مرض التهاب الشغاف الجرثومي؛ تعرف على أسبابه وأعراضه وكيف يتم علاجه وطريقة تشخيصه

احمد طارق
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة احمد طارق
مرض التهاب الشغاف الجرثومي؛ تعرف على أسبابه وأعراضه وكيف يتم علاجه وطريقة تشخيصه

مرض التهاب الشغاف الجرثومي؛ والذي يطلق عليه أيضاً اسم Bacterial endocarditis disease، يعتبر أحد الأمراض التي تصيب الطبقات الداخلية من عضلة القلب عند الإنسان، ويسبب له الكثير من الأعراض وربما يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة في حال لم يتم علاجه بالشكل الأمثل، فكيف يتم تشخيص هذا المرض؟ وما هي طرق علاجه بالشكل الأمثل؟

ما هو مرض التهاب الشغاف الجرثومي؟

الاسم العلمي للمرض مرض التهاب الشغاف الجرثومي
أسماء أخرى التهاب باطن القلب _ التهاب الشغاف البكتيري
تصنيف المرض أمراض القلب
التخصص الطبي المعالج طبيب أخصائي قلبية
أعراض المرض ارتفاع حرارة _ طفح جلدي _ تعرق
درجة انتشار المرض  نادر
الأدوية المعالجة المضادات الحيوية

التهاب الشغاف الجرثومي هو عدوى بكتيرية تصيب الطبقة الداخلية للقلب أو صمامات القلب، وللقلب 4 صمامات تساعد على تدفق الدم عبر القلب والرئتين وخارجه إلى الجسم، فعندما يكون الشخص مصاباً بهذا الداء، فقد لا تعمل هذه الصمامات بشكل صحيح، وهذا يمكن أن يجبر القلب على العمل بشدة أكبر لإخراج الدم إلى الجسم، وفي بعض الأحيان لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم، ويُعد التهاب الشغاف حالة خطيرة يمكن أن تؤدي أحياناً إلى الوفاة.

يمكن أن يتسبب التهاب بطانة القلب البتكيري، أيضاً في تكتل البكتيريا بالخلايا وأشياء أخرى في الدم، ويمكن أن تنتقل إلى أجزاء كثيرة من الجسم وتسبب مشاكل. في البالغين يكون هذا المرض أكثر شيوعاً عند الرجال منه لدى النساء، وإنه نادر جداً عند الأشخاص ذوي القلوب الطبيعية الذين ليس لديهم عوامل خطر، كذلك يشيع هذا الداء لدى الأشخاص، الذين يعانون من مشاكل قلبية معينة أو عوامل خطر أخرى.

في بعض الحالات تبدأ الأعراض فجأة وتكون شديدة، وهذا ما يسمى التهاب الشغاف الجرثومي الحاد، لكن في حالات أخرى يحدث بشكل أبطأ وأقل شدة، ويسمى ذلك التهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد، وهنالك نوع آخر للمرض مزمن.

أنواع مرض التهاب شغاف القلب الجرثومي

يعتبر مرض التهاب الشغاف البكتيري في القلب مرضاً خطيراً ينجم عن تكاثر الجراثيم في صمامات القلب، ويمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

مرض التهاب الشغاف الجرثومي الحاد

يحدث هذا النوع من المرض بشكل مفاجئ ويمكن أن يكون خطيراً جداً، حيث تصيب الجراثيم صمامات القلب وتؤدي إلى تلفها وتشوهها، وبالتالي تحدث مشكلات في التدفق الدموي داخل القلب، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث جلطات دموية والتهابات في الأوعية الدموية والأعضاء الأخرى.

التهاب الشغاف البكتيري المزمن

يمكن أن يحدث هذا النوع من المرض بشكل تدريجي، وتكون أعراضه أقل حدة من التهاب الشغاف الجرثومي الحاد، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة دون الكشف عنه، وقد يؤدي إلى تشوهات في الصمامات وضيق في الشرايين، مما يتطلب علاجاً طويل الأمد.

التهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد

يحصل مرض التهاب الشغاف الجرثومي هذا بسبب إصابة القلب بجرثومة جديدة تحدث تغييراً في الجسم، وتكون أكثر حدة من التهاب الشغاف الجرثومي المزمن وأقل شدة من النمط الحاد، ويتطلب هذا النوع من المرض تشخيصاً وعلاجاً سريعاً.

أسباب الإصابة بمرض التهاب الشغاف البكتيري

تعيش بعض أنواع البكتيريا بشكل طبيعي في الجسم وداخله، وإنها تعيش في الفم والجهاز التنفسي والجلد والجهاز الهضمي، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تدخل هذه البكتيريا إلى مجرى الدم، وقد يحدث هذا بعد إجراء طبي أو إصلاح الأسنان، حيث أن دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، يمكن أن يجعلها تستقر على بطانة القلب أو على صمامات القلب وتسبب المرض.

لا يمكن أن تسبب جميع أنواع البكتيريا هذا النوع من العدوى، ولكن يمكن للعديد من الأنواع أن تحدثه، لكن بشكل عام يسبب نوعان من البكتيريا معظم حالات مرض التهاب الشغاف الجرثومي، وهذه هي المكورات العنقودية (العنقوديات) والمكورات العقدية (العقدية).

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

قد يكون الفرد في خطر متزايد للإصابة بهذا المرض، إذا كان يعاني من عيوب معينة في صمام القلب، وهذا يعطي البكتيريا مكاناً أسهل للتماسك والنمو، ومن النادر أن يصاب الشخص ذو القلب الطبيعي بالتهاب الشغاف، كما أن هنالك عدة أشياء تزيد من فرصة الإصابة به ويمكن أن يشمل ذلك:

  • تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
  • غسيل الكلى والفشل الكلوي.
  • مرض صمام القلب مثل تسرب أو ضيق الصمام.
  • أمراض القلب الروماتيزمية التي تسببها بكتيريا العقدية.
  • جهاز القلب القابل للزرع.
  • أمراض القلب الموجودة عند الولادة (الخلقية).
  • نوبة سابقة من التهاب الشغاف.
  • صحة الأسنان السيئة.
  • صمامات القلب الاصطناعية أو إصلاح الصمامات أو استبدالها.
  • زراعة القلب مع وجود تسريب في صمام القلب.
  • ضعف جهاز المناعة.

علامات وأعراض التهاب باطن القلب

قد يسبب هذا المرض العديد من الأعراض لدى الإنسان عند الإصابة به، وتختلف هذه الأعراض أيضاً باختلاف الإصابة هل مرض التهاب الشغاف الجرثومي من النوع الحاد أم تحت الحاد، ولكن بشكل عام يمكن أن نلخص أعراض هذا المرض بما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38.5 درجة مئوية.
  • تعرق أو قشعريرة وخاصة التعرق الليلي.
  • الطفح الجلدي.
  • ألم أو احمرار أو تورم.
  • جروح لا تلتئم في الجسم.
  • قرحة حمراء أو جافة على الجلد.
  • التهاب الحلق أو حكة في الحلق أو ألم عند البلع.
  • احتقان الأنف والصداع أو الوجع على طول عظام الوجنتين العلويتين.
  • سعال جاف أو رطب مستمر لأكثر من يومين.
  • بقع بيضاء في الفم أو على اللسان.
  • الغثيان والقيء أو الإسهال.
  • النزيف.
  • ضيق في التنفس.
  • ضعف الشهية أو فقدان الوزن.
  • آلام العضلات والمفاصل.

مضاعفات مرض التهاب الشغاف الجرثومي

يسبب التهاب الشغاف البكتيري تكتلات من البكتيريا، وتبدأ الخلايا في التكون على صمامات القلب، حيث يمكن أن تتحرر هذه الكتل في مجرى الدم، وتسبب بعد ذلك ضرراً عن طريق سد الأوعية الدموية الأخرى، ويمكن أيضاً لذلك أن ينشر العدوى إلى أعضاء أخرى، ولهذا السبب هنالك العديد من المضاعفات المحتملة عند غير المعالجين، لكن بشكل عام يختلف خطر حدوث هذه المضاعفات اعتماداً على الأمراض الطبية الأخرى للشخص، ولعل من أبرز 9 مضاعفات محتملة له نذكر:

  • الإصابة بالسكتة القلبية.
  • التسبب في تلف صمام القلب.
  • نوبات نقص تروية قلبية المنشأ.
  • خراجات الدماغ والتهاب السحايا.
  • السكتات الدماغية.
  • ربما يحصل جلطة دموية في الرئة (انسداد رئوي).
  • التهاب رئوي وعدوى الكلى أو تلفها.
  • تضخم الطحال وفشله.
  • في بعض الحالات الشديدة وعند عدم العلاج قد يسبب الموت.

تشخيص مرض التهاب الشغاف الجرثومي

إن تشخيص هذا الاضطراب في القلب يتطلب القيام بعدة اختبارات وفحوصات، منها:

الفحص السريري

يتم خلاله فحص القلب والصمامات والأذنين لتحديد وجود الأعراض الطبية، المرتبطة هذا الاضطراب الجرثومي في القلب.

التحاليل الدموية

تتضمن فحص Complete Blood Count وإجراء تحليل البروتين التفاعلي CRP واختبار يسمى Erythrocyte Sedimentation Rate، وفحص زراعة الدم لتحديد وجود الجراثيم فيه، وكلها اختبارات شوف يشرح الطبيب للمريض عنها قبل إجرائها.

الصور الشعاعية

مثل صورة الصدر وفحص الإيكو (Echocardiogram)، وإجراء صورة بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging) وإجراء التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET، للكشف عن تشوهات في الصمامات وتحديد درجة الإصابة بالمرض.

تخطيط القلب الكهربائي

حيث يكشف هذا الإجراء عن العديد من الاختلافات بين المخطط الطبيعي، والمخطط المرضي، ومن خلاله يستطيع أغلب الأطباء تشخيص الحالة بعد إجراء الفحص السريري والاختبارات الطبية اللازمة.

يعتمد تشخيص مرض التهاب الشغاف الجرثومي في القلب، على نتائج هذه الفحوصات والاختبارات الأخرى التي يحددها الطبيب المعالج، ويمكن أن يستغرق التشخيص عدة أيام، حتى يتم تحديد درجة الإصابة ونوعية العلاج اللازمة.

علاج مرض التهاب الشغاف الجرثومي

المضادات الحيوية هي العلاج الرئيسي لمرض التهاب الشغاف الجرثومي، ويعتمد نوع المضاد الحيوي على عدة عوامل، ويشمل هذا نوع البكتيريا وإذا كان لدى المريض صمام قلب اصطناعي، حيث سيعمل فريق من الأطباء معاً لتحديد أفضل خطة علاج للفرد، فمثلاً قد يتم استشارة الجراح إذا كان لدى الفرد الكثير من تلف القلب وقد يحتاج إلى عملية جراحية.

سوف يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية التي يصفها له الطبيب لعدة أسابيع، وعادة في البداية سيتم إعطاؤها من خلال التسريب الوريدي، وقد يحتاج الشخص إلى قضاء الأسبوع الأول على الأقل من العلاج في المستشفى، وبعد ذلك قد يتمكن من استعمال المضادات الحيوية الوريدية في المنزل، وفي وقت لاحق من العلاج قد يتمكن الشخص من تناول الصادات الحيوية عن طريق الفم.

إذا كان التلف الذي لحق بالصمامات شديداً بعد الإصابة بمرض التهاب الشغاف الجرثومي، فقد يحتاج المريض إلى جراحة على صمام القلب، يتم ذلك لإصلاح أو استبدال صمام القلب التالف، أو قد يحتاج إلى عملية جراحية للمساعدة في إزالة التهاب الشغاف والجراثيم المتجمعة داخله، وقد يتم إجراء ذلك على سبيل المثال (Example) إذا لم تعمل المضادات الحيوية بشكل جيد في القضاء على العدوى.

كيفية الوقاية من مرض التهاب الشغاف الجرثومي

لا يمكن الوقاية من جميع حالات التهاب الشغاف الجرثومي، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به عن طريق بعض الأمور، على سبيل المثال يمكن أن يساعد العلاج الفوري للعدوى الجرثومية في الجسم، على الوقاية من أمراض القلب بشكل عام، ويمكن أن يقلل عدم استخدام الأدوية الوريدية من مخاطر الإصابة أيضاً، كما يمكن أن يؤدي الحفاظ على نظافة الفم وصحته إلى تقليل خطر ظهور المرض.

قد يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية قبل بعض القيام بالإجراءات الطبية وإصلاح الأسنان، للمساعدة في منع التهاب الشغاف وإذا كان لدى الفرد صمام قلب صناعي، أو إذا كان قد خضع لإصلاح صمام القلب، وقد يحتاج الفرد إلى تناول الصادات بشكل شبه دائم للوقاية، إذا كان يعاني من أنواع معينة من أمراض القلب الخلقية أو لديه تاريخ من التهاب الشغاف، أو خضع لعملية زرع قلب.

هل يشفى مريض التهاب الشغاف؟

يعتمد الشفاء من التهاب الشغاف على العديد من العوامل، بما في ذلك شدة الالتهاب وطبيعته وعمر المريض، وحالته الصحية العامة، وما إذا كان هناك عوامل معوّقة أخرى موجودة، مثل الأمراض المزمنة أو النظام الغذائي السيء أو الإجهاد الشديد.
لكن في الغالب، يشفى معظم المرضى بشكل كامل في غضون بضعة أيام أو أسابيع، ويتم ذلك باستخدام العلاج المناسب، مثل قطرات العين والمضادات الحيوية، إذا كان هنالك حاجة لاستخدامها، لكن في بعض الحالات النادرة، قد يستمر التهاب الشغاف لفترة أطول.

كيف يتم علاج التهاب شغاف القلب بشكل نهائي؟

يمكن علاج التهاب شغاف القلب الجرثومي إذا تم تشخيصه في مرحلة مبكرة، ويتم علاجه بالأدوية المضادة للالتهابات، مثل المضادات الحيوية وإذا كان قد تسبب في تلف صمامات القلب، فقد يتطلب العلاج إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمامات المتضررة، ويمكن أيضًا استخدام العلاج الخاص بتعزيز عمل القلب، مثل الأدوية المدرة للبول والأدوية التي تخفض ضغط الدم.

هل التهاب الشغاف خطير؟

يعتمد خطر التهاب الشغاف على السبب الكامن أي الجرثومة التي أدت إليه، وشدة الإصابة وحالة الصحة العامة للشخص المصاب، ففي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الفشل القلبي والتهاب الأعضاء والجلطات الدموية، لذلك يجب على المريض الذي يعاني من أي أعراض ذكرناها سابقاً، التوجه إلى الطبيب المختص للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

إن مرض التهاب الشغاف الجرثومي؛ يتم حالياً اعتباره على أنه واحد من الأمراض التي تعتبر من أكثر المشكلات فتكاً وإيذاءً للمصابين، لكن في حال تم تشخيصه بشكل باكر وعلاجه بشكل صحيح، فإنه لن يسبب أية مضاعفات أو أعراض خطيرة لدى الشخص الذي أصيب به، وكما ذكرنا فإن هنالك إجراءات وقائية لأجل الإصابة ب bacterial endocarditis disease، ويمكن أن تساعد في بعض الحالات في منع الإصابة به.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق