التنظير الكبسولي؛ تعرف على هذه التقنية بالتفصيل لفحص الجهاز الهضمي بدقة

إسراء عبدالغني
نشرت منذ 6 أيام يوم 19 أبريل, 2024
دواعي إجراء التنظير الكبسولي، في الصورة سيدة تبتلع كبسولة التنظير

التنظير الكبسولي (capsule Endoscopy) هو إجراء يُستخدم فيه كاميرا لفحص الجهاز الهضمي. تصمم هذه الكاميرا بشكل خاص بحيث يمكن ابتلاعُها. يساعد هذا الإجراء الطبيب على تحديد وتشخيص الحالات المرضية المختلفة. تعرف على هذه التقنية بالتفصيل لفحص الجهاز الهضمي بدقة، وما يحدث بعد التنظير الكبسولي، استخداماته وكذلك أبرز 4 أنواع له، والكثير من المعلومات عنه.

ما هو التنظير الكبسولي؟

هو إجراء يتم عن طريق استخدام كاميرا لاسلكية صغيرة. تقوم الكاميرا بالتقاط صور لجهازك الهضمي. توجد هذه الكاميرا في كبسولة صغيرة يتم ابتلاعها، لتبدأ رحلتها داخل الجهاز الهضمي. وتلتقط الصور التي يتم نقلها بصورة تلقائية إلى جهاز آخر على خصر المريض ليتم تسجيلها.

وعلى الرغم من أن التنظير الكبسولي مفيد بشكل عام لفحص الجهاز الهضمي، إلا أنه مفيد أيضاً بشكل خاص لتصوير الأمعاء الدقيقة؛ بسبب صعوبة الوصول إليها بتقنيات التنظير الأخرى. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام التنظير الكبسولي لأول مرة في عام 2001. وهذا الإجراء يسمى أيضاً باسم التنظير اللاسلكي الداخلي للكبسولة، أو تنظير الكبسولة بالفيديو.

التنظير الكبسولي في 4 خطوات

إليك الرحلة التي تسلكها كبسولة التنظير منذ دخولها إلى العيادة وحتى خروجها من المريض:

مراجعة الإجراءات

عند حجز موعد مع الطبيب وبعد دخولك إلى غرفة الكشف، سيقوم الطبيب بمراجعة إجراءات العملية معك حتى تكون على دراية كاملة بكل ما يحدث.

وضع جهاز التسجيل على المريض

سيساعدك الممرض قبل بدء العملية على ارتداء جهاز تسجيل للصور على خصرك أثناء العملية. سيقوم هذا الجهاز بتخزين الصور التي تلتقطها الكبسولة أثناء حركتها داخل الجهاز الهضمي. قد يضع لك الطبيب سلسلة من بقع الأقطاب الكهربائية على الصدر والبطن والتي يتم توصيلها بجهاز التسجيل؛ لتسجيل القراءات.

بلع الكبسولة

سيطلب الطبيب من المريض ابتلاع الكبسولة بكمية قليلة من الماء. وهذه الكبسولة بحجم الحبة الكبيرة، وهي مشابهة في حجمها لحجم حبة الفيتامينات.

إرشادات الطبيب بعد العملية

يمكن للمريض ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية ولمدة 8 ساعات، بعد ابتلاعه للكبسولة. سيقوم الطبيب بإعطاء المريض بعض الإرشادات الخاصة بنشاطاته، لاتباعها أثناء مرور الكبسولة عبر الجهاز الهضمي بشكل عام، تشمل هذه الإرشادات ما يلي:

  • الانتظار لمدة ساعتين قبل شرب أي سوائل.
  • التريث لمدة 4 ساعات على الأقل قبل تناول الطعام.
  • تجنب أي أنشطة شاقة، خصوصاً تلك التي تعتمد على القيام بحركات مفاجئة أو حركات الانحناء.

ماذا يحدث بعد التنظير الكبسولي؟

بمجرد انتهاء العملية وإعطاء الطبيب المريض الإرشادات الخاصة بالأنشطة، والمحظورات بعد العملية، يمكن اعتبار أن العملية قد انتهت. بمجرد حدوث إحدى الأمور التالية:

  • مرور 8 ساعات بعد العملية.
  • تخلُص المريض من الكبسولة أثناء حركة الأمعاء بعد ساعات أو أيام من العملية.

بعد ذلك سيُزيل الطبيب الأقطاب الكهربائية، وجهاز التسجيل. وستخرج الكبسولة من الجسم أثناء عملية الإخراج بصورة طبيعية. يمكن التخلص من الكبسولة بطريقة آمنة في المرحاض. ويجب مراجعة الطبيب إذا مرت عدة أيام ولم تتخلص من الكبسولة، قد يحتاج الطبيب إلى استخدام تقنية التصوير مثل استخدام الأشعة السينية؛ لتحديد وجود الكبسولة في الجهاز الهضمي من عدمه.

استخدامات التنظير الكبسولي

يمكن استخدام التنظير الكبسولي للكشف عن الحالات التالية:

  • الكشف عن مصدر النزيف في الجهاز الهضمي.
  • المساعدة في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي وتقيمها مثل مرض كرون، ومرض الاضطرابات الهضمية، والتهاب القولون التقرحي.
  • تحديد الأورام الحميدة، أو أي أورام في الجهاز الهضمي.
  • الكشف عن دوالي المريء.
  • لفحص أسباب ألم البطن الغير واضحة.

يقتصر عمل التنظير الداخلي للكبسولة حالياً على وظائف الكشف والتشخيص. وحتى الآن لا يمكن استخدامه لأخذ الخزعات أو تقديم العلاجات. ومن المتوقع تطوير هذه التقنية في المستقبل وإضافة استخدامات أخرى لها.

مخاطر التنظير الكبسولي

على الرغم من أن إجراء التنظير الكبسولي يُعد آمناً، إلا أن هناك نسبة ضئيلة جداً لوجود خطر. ويتمثل هذا الخطر في أن تعلق الكبسولة في الجهاز الهضمي. من المُرجح أن يحدث هذا مع الأشخاص الذين لديهم ضيق في الجهاز الهضمي بسبب:

  • التهاب القولون التقرحي.
  • مرض كرون.
  • وجود ورم.
  • إجراء جراحة سابقة، أو وجود إصابة تسببت في تضييق جزء من الجهاز الهضمي.

غالباً ما تمر الكبسولة العالقة من تلقاء نفسها بعد مرور فترة زمنية معينة. ومع ذلك فوجودها يمكن أن يتسبب في أعراض مثل:

  • وجع في البطن.
  • غثيان.
  • التقيؤ.

إذا استمرت الأعراض واستمرت الكبسولة في الاختفاء ففي هذه الحالات، قد يلزم إزالتها جراحياً.

تقييم احتمال تعلق الكبسولة في الجهاز الهضمي

إذا كان الطبيب يعتقد أنه من الممكن أن تعلق الكبسولة مع المريض وأن احتباسها قد يمثل خطراً، فقد يستخدم التقنيات التالية قبل التنظير الداخلي للكبسولة:

استخدام كبسولة المباح

هذه كبسولة يبتلعها المريض للمساعدة في تقييم مخاطر احتباس كبسولة التنظير. إذا كانت كبسولة المباح قادرة على التحرك بانسيابية عبر الجهاز الهضمي، فليس هناك خطر من استخدام كبسولة التنظير. أما إذا علقت كبسولة المباح، فلن يكون هناك خطراً منها لأنها سوف تذوب بسهولة، ولن يكون هناك حاجة لإزالتها جراحياً.

استخدام تقنيات التصوير

يمكن أن يؤدي استخدام تقنية التصوير مثل الفحص بالتصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي إلى التحقق من وجود تضيق في الجهاز الهضمي.

استخدام الستيرويدات للتخلص من الالتهاب

إذا شُخص المريض بإصابته بالتهاب في الجهاز الهضمي، فقد يكون الحل إعطاؤه دورة من الكورتيكوستيرويدات قبل إجراء تنظير الكبسولة؛ لتقليل الالتهاب.

متى يمنع إجراء التنظير الكبسولي؟

قد لا يُنصح بالتنظير بواسطة الكبسولة للجهاز الهضمي، إذا كان لدى المريض أي مما يلي:

  • مشاكل في البلع، قد تؤدي هذه المشاكل إلى صعوبة بلع الكبسولة.
  • السيدة الحامل، نظراً لأن الدراسات التي أُجريت على الحوامل مع التنظير الكبسولي محدودة؛ لذلك لا يوصى باستخدامه مع السيدات الحوامل.
  • الأجهزة المزروعة في الجسم، مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب؛ لأنه قد يحدث تداخل بين الكبسولة وجهاز التسجيل.

كيفية عرض النتائج من كبسولة التنظير

بعد انتهاء العملية سيقوم الطبيب بجمع الصور من جهاز التسجيل المرتبط بخصر المريض. ومن ثم نقلها إلى جهاز الكمبيوتر، ثم تحويلها إلى مقطع فيديو مُسجل منذ دخول الكبسولة الجسم. سيشاهد الطبيب هذا المقطع بعد ذلك ليحدد أي التهابات أو تشوهات أو أي أعراض غير طبيعية. بعد العملية بحوالي أسبوعين أو ثلاثة، سيحدد الطبيب موعد مع المريض لمقابلته وشرح النتائج بالتفصيل.

أنواع الكبسولات المستخدمة في فيديو التنظير

هناك عدة أنواع من كبسولات التنظير التي يستخدمها أطباء الجهاز الهضمي. تختلف هذه الكبسولات عن بعضها بناءً على عوامل مثل:

  • عدد الكاميرات (Camera).
  • جودة التصوير.
  • وقت التسجيل.
  • عمر البطارية.
  • آلية نقل البيانات.

وهناك نوعان من الكبسولات كبسولة تخزن الصور والمعلومات. وهذه الكبسولة يجب استرجاعها بعد الإجراء؛ للحصول على المعلومات والصور وحتى يستطيع الطبيب تشخيص الحالة بطريقة صحيحة. والنوع الآخر كبسولة تنقل البيانات إلى جهاز آخر، وهذا النوع الأكثر شيوعاً ولا يستلزم فيه استرجاع الكبسولة.

اقرأ المزيد:

في النهاية التنظير الكبسولي من أحدث التقنيات التي يلجأ إليها الطبيب؛ لتشخيص بعض الحالات المرضية. هذا الإجراء ليس مُعقداً ومضاعفاته بسيطة جداً، كل ما تحتاج إليه هي مراجعة طبيبك لمعرفة ما إذا كانت هذا الإجراء مناسب معك أم لا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق