حشرة التوت الشمعية Berry Cerolplastes rusci؛ لنتعرف على خطورتها وطرق مكافحتها

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 10 أبريل, 2024
حشرة التوت الشمعية Berry Cerolplastes rusci؛ لنتعرف على خطورتها وطرق مكافحتها

تعتبر حشرة التوت الشمعية (Berry Cerolplastes rusci) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب أشجار التوت، وتؤدي إلى ضعف الأشجار العام وقلة إنتاجها ومردوديتها، فما هي مظاهر الإصابة بحشرة التوت الشمعية، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حشرة التوت الشمعية عندما تصيب بساتين وأشجار التوت وتؤدي لأضرار اقتصادية؟ لنتعرف أيضًا على خطورتها وطرق مكافحتها.

آفة حشرة التوت الشمعية

إن حشرة التوت الشمعية، في حقيقة الأمر، تعد من أخطر الحشرات على التوت. تأتي هذه الآفة في المرتبة الثانية من الخطورة مباشرة بعد آفة حفارات الساق على التوت، وتنتشر هذه الحشرة في دول البحر الأبيض المتوسط بصورة خاصة، لكنها تتواجد بالإضافة لذلك في أفريقيا وآسيا. تفضل هذه الحشرة المناخ المتوسطي النموجي، لأنه يمنحها المناخ المناسب من حرارة ورطوبة وظروف بيئية ضمن بساتين التوت، وتؤثر هذه الآفة في زراعة التوت في المناطق التي تصيبها. انطلاقًا من ذلك، فمن الضروري أن يعرف المزارع كيف يحدد الإصابة بهذه الآفة؛ وكذا طرق مكافحتها والإدارة المطبقة في حال إصابة أشجار التوت.

وصف الحشرة

الحشرة الكاملة للآفة

من اسم الحشرة، نرى بأنها مغطاة بطبقة شمعية، ولكن هذا في الحشرة الكاملة الأنثى التي تصيب التوت. غالبًا ما يكون لون القشرة الشمعية هو الرمادي المخضر أو البنفسجي الغامق، تنقسم إلى أجزاء منحرفة هندسية وهي ثمانية أجزاء. يعطي جسم الحشرة شكلاً مخروطيًا مميزًا، ويستطيع أي إنسان مضطلع أن يعرف أنها حشرة التوت الشمعية بمجرد إمعان النظر قليلاً. يترواح طول الجسم مع القشرة الشمعية بحوالي 6 ملم، والعرض 4 ملم، كما أن الذكر لونه أحمر برتقالي ولكنه نادر الوجود.

حوريات حشرة التوت الشمعية

تكون الحورية في عمرها الأول صغيرة جدًا ذات لون برتقالي فاتح ولا يغطى الجسم بأي طبقة شمعية، أما في العمر الثاني فتكون الحورية أكبر حجمًا وشكلها يصبح مشابه لشكل النجمة وأكثر غمقًا في اللون، ويحيط بجسمها 15 زائدة شمعية بيضاء أو شبه بنفسجية.

الإصابة بحشرة التوت الشمعية

مظاهر الإصابة بالآفة على شجيرة توت بري

 

إن الطور الضار للحشرة على أشجار التوت هو الحوريات والحشرة الكاملة على السواء. تهاجم الآفة أشجار التوت بشراهة، خاصة في الصيف في أيار/ مايو وأثناء طور النشاط. تتغذى على امتصاص عصارة أنسجة النبات، سواءً كان ذلك من الأغصان أو الأوراق الفتية والكبيرة، أو من ثمار التوت نفسها. تتميز أعراض الإصابة بإفراز الحشرة لندوة عسلية غزيرة، وظهور الفطر الأسود على أشجار التوت. نتيجة لذلك، تضعف الشجرة، وتتماوت الأنسجة، وتتدنى قيمة ثمار التوت التسويقية والتجارية، كما تؤدي الإصابة لجذب حشرات أخرى كخنافس القلف (حشرة قلف الأشجار) وحفار ساق التوت وغيرها.

دورة حياة الحشرة

تمتاز دورة حياة حشرة التوت الشمعية بنشاط صيفي بحت، وبتغذية ربيعية، وطور تشتية من أجل السكون.

طور تشتية الآفة

في الواقع، تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الحورية في العمر الثاني في دول حوض المتوسط ضمن بساتين التوت والأعشاب المحيطة بها. تتواجد الحشرة على الأغصان أو بين أوراق التوت وقلما تشاهد الحشرات الكاملة شتاءً في الجو البارد.

ربيع حشرة التوت الشمعية

إن ربيع الحشرة يبدأ مع ارتفاع الحرارة فوق 23 مئوية، وهو توقيت مخصص للتغذية، وقد تتحول في هذا الوقت إلى حشرات كاملة. تتغذى الحشرة بمجرد ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يناسب فيزيولوجيا جسمها، وفترة التغذية تكون محدودة لعدة أسابيع أو شهرين، وهذا ضمن بساتين التوت.

وضع بيض الحشرة

في الغالب، يتم وضع البيض عند هذه الحشرة بصورة بكرية، نظرًا لندرة الذكور، حيث يوضع البيض تحت القشرة الشمعية، ثم يفقس البيض في أيار/ مايو ويعطي الحوريات بعمر 1. في الحقيقة، تهاجم الحوريات 1 الثمار والأوراق، ثم تنسلخ إلى الحوريات 2. قد تصل الحورية إلى طور الحشرة الكاملة مع حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو. بالإضافة لذلك، فقد يعود ظهور الحوريات الأولى من جديد في الحقول وعلى أشجار التوت خلال شهر آب/ أغسطس ثم يكتمل التطور في تشرين الأول/ أكتوبر.

أجيال حشرة التوت الشمعية

يختلف عدد الأجيال، بطبيعة الحال، حسب الظروف المناخية ومكان ولادة الحشرة نفسه ومكان زراعة التوت، وفي العموم، فإن للحشرة 2-3 أجيال سنويًا.

خطورة الآفة

تنبع خطورة حشرة التوت الشمعية من أنها تضعف أشجار التوت وتؤثر على إنتاجيتها. كذلك، فإن مكان الإصابة يضعف الشجرة ويجذب آفات عديدة أهمها حفار ساق التوت، وحفار ساق التفاح، وحشرة قلف الأشجار، والكابنودس. نتيجة لذلك، قد تتداخل الآفات في ما بينها، وينتشر الضرر ليلحق بأشجار وبساتين أخرى من التوت وأيضًا التين والزعرور والكرمة. أيضًا، قد يضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM ضمن بساتين التوت لوقايتها وتجنب الخسائر المحتملة.

مكافحة حشرة التوت الشمعية

مكافحة الآفة عندما تصيب التوت

تكافح حشرة التوت الشمعية باستعمال أحد المبيدات الفوسفورية العضوية، نظرًا لأنها ذات فعالية كبيرة مع الحشرات القشرية والشمعية. يمكن استعمال المبيد ديميتيون إس ميتيل Dimeton-s-methyl، أو المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl بالرش على أشجار التوت. يراعى أن يتم رش الأشجار قبل ظهور الحشرات الكاملة، وأن يكون الموعد هو الخريف أو قبل الربيع أو في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو. كذلك، يراعى أن تكون المكافحة قبل ظهور القشرة الشمعية على الأماكن المصابة في أشجار التوت من أوراق وثمار وأغصان. بالإضافة للمبيدات، يمكن استعمال الزيوت الشتوية أو الصيفية بدهن أشجار التوت عند الأغصان الفتية والمعمرة، كما يمكن أن يتم الرش في آب/ أغسطس.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين التوت المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على فروع وأغصان أشجار التوت المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة التوت فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار التوت المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والأوراق والثمار. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار التوت على الفروع والأغصان والأجزاء القديمة والحديثة الغضة والثمار المصابة مع شهر أيار/ مايو ومرة ثانية في شهر حزيران/ يونيو، ومرة ثالثة في آب/ أغسطس، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة والحوريات معًا.

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لحشرة التوت الشمعية وسيلة هامة للغاية من أجل بساتين توت سليمة تمامًا، إليك أبرز 7 نقاط لإدارتها:

  • مراقبة دورية لأشجار التوت مع حلول شهر أيار/ مايو ومرة أخرى في حزيران/ يونيو، ومرة ثالثة في آب/ أغسطس وتسجيل الملاحظات بدقة.
  • عناية المزارع بحراثة سليمة لترب أشجار التوت؛ بحراثة سطحية 12- 14 سم سواء وتجنب الحراثة العميقة.
  • كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة ببساتين التوت والأشجار المثمرة المصابة مع عزيق وتنعيم للتربة حول مساقط تيجان الأشجار.
  • أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفو- عضوية الجهازية خاصة على أشجار التوت المثمرة، لكي لا تتم أذية دود القز المربى على التوت بصورة خاصة، والابتعاد عن المبيدات الضارة الباراثينوئيدية وغيرها.
  • كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى كفطور الذبول وبكتريا التقرح، من خلال مبيدات كربماتية، أو تيرازولية جهازية التأثير ترش على أشجار التوت المصابة بها.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين التوت من عزيق وري وتسميد وخدمة وتقليم مناسب.
  • يتم تقليم أشجار التوت بترك 3-4 أفرع هيكلية أساسية للشجرة، مع إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة، ثم في العام التالي يترك فقط 3 أفرع أساسية.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة التوت الشمعية و 7 نقاط لإدارتها وكيف يمكن للمزارع أن يعرف الإصابة بها. كذلك، نكون قد عرّفنا المزارع على دورة حياتها لتحديد موعد المكافحة بدقة في بساتين التوت المصابة. لابد للمزارع الحريص على بستانه من الآفات أن يلمّ بسبل المكافحة الممكنة وأن يعرف شيئًا عن هذه الآفات التي تضر بإنتاجه الاقتصادي وتؤثر على ربحه وعلى جودة الثمار الناتجة وخاصة هذه الآفة التي تهدد إنتاج أشجار التوت.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق