياة دبور الحنطة المنشار. ولا بد أن يعرف المزارع شيئًا عن هذا الدبور لوقاية حقله واتباع سبل مكافحة دبور الحنطة المنشاري. بالإضافة لذلك، لا بد من اللجوء للمكافحة أو الوقاية في حال وجود أي أضرار اقتصادية على القمح أو الحنطة أو غيرها من المحاصيل المزروعة.

حشرة دبور الحنطة المنشاري

في الحقيقة، إن حشرة دبور الحنطة المنشاري هي واحدة من أهم الآفات الزراعية على المحاصيل الحقلية المزروعة. تسبب هذه الآفة ضررًا اقتصاديا لزراعة القمح للمزارع والفلاح الذي يزرع الحنطة وغيرها من محاصيل نجيلية. تنتمي هذه الحشرة إلى رتبة Hymenoptera، وفصيلة Cephidae. تسمى الحشرة علميًا Cephus pygmaeus. كذلك فإنها تسمى الدبور المنشار لأن فعل ضررها على النبات المصاب هو نشر الساق بشكل يشبه طريقة المنشار في النشر.

الوصف

الوصف الشكلي للدبور المنشاري الضار

الحشرة الكاملة

إن دبور الحنطة المنشار يشبه غيره من الدبابير المنتمية لرتبة Hymenoptera كالدبور الأحمر مثلًا. الاختلاف الواضح هو الحجم والطول والعرض. في الواقع، إن الحشرة الكاملة هي دبور صغير بطول ٨ ملم. يتميز الدبور بلون أسود لامع مع بقع صفراء أو ذهبية على السطح السفلي للبطن. بالإضافة لذلك، فإن قرن الاستشعار مكون من ١٢ عقلة. إن للأنثى آلة وضع بيض منشارية تساعدها على وضع البيض ضمن الساق.

يرقات دبور الحنطة المنشار

أما اليرقات فهي عديمة الأرجل صفراء الرأس والجسم، ولها شكل خاص. تتواجد اليرقات ضمن الساق المصابة. طول اليرقات عند اكتمال نموها حوالي 14 ملم.

العذراء

تتواجد العذراء في قاعدة النبات المصاب ضمن شرنقة حريرية تغزلها اليرقة لحماية العذارء من الظروف الجوية المحيطة وتأمين فترة سبات كافية لكي تتطور في ما بعد إلى حشرة كاملة (دبور كامل).

عوائل دبور الحنطة المنشاري

في الواقع، يصيب هذا الدبور المحاصيل الحقلية، خاصة النجيليات (القمح، الشعير، الشوفان، الشيلم، وغيرها من النجيليات). بالإضافة لذلك، شوهد يصيب المحاصيل العلفية كالفصة والبرسيم والفول العلفي. كذلك، تم رصده وهو يصيب عدد كبير من الحشائش والنباتات الحقلية.

حياة دبور الحنطة المنشار

طور السبات

بطبيعة الحال، فإن لدبور الحنطة المنشاري طور سبات يشمل الصيف والشتاء والخريف. عند ذلك، يكون الدبور في طور العذراء، ما زال لم يكتمل نموه بعد. يكون محبوسًا في الشرنقة الحريرية ويستعد ويشحذ طاقاته لكي يقضي على النبات بمجرد التحول للطور الكامل.

طور النشاط

يتميز الدبور، في واقع الحال، بنشاط ربيعي بحت. مع بداية الربيع وتحديدًا في شهر آذار (وقد يكون في نيسان في بعض المناطق؛ حسب منطقة التواجد والظروف البيئية) تتحول العذراء إلى حشرة كاملة أو دبور كامل. يحصل التحول بعد أربعة أسابيع. تستغل الحشرة الكاملة سنابل الربيع من النبات المصاب وتتغذى عليها، وكذلك على حبوب اللقاح ورحيق الأزهار والندوة العسلية.

تزاوج دبور الحنطة المنشاري

تبدأ الحشرات الكاملة في التزاوج. تضع أنثى الدبور البيض بحوالي ٧٠-٨٠ بيضة في الساق أو تحت السنابل أو بين الأزهار والأوراق الشريطية. يفقس البيض، بعد ذلك بحوالي أسبوع أو عدة أيام، ثم تبدأ اليرقات بالحفر ضمن الساق.

عمل اليرقات

تستمر اليرقات بالحفر في الساق المصابة حوالي خمسة أسابيع، تمر عندها بأطوار مختلفة للنمو، ويكتمل نموها عندما تصل إلى قاعدة الساق المصابة، إذ تتجه دومًا في الحفر نحو الأسفل وليس نحو الأعلى. ثم في منطقة الساق السفلية تغزل اليرقات هناك شرانق لكي تتحول إلى عذارى فيها، وتبقى ضمن الشرانق حتى ربيع العام التالي، لتعيد بذلك دورة الحياة.

أجيال دبور الحنطة المنشار

يعطي الدبور المنشاري، بطبيعة الحال، جيلاً واحدًا في أغلب المناطق التي يتواجد فيها. ولكن يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة التي يتواجد فيها والظروف البيئية من رطوبة وحرارة ومناخ ملائم من عدمه. قد يعطي الدبور أحيانًا جيلين في العام في حال توافرت الظروف الملائمة.

الإصابة

الإصابة وأعراضها؛ الدبور المنشاري الضار

تحفر يرقات دبور الحنطة المنشاري من الأعلى باتجاه الأسفل في سوق نباتات القمح والشعير وغيرها من النجيليات. تتفاقم الإصابة عندما يختار الدبور نباتات صغيرة لا تحمل سنابل بعد، فينتج عن الإصابة نباتات لا تحمل سنابل أو تحمل سنابل فقيرة جدًا يسميها الفلاحون والمزارعون سنابل بيضاء. أما عند مهاجمة النباتات الكبيرة الحاملة للسنابل، ينخفض عدد الحبوب فيها وتنكمش ويقل محتواها البروتيني جدًا وتجف ثم تموت. أيضًا، تتقصف النباتات من قواعدها بسبب السوق المصابة والشبه ميتة.

الخطورة

تنبع خطورة دبور الحنطة المنشار فقط في حال التكاثر العددي الكبير، أما مع العدد القليل فإن أضراره محدودة ويمكن التغلب عليها. بالإضافة لذلك، في حال تفاقمت أعداد الآفة، قد يؤدي ذلك لضعف عام لنباتات الحقل وانجذاب آفات كثيرة إليه، مثل آفة سوسة القمح والحنطة، وحفار الذرة الأوروبي، وغيرها، وقد يحصل هناك تداخل في الآفات الزراعية مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية. يؤثر الدبور في بعض الأحيان على زراعة القمح والشعير والحنطة.

مكافحة دبور الحنطة المنشار

بطبيعة الحال، تصعب مكافحة دبور الحنطة المنشاري باستخدام مبيدات الحشرات الفوسفورية (كدايمثوات مثلاً Dimethoate)، وذلك لأن اليرقات تبقى ضمن الساق المصابة ويصعب وصول المبيد إليها، بل إنه يستحيل. لذلك، وانطلاقًا مما تقدم، تجب المكافحة عن طريق العناية بالحقل عناية عامة كالتسميد المتوازن والري بشكل منتظم. أيضًا تتم الوقاية من خلال التخلص من بقايا المحصول السابق في الحقل بحراثة الحقل حراثة عميقة لأكثر من ٢٠ سم. نراعي، أيضًا، حرق مخلفات النباتات ورعيها رعيًا جائرًا. كذلك، يمكن الوقاية من خلال اتباع الدورة الزراعية لمدة لا تقل عن سنتين (عدم زراعة نفس الصنف من النباتات كل موسم).

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على الدبور المنشاري الضار، وتحدثنا عن خطورته في حال تفاقمت أعداده وتكاثر بشكل جيد. أيضًا نكون قد أفدنا المزارع الذي يبحث دومًا عن سلامة حقله من أي آفات زراعية ضارة اقتصاديًا بمحاصيله التي يزرع وتكلفه عرقه ودمه. كذلك نكون قد تعرفنا على دورة حياة دبور الحنطة المنشار وطرق الوقاية والمكافحة التي لا بد من اللجوء إليها في حال شوهدت أضرار حقيقية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق