زراعة نقي العظم؛ كيف تجرى زراعة النخاع وأسباب إجرائها

سالم العلي
نشرت منذ ساعة واحدة يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Mona Mohammed
زراعة نقي العظم؛ كيف تجرى زراعة النخاع وأسباب إجرائها

زراعة نقي العظم أو زراعة نخاع العظم bone marrow transplant هي إجراء لاستبدال نقي عظام يحمل خلايا جذعية سليمة بنقي العظام المتأذي أو التالف لدى المريض.

كيفية إجراء عملية زراعة نقي العظم

نقي العظم من الأنسجة الرخوة الدهنية الموجودة داخل عظام الجسم، وينتج نقي العظام خلايا الدم بمختلف أنواعها.

أما الخلايا الجذعية فهي خلايا غير ناضجة وغير متمايزة موجودة في نقي العظم وتتطور لتعطي مختلف أشكال خلايا وكريات الدم.

يخضع المريض قبل زراعة نقي العظم الجديد إلى العلاج الكيميائي او الإشعاعي أو كليهما معًا بهدف التخلص من بقايا نقي العظم التالف لدى المريض. ويمكن إجراء هذه الخطوة بطريقتن:

العلاج الاستئصالي

باستخدام جرعة عالية من العلاج الكيميائي أو الإشعاع أو كليهما في سبيل قتل أي خلايا سرطانية موجودة. يقتل هذا العلاج كذلك جميع خلايا نقي العظم السليمة الباقية في الجسم، ويسمح للخلايا الجذعية الجديدة بالنمو في نقي العظم المزروع.

المعالجة منخفضة الشدة

والتي تدعى كذلك بالزرع المصغر، وهي عبارة عن جرعات صغيرة من العلاج الكيميائي أو الإشعاع تعطى قبل زراعة نخاع العظم. تتيح للمرضى الأكبر سنًّا والمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى الخضوع للزرع بأمان.

أشكال زراعة نقي العظام

ولزرع نقي العظام ثلاثة أشكال:

زراعة نقي العظم الذاتي

تؤخذ الخلايا الجذعية في هذا الشكل من الزرع من المريض نفسه قبل تعريضه للجرعات الكبيرة من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

وتحفظ الخلايا الجذعية خلال هذه الفترة بالتجميد. وبعد العلاج الكيميائي والإشعاعي عالي الجرعة يعاد زرع الخلايا الجذعية المجمدة في جسد المريض لتمارس وظيفتها في إنتاج خلايا الدم الطبيعية. يدعى هذا الإجراء بالزرع الإنقاذي.

زراعة نقي العظم المغاير (الغيري)

تؤخذ الخلايا الجذعية في هذا الشكل من الزرع من شخص آخر هو المتبرع.

ويجب في معظم الحالات أن يتوافق التركيب الجيني لخلايا المتبرع على الأقل بشكل جزئي مع التركيب الجيني لخلايا الآخذ (وكلما كان التوافق أكبر كلما كان اتحمال نجاح الزرع أعلى).

تجرى اختبارات مخصصة لمعرفة ما إذا كان بين المتبرع والآخذ نسة توافق جيدة. عادة ما يكون الأخ أو الأخت خير مثال للتوافق الجيد.

وفي بعض الأحيان يحمل الآباء والأبناء والأقارب الآخرون توافقًا جيدًا مع المريض كذلك. ويبقى احتمال التوافق مع متبرع غير قريب من المريض قائمًا، ويوجد هذا النوع من المتبرعين عادةً من خلال السجلات المحلية لزرع نقي العظم.

زراعة دم الحبل السري

يعتبر هذا النمط من الزرع شكلًا من أشكال الزرع الغيري. إذ تؤخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري للطفل المولود حديثًا بعد ولادته مباشرةً.

تجمد الخلايا الجذعية وتخزن إلى حين الحاجة لها من أجل إجراء زرع. تكون الخلايا الجذعية في الحبل السري قليلة النضج بشكل كبير وعليه فالحاجة للتوافق أقل بكثير.

يجرى زرع الخلايا الجذعية عادة بعد إكمال العلاج الكيميائي والإشعاعي. وتدخل الخلايا الجذعية إلى الجسم عن طريق مجرى الدم، من خلال أنبوب يدعى القثطرة الوريدية المركزية.

تشبه عملية زراعة نقي العظم عملية نقل الدم. تتنتقل الخلايا الجذعية بعد حقنها بوساطة الدم إلى نقي العظم. ولا بتطلب الأمر تدخّلًا جراحيًّا أغلب الأحيان.

طرق أخذ الخلايا الجذعية

تؤخذ الخلايا الجذعية من المتبرع بإحدى طريقتين:

حصد نقي العظم

تجرى هذه الجراحة الصغيرة تحت التخدير العام. أي أن المريض لن يشعر بألم ولن يكون مستيقظًا.

يسحب نقي العظم من الظهر من كلا عظمي الحوض. وتعتمد الكمية المسحوبة من نقي العظم على وزن المريض المتلقي.

فصادة الكريات البيض

يعطى المتبرع أول الامر حقنًا تساعد الخلايا الجذعية على الانتقال من نقي العظم إلى الدم لعدة أيام قبل السحب.

ثم يجرى سحب دم من المتبرع من خلال قثطرة وريدية. يفصل القسم الخلوي المتضمن الخلايا الجذعية باستخدام آلة مخصصة ثم يؤخذ ليحقن لاحقًا في المتلقي. وتعاد كريات الدم الحمراء بعدها إلى جسد الآخذ.

أسباب وموانع إجراء عملية زراعة نقي العظم

يستبدل نقي العظام السليم خلال زراعة نقي العظام بنقي العظام غير العامل بشكل سليم أو المخرب بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

يعتقد الأطباء بأن كريات الدم البيضاء الموجودة في دم المتبرع، في عدة سرطانات، تهاجم الخلايا السرطانية المتبقية بشكل مشابه لمهاجمتها البكتيريا والفيروسات عند مكافحة العدوى.

وقد يوصي الطبيب بإجراء زرع نقي العظام إذا كان لدى المريض:

  • أنواع من السرطان كابيضاض الدم أو سرطان الخلايا اللمفاوية أو سرطان الدم الليمفاوي المزمن، خلل التنسج النخاعي أو الورم النخاعي المتعدد.
  • مرض يوثر على إنتاج خلايا نقي العظم، من مثل فقر الدم اللاتنسجي، قلة العدلات الخلقية، أمراض الجهاز المناعي الحادة، فقر الدم المنجلي والتالاسيميا.

مخاطر إجراء عملية زراعة النخاع

قد يسبب نقل نقي العظم الأعراض التالية:

  • ألم صدري.
  • انخفاض في ضغط الدم.
  • حمى أو قشعريرة أو احمرار.
  • طعم غريب في الفم.
  • صداع.
  • قشعريرة.
  • غثيان.
  • ألم.
  • قصر في التنفس.

وقد تترتب على النقل مضاعفات خطرة، تعتمد مضاعفات نقل نقي العظم المحتملة على عدة عوامل منها:

  • عمر المريض.
  • الصحة العامة للمريض.
  • مدى تطابق خلايا المتبرع مع خلايا الآخذ.
  • نوع زرع نقي العظم الذي يخضع له المريض.

وتتضمن المضاعفات المحتملة:

  • فقر الدم.
  • نزيف في الرئة أو الأمعاء أو الدماغ أو مناطق أخرى من الجسم.
  • الساد (إعتام عدسة العين).
  • تخثر في الأوردة الصغيرة للكبد.
  • أذية كلوية أو كبدية أو رئوية أو قلبية.
  • تأخر نمو لدى الأطفال الذين يخضعون لزرع نقي العظم.
  • انقطاع الطمث المبكر.
  • فشل التطعيم، ما يعني عدم استقرار الخلايا الجديدة المزروعة في الجسم وبدءها إنتاج الخلايا الجذعية.
  • داء الطعم حيال المضيف Graft-versus-host disease، وهي حالة تهاجم فيها خلايا المتبرع المزروعة خلايا جسم الآخذ.
  • أخماج (عدوى) قد تكون خطرة جدًا.
  • التهاب وألم في الفم والحلق والمريء والمعدة (التهاب الغشاء المخاطي).
  • ألم.
  • مشاكل معدية تتضمن الإسهال والغثيان والتقيؤ.

تستبعد مخاطر التخدير والجراحة في هذا الإجراء نظرًا لعدم الحاجة لها وعدم استعمالها.

مرحلة ما قبل إجراء عملية زرع نخاع العظم

يستعلم الطبيب أولًا عن التاريخ الطبي للمريض ويجري عليه فحوصات فيزيائية. ويخضع المريض لعدة من الفحوصات قبل بدء العلاج.

قبل الزرع يدخل في أوردة عنق المريض أو أذرعه قثطرة وريدية مركزية (أو اثنتان). يتلقى المريض من خلال هذه القثطرة العلاجات الدوائية والسوائل والتغذية في بعض الأحيان. وتستخدم كذلك لسحب الدم.

ومن المرجح أن يناقش الطبيب مع المريض الضغط النفسي الناتج عن زرع نقي العظم. وقد يرغب المريض في رؤية معالج نفسي.

مرحلة ما بعد إجراء زرع نقي العظم

تجرى زراعة نقي العظم عادة في المشفى أو في مركز صحي متخصص في هذا النمط من العلاج.

يبقى المريض أغلب الأحيان في وحدة خاصة بزراعة نقي العظم في المشفى أو المركز الصحي. وهذا الإجراء من أجل تقليل فرص التقاط المريض للعدوى.

وبالاعتماد على العلاج ومكان إجرائه، فقد يجرى كل أو جزء من زراعة نخاع العظم الذاتي أو الغيري على المريض باعتباره مريضًا خارجيًّا، ما يعني أنه ليس مضطرًا للمكوث في المشفى ليلًا.

وتعتمد مدة بقاء المريض في المشفى بعد زراعة نخاع العظم على:

  • إذا ما طور أي مضاعفات مرتبطة بالزرع أم لا.
  • نوع الزرع.
  • إجراءات المركز الصحي المجرى فيه الزرع.

خلال التواجد في المشفى:

  • سيراقب فريق الرعاية الصحية تعداد دم المريض (عدد الكريات الحمر والبيض والصفيحات الدموية وغيرها) وعلاماته الحيوية عن كثب.
  • يعطى المريض أدوية لمنع حدوث داء الطعم حيال المضيف (مهاجمة الخلايا المزروعة لخلايا جسم المريض)، وأدوية لعلاج أو لتجنب الإصابة بالعدوى ومن تلك الأدوية المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الفيروسات.
  • والأرجح أن يحتاج المريض عدة عمليات نقل للدم.
  • سيحصل المريض على التغذية من خلال الوريد حتى يستطيع الأكل من خلال الفم وتذهب الأعراض الجانبية المؤثرة على المعدة وتورم الفم.

يعتمد مدى التحسن بعد الزرع على:

  • نوع زراعة نقي العظم الذي خضع لها المريض.
  • مدى التوافق الجيني بين خلايا المتبرع وخلايا الآخذ.
  • نوع السرطان أو المرض لدى المريض (الذي كان سببًا في الحاجة للزرع).
  • عمر المريض وصحته العامة.
  • نوع وجرعات العلاج الكيميائي والإشعاعي التي أخذها المريض قبل إجراء الزرع.
  • المضاعفات التي قد تحصل.

تعالج زراعة نقي العظم المرض المسبب كليًّا أو جزئيًّا. في حال نجاح الزرع يمكن للمريض العودة لمعظم أنشطة حياته اليومية حالما يشعر بالتحسن الكافي لذلك.

عادة ما يستغرق التعافي بشكل كامل بعد زراعة نخاع العظم قرابة سنة، اعتمادًا على نوع المضاعفات الحاصلة. وقد تفضي المضاعفات الناتجة عن الزرع أو فشل الزرع إلى الموت.

زراعة نقي العظم أو زراعة نخاع العظم bone marrow transplant إجراء علاجي يهدف لعلاج الأمراض كالسرطانات وبعض أنواع فقر الدم وبعض الأمراض الأخرى من خلال معالجة شذوذ نقي العظام الذي يكون مصدر المرض.

قرأ المزيد:

يؤدي نجاح الزرع إلى تحسن كبير في صحة المريض وجودة حياته، كما يمكن أن يفضي الفشل في الزرع إلى الموت.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق