مرض خلل التنسج القصبي الرئوي؛ والذي يعرف أيضاً باسم bronchopulmonary dysplasia، هي حالة تؤثر على الأطفال المولودين قبل الأوان، والذين لديهم رئتان لا تعملان بشكل صحيح، ويحتاجون إلى استخدام معدات تنفسية مثل أقنعة الأكسجين لمساعدتهم على التنفس، إذ يؤدي ضغط الأكسجين الذي يتلقونه إلى تلف أنسجة الرئة.
ما هو مرض خلل التنسج القصبي الرئوي؟
| الاسم العلمي للمرض | خلل التنسج القصبي الرئوي |
| أسماء أخرى | داء الرئة المزمن الطفولي |
| تصنيف المرض | أمراض الجهاز التنفسي |
| التخصص الطبي المعالج | طبيب أخصائي أطفال |
| أعراض المرض | صعوبة تنفس _ ازرقاق الجلد _ تنفس سريع |
| درجة انتشار المرض | نادر |
| الأدوية المعالجة | مدرات البول _ موسعات الشعب الهوائية _ الستيروئيدات القشرية |
هو حالة مزمنة تؤثر على الأطفال حديثي الولادة الذين يولدون مبكراً، و هو مرض رئوي مزمن يميز الخدج الذين لديهم رئتان غير قادرتين على التنفس بشكل سليم، إذ تحدث الحالة عند تلف الرئتين والممرات الهوائية (القصبات)، بعد استخدام الأكسجين على المدى الطويل أو التهوية الميكانيكية لمساعدتهم على التنفس. في الولايات المتحدة، يُصاب ما يقارب من 10000 إلى 15000 طفل حديث الولادة بخلل التنسج القصبي الرئوي كل عام.
أسباب الإصابة بمرض خلل التنسج القصبي الرئوي
عندما يولد الطفل مبكراً، يحتاج أحياناً إلى المساعدة في التنفس لأن رئتيه غير مكتملة النمو، وهذا يعني أنه قد يحتاج إلى جهاز التنفس الصناعي، حيث يوفر جهاز التنفس الصناعي الأكسجين والضغط لمساعدة رئتيه على التوسع ويجعل التنفس بصورة أسهل، وإن الضغط الكبير على الحويصلات الهوائية يمكن أن يضر بها في هذه العملية.
متلازمة الضائقة التنفسية الحادة كأحد أسباب خلل التنسج القصبي الرئوي
يمكن أن يُصاب الأطفال الذين يولدون بمتلازمة الضائقة التنفسية بمرض خلل التنسج القصبي الرئوي، ولكن لا يُصاب جميع الأطفال بهذه الحالة، إذ تؤثر متلازمة الضائقة التنفسية على الأطفال حديثي الولادة ذوي الرئة غير الناضجة، وذلك عندما لا تحتوي رئتيهم على ما يكفي من السائل (الفعال بالسطح)، ولا تفتح الأكياس الهوائية (الحويصلات الهوائية) في الرئتين كما ينبغي، والحويصلات الهوائية هي بنى ضرورية لمساعدة الأكسجين على دخول مجرى الدم، وإطلاق ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الرئتين.
يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة الضائقة التنفسية أحياناً إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي، وكما ذكرنا فإن استخدام جهاز التنفس الصناعي على المدى الطويل، يسبب مرض خلل التنسج القصبي الرئوي.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض
يؤثر خلل التنسج القصبي الرئوي على الأطفال حديثي الولادة، وهو أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان، أو أولئك الذين يحتاجون إلى العلاج بالأكسجين، ويشمل الأطفال حديثو الولادة المعرضون للخطر بشكل خاص الأطفال الذين:
- يولدون قبل أكثر من 10 أسابيع من وقت الميلاد الطبيعي.
- ذوي الوزن أقل من 800 غرام عند الولادة.
- الطفل الذي لديه رئتان غير ناضجتين أو مشاكل في التنفس.
من النادر أن يُصاب الأطفال المولودين بعد 32 أسبوعاً بخلل التنسج القصبي الرئوي.
العوامل التي تزيد من احتمال حدوث الولادة قبل الأوان
كما ذكرنا فإن الولادة المبكرة ( قبل مرور 37 أسبوعاً من الحمل)، هي العامل الأول المسبب لخطر الإصابة بخلل التنسج القصبي الرئوي، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعاً لولادة الحامل طفلها قبل الأوان ما يلي:
- التدخين أو استخدام منتجات التبغ.
- تعاطي الكحول والمخدرات.
- حالات ضغط الدم (تسمم الحمل).
- الالتهابات (التهاب المشيمة والسلى).
- الحالات الصحية المزمنة (مرض السكري).
إذا كانت المرأة حاملاً، فمن الضروري زيارة الطبيب بشكل دوري للتأكد من صحتها وصحة الجنين، لأن عدم الذهاب إليه ومراقبة الحمل ونموه بشكل دوري، قد يؤدي إلى وجود أحد المشكلات التالية التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
علامات وأعراض مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
تختلف أعراض هذا المرض على نطاق واسع، حيث تتعلق بمدى تعرض الطفل للأكسجين عن طريق أجهزة التنفس الاصطناعي، وكذلك تتعلق أيضاً بمدى نضج رئتي الوليد، ويمكن أن تشمل أبرز 5 أعراض له ما يلي:
- صعوبة في التنفس (ضيق في التنفس).
- انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
- ازرقاق الجلد والشفتين (زرقة).
- تنفس سريع.
- توقف التنفس.
مضاعفات مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
عندما يكبر الطفل ليصبح بالغاً، قد يكون عرضة لخطر الإصابة بأمراض رئوية أخرى نتيجة الإصابة بخلل التنسج القصبي الرئوي عند حديثي الولادة، وسيكون لديه خطر متزايد للإصابة بعدة أمراض مثل:
- الربو.
- التهابات مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
- الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
تشخيص مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
لا توجد اختبارات محددة لتشخيص خلل التنسج القصبي الرئوي، وإذا احتاج الطفل إلى مساعدة في التنفس خلال أول 28 يوماً من حياته، فمن المرجح أن يحدث لديه اضطراب الشخصية الحدية وخلل التنسج القصبي الرئوي، وتتضمن بعض الاختبارات التي يمكن أن تقترح وتساعد في التشخيص ما يلي:
- صور الأشعة مثل الأشعة السينية للصدر للنظر إلى الرئتين.
- اختبارات الدم لتحديد كمية الأكسجين في الدم.
في بعض الأحيان، يمكن أن يزيل مخطط صدى القلب (الموجات فوق الصوتية للقلب)، احتمال وجود تشوهات القلب الخلقية (الموجودة عند الولادة)، ويؤدي إلى تشخيص خلل التنسج القصبي الرئوي بشكل صحيح.
علاج مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، ولكن العلاج يركز على تقليل حدوث المزيد من تلف الرئة وتوفير الدعم لرئتي الرضيع، مما يسمح لهما بالشفاء والنمو، وكثيراً ما يتم علاج الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من هذا المرض، حيث يمكن مراقبتهم باستمرار.
المرضى الذين يعانون من مرض أكثر خطورة قد يحتاجون إلى الأكسجين لعدة أشهر، قد يحتاجون أيضاً إلى شكل من أشكال الدعم بآلة توفر الضغط من خلال الأنف من خلال شوكات خاصة أو قناع، وتوفر هذه الآلات ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر للأنف (NCPAP)، وقد يحتاج عدد قليل من المرضى المصابين بمرض شديد إلى البقاء على جهاز التنفس الصناعي لفترة طويلة.
في هذه الحالة سيحتاجون إلى إجراء فغر القصبة الهوائية، وهذا الإجراء عبارة عن أنبوب التنفس الذي يتم إدخاله في الرئتين من خلال الرقبة.
الأدوية التي تستعمل في علاج مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
تشمل أنواع العلاجات الدوائية الأكثر استخداماً لعلاج هذا الاضطراب ما يلي:
مدرات البول
تساعد هذه الفئة من الأدوية على تقليل كمية السوائل داخل وحول الحويصلات الهوائية، وتُعطى عادة عن طريق الفم من مرة إلى أربع مرات يومياً.
موسعات الشعب الهوائية
تساعد هذه الأدوية على استرخاء العضلات حول ممرات الهواء، مما يجعل التنفس أسهل عن طريق توسيع فتحات مجرى الهواء، ويتم إعطاؤهم عادة على شكل رذاذ بواسطة قناع على وجه الرضيع، وباستخدام البخاخات أو جهاز الاستنشاق.
الستيروئيدات القشرية
تقلل هذه الأدوية و / أو تمنع الالتهاب داخل الرئتين، إذ تساعد في تقليل التورم في القصبة الهوائية وتقلل كمية المخاط التي يتم إنتاجها، وكذلك مثل موسعات الشعب الهوائية يتم إعطاؤهم أيضاً عادةً على شكل رذاذ مع قناع.
التحصين الفيروسي
الأطفال المصابون بهذا المرض معرضون بشكل متزايد لخطر التهابات الجهاز التنفسي، وخاصة الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، لذلك يتلقى الرضع المصابون به حقناً شهرية بالأدوية التي تساعد على منع العدوى، خلال موسم الفيروس المخلوي التنفسي.
أدوية القلب
قد يحتاج عدد قليل من الأطفال المصابين إلى أدوية خاصة، تساعد على استرخاء العضلات حول (Around) الأوعية الدموية في الرئة، مما يسمح للدم بالمرور بحرية أكبر ويقلل من الضغط على القلب.
طريقة الاعتناء بالطفل المصاب بمرض خلل التنسج القصبي الرئوي
بمجرد عودة الطفل إلى المنزل من المستشفى، يمكن الاعتناء به عن طريق تقليل عدد مهيجات الرئة الموجودة في بيئته الجديدة، مثل تجنب التدخين والتعامل مع المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، إذ يتعرض الطفل لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة من عدوى مثل فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، لذا فإن إجراءات النظافة المناسبة وغسل يدين الأم بشكل متكرر قبل حمل الطفل أو إطعامه أمر هام جداً، كما أن تنظيف وتطهير الأسطح والأشياء التي يلمسها الطفل، يعتبر أمر بالغ الأهمية أيضاً.
كيفية الوقاية من مرض خلل التنسج القصبي الرئوي
إذا كانت المرأة حاملاً، فمن المهم الحفاظ على صحتها وصحة طفلها واتخاذ خطوات متعددة لتجنب الولادة المبكرة، فمثلا تقل مخاطر إنجاب طفل مصاب بخلل التنسج القصبي الرئوي بشكل كبير، إذا كان لدى رئتي الطفل الوقت الكافي للنمو في الرحم، أي عند اكتمال الحمل عند الأم وعدم الولادة الباكرة، ويمكن تقليل مخاطر إنجاب طفل قبل الأوان من خلال:
- تجنب التبغ والعقاقير الروحية والكحول أثناء الحمل.
- اتباع نظام غذائي صحي ومغذي.
- إجراء فحوصات منتظمة قبل الولادة طوال فترة الحمل.
- التقليل من التوتر.
هل يختفي خلل التنسج القصبي الرئوي؟
يتعافى معظم الأطفال من خلل التنسج القصبي الرئوي، لكن قد يعاني البعض منهم من صعوبات في التنفس على المدى الطويل.
كم من الوقت يستمر مرض خلل التنسج القصبي الرئوي؟
عادة ما يتحسن الرضع المصابون بخلل التنسج القصبي الرئوي تدريجياً بعد 2 إلى 4 أشهر من الأكسجين الإضافي أو التهوية المساعدة، وعلى الرغم من وفاة عدد قليل من الأطفال المصابين بالمرض حتى بعد شهور من الرعاية، إلا أن معظم الأطفال يظلون على قيد الحياة.
هل يوجد علاج جراحي لمرض خلل التنسج القصبي الرئوي؟
لا يوجد علاج جراحي له.
ختاماً فإننا قد تكلمنا عن مرض خلل التنسج القصبي الرئوي؛ وذكرنا لكم أهم أسبابه والعوامل التي تزيد من خطر إصابة الطفل الصغير به، كما ذكرنا لكم أهم طرق المعالجة المستخدمة حالياً، ولكن للأسف لا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة، وإن الأطباء المختصين يعملون جاهدين لإيجاد طريقة تساعد الطفل، على البقاء طوال فترة حياته بصحة جيدة ودون حدوث أية مضاعفات تذكر للمرض.
عذراً التعليقات مغلقة