مرض الشريان السباتي؛ لنتعرف على أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه

مايا معلا
نشرت منذ 5 أيام يوم 15 أبريل, 2024
بواسطة مايا معلاتعديل Howayda Sayed
مرض الشريان السباتي؛ لنتعرف على أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه

مرض الشريان السباتي (Carotid artery disease) هو خلل يصيب بطانة جدار الوعاء سببه تراكم المواد الدّهنية الكوليسترولية والشمعية عليها (اللويحات العصيدية أو العصائد) والتي تنتج غالباً عن نظام حياة غير صحي. لنتعرف على أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه.

لمحة عن مرض الشريان السباتي

إن مرض الشريان السباتي هو تعبير يصف حدوث خلل في باطنة الشريان السباتي سببه تراكم اللويحات الدهنية الكوليسترولية والكالسيوم إضافة للمواد الشمعية (العصائد أو اللويحات العصيدية) على الجدار الداخلي للشريان. في نفس السياق تشيع تسمية هذا المرض الوعائي باسم (التصلب العصيدي) الذي يعتبر من أشيع أمراض العصر وأكثرها خطورة.

خطورة مرض الشريان السباتي

إن خطورة مرض الشريان السباتي تكمن في كون هذه العصائد واللويحات تتراكم بطريقة تسد فيها لمعة الشريان الداخلية. مما يؤدي بدوره إلى حدوث نقص في التروية الدموية الدماغية وحدوث السكتة الدماغية وهي حالة إسعافية تنطوي على حدوث خطر الموت بحال التأخر في التشخيص والعلاج.

سبب خطورة السكتة الدماغية

إن حدوث نقص في الجريان الدموي نحو الدماغ سيؤدي لحرمان خلايا المخ من الغذاء والأوكسجين. بالتالي، يحدث موت هذه الخلايا بشكل سريع وغير قابل للرجوع. نتيجة ذلك، تحدث الإعاقة الدائمة أو الموت وذلك بحسب المنطقة التي تأثرت بنقص التروية.

من الواجب ذكره، أن النوبة الإقفارية (نقص التروية الدموية المفاجئ) العابرة (لفترة وجيزة) أو ما يسمى بالـ (TIA) قد تكون أولى أعراض مرض الشريان السباتي.

أعراض مرض الشريان السباتي

في المراحل الأولى لبداية المرض، قد لا تظهر أية أعراض منبئة بوجوده وهذا ما يزيد في خطورته. إذ يتطور الانسداد حتى بلوغ مرحلة خطيرة تستوجب التشخيص والمعالجة السريعة . وفي هذه المرحلة قد تظهر بعض الأعراض الدالة على السكتة الدماغية أو نوبة الإقفار العابر، إليك أهم 5 أعراض له:

  • شعور بالخدر يتمركز في جهة واحدة من الجسم.
  • مشاكل في الكلام يرافقها صعوبة في الفهم.
  • سوء الرؤية المفاجئ (قد يكون في عين واحدة أو في كلا العينين).
  • الشعور بالدوار الفجائي والدوخة.
  • صداع وآلام في الرأس حادة البدء (فجائية) دون سبب واضح مفسر لها.

متى تطلب استشارة الطبيب

يتوجب عليك الإسراع في طلب المساعدة الطبية فور ظهور أعراض نقص التروية سابقة الذكر. خاصة في حال كانت هذه الأعراض مؤقتة فهي تشير لحدوث نوبة إقفار عابر تستوجب الفحص والتشخيص الدقيق لسببها لأنها تنبئ بخطر حدوث سكتة دماغية قاتلة.

من الواجب ذكره، أن مراجعة طبيب الأوعية الدموية أو طبيب الأعصاب إجراء يجب أن يكون روتينياً عند الأشخاص المؤهبين لحدوث أمراض الأوعية والسكتات. على سبيل المثال، أولئك الذين يمتلكون قصة عائلية للإصابة بالمرض أو لديهم مرض الضغط المرتفع أو ارتفاع شحوم الدم.

أسباب مرض الشريان السباتي

أسباب مرض الشريان السباتي

إن تشكل اللويحة على البطانة الشريانية هو العامل المسبب لحدوث هذا المرض. في نفس السياق، تتكون هذه اللويحة من عدة مواد ضارة مثل:

  • كتل من الكوليسترول.
  • الكالسيوم.
  • الأنسجة الليفية وحطام الخلايا.
تسمى هذه الحدثية بمرض التصلب العصيدي أو تصلّب الشرايين بتراكم العصائد. في الحقيقة، سمّي المرض بالتصلّب لتحوّل البطانة المرنة إلى صلبة تؤهب لازدياد خطر الانسداد والتضيّق. بالتالي، حدوث نقص في التروية ونقل الأوكسجين والغذاء للدماغ وتضرر وظائف المخ.

عوامل خطر الإصابة بمرض الشريان السباتي

عوامل تزيد من خطر حدوث المرض؛ هناك مجموعة من العوامل التي تضاعف خطر مرض الشريان السباتي وتكوّن العصائد واللويحات الدهنية على بطانة الوعاء. نذكر أهمها:

  • الضغط الدموي المرتفع:
    • سبب ذلك، هو زيادة القوّة المطبقة من قبل الجريان الدموي على بطانة الشريان. مما يؤدي في النهاية إلى تلفها وفقدانها للمرونة.
    • من عوامل الخطر المهمة نتيجة تأثيراته السلبية على البطانة ومضاعفته لخطر ارتفاع الضغط الدموي وتسرّع نبضات القلب.
    • تأتي خطورة مرض السكري من كونه يؤثر سلباً على تقويض الدهون. بالتالي، تتراكم هذه الدهون على البطانة الشريانية مؤثرة سلباً على المرونة ومؤهبة لارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع شحوم الدم:

تؤثر المستويات المرتفعة من الشحوم الثلاثية (TG) والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) سلباً على سلامة البطانة وتلعب دوراً رئيساً في تشكل العصائد وتراكم اللويحات.

  • وجود سوابق إصابة عائلية:

إن إصابة أحد أفراد العائلة بأمراض الأوعية الدموية عامل خطر مؤهب لتكرار هذه الأمراض خاصة مرض تصلب الشرايين ومرض الشريان الإكليلي (التاجي). مع مرور العمر، تصبح شرايين الإنسان أقل مرونة وأقل كفاءة. وبالتالي، يزداد خطر إصابتها بالأمراض.

  • السمنة والوزن الزائد:

إن البدانة عامل خطر يؤهب لحدوث مرض الضغط وكذلك الداء السكري وبالنتيجة يؤهب لحدوث مرض التصلب العصيدي (تراكم اللويحات الدهنية).

  • توقف التنفس ليلاً:

حالة مرضية تشيع عند بعض الأشخاص وهي من عوامل خطر حدوث السكتات الدماغية.

  • النظام الحياتي غير الصحي:

إن عدم المداومة على ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي فقير بالألياف غني بالدهون المشبعة يؤثر سلباً على سلامة الأوعية الدموية بشكل عام. كما يؤهب لحدوث كثير من الأمراض خاصة أمراض الأوعية الدموية.

المضاعفات التالية لـ (Carotid artery disease)

  • يتلو مرض الشريان السباتي غير المعالج حدوث السكتة الدماغية في حوالي أكثر من (20%) من الحالات بسبب:
  • تأثر منطقة من الدماغ بنقص التروية الحاصل نتيجة التضيق. بالتالي، افتقارها للغذاء والأوكسجين.
  • تمزق قطعة من اللويحة الدهنية. ثم، انتقالها عبر مجرى الدم نحو الدماغ. وفي النهاية، يمكن أن تستقر في وعاء دموي دقيق وتسدّه.
في بعض الحالات، تتسبب اللويحة الدهنية غير منتظمة السطح بأذية في جدار الوعاء الدموي. مما يؤهب لتراكم الخلايا المستجيبة للأذية الحاصلة والتي تستجيب لرتق هذا الضرر. النتيجة تكون مزيد من الدم المتخثر في المكان وتشكل جلطة دموية كبيرة تضاعف انسداد اللمعة.

الوقاية من مرض الشريان السباتي

الوقاية خير من ألف خطة علاج. نوجز بعض أهم النصائح المقدمة من أطباء الأوعية الدموية حول الوقاية من مرض الشريان السباتي:

  • الإقلاع عن التدخين:

بمجرد الامتناع عن التدخين، سيبدأ الجسم بتنظيف نفسه من بقايا النيكوتين. وبمرور سنوات قليلة تالية يمكن أن يتجنب الشخص خطر حدوث السكتة كما لو أنه غير مدخّن أبداً.

  • المحافظة على وزن صحي:

التقيد بحمية غذائية صحية مقترنة بالالتزام بممارسة التمارين الرياضية يلعب دوراً رئيساً في الوقاية من معظم الأمراض.

  • إدخال الألياف في الغذاء:

تناول الخضار والفاكهة الطازجة والغنية بالفيتامينات، المعادن الهامة للجسم، ومضادات الأكسدة يقلل من خطر حدوث النشبة الدماغية بنسبة كبيرة.

  • حمية قليلة الملح:

اتباع حمية قليلة الصوديوم من شأنه أن يقلل من خطر حدوث مرض ارتفاع الضغط الدموي. كما أن المقدار الصحي الموصى به يومياً يجب ألا يزيد عن 1500 مغ بالنسبة لشخص بالغ.

  • ممارسة الرياضة:

تلعب تمارين الرياضة دوراً جيداً في خفض كوليسترول الدم وتقليل مستويات البروتين الدهني خفيف الكثافة ورفع نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة الجيد (HDL).

من المهم الامتناع عن شرب الكحول ومتابعة علاج أمراض القلب والأوعية مع الأطباء المختصين أيضاً.

اقرأ المزيد:

إن مرض الشريان السباتي لا يقل أهمية عن أي من أمراض الأوعية الدموية الأخرى مثل مرض الشريان التاجي وغيره. لذا، من المهم التقيد بتعليمات الوقاية وطلب مساعدة الطبيب عند ظهور أعراض المرض لتجنب المضاعفات المحتملة وعلاجه المبكر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق