يعتبر تدرن التفاح واحدًا من أهم أمراض أشجار التفاح التي تؤدي كثيرًا إلى نقص في إنتاج الشجرة، وكذلك فإن هذا المرض يؤثر على بستان التفاح بشكل عام ويجذب الآفات الأخرى من حشرات وعناكب وفطور وبكتريا ضارة، فما هي دلالات أو علامات الإصابة بتدرن التفاح التي تظهر على الأشجار المصابة، وما هي سبل مكافحة تدرن التفاح؟ تعرف 8 عوامل تشجع الإصابة به على أشجار التفاح في البستان، وأهم المعلومات عن هذا المرض.
الإبلاغ عن انتهاك ح…الإبلاغ عن انتهاك حقوق الطبع والنشر المزعوم
مرض تدرن التفاح
إن تدرن التفاح هو واحد من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتريا Agrobacterium لأشجار التفاح. يؤدي هذا المرض إلى ضعف عام في الإنتاج الزراعي، وكذلك ضعف للشجرة ويؤثر بذلك على إنتاجية وزراعة التفاح إلى حد كبير. قدرت العتبة الاقتصادية خسائر بحوالي 65% من أشجار التفاح عند الإصابة الحرجة، ومع تفاقم الإصابة في الحقيقة قد تصل الأضرار إلى 80% من محصول التفاح. ينتقل هذا المرض البكتيري عن طريق التربة، وكذلك عن طريق الغراس، والحشرات، والرياح، وعمومًا فإنه مرض خطير للغاية.
الإصابة بتدرن التفاح
مظاهر الإصابة بالمرض
من مظاهر الإصابة الواضحة بتدرن التفاح، التكتلات المتدرنة التي تشاهد على الأفرع، والأغصان، والأوراق. قد تأخذ هذه التكتلات شكل مجموعات من الكدر الترابية، أو خلايا النحل الكبيرة. كذلك يمكن لهذه التدرنات أن تبدو مثل السرطانات أو الخلفات المتناثرة. في حقيقة الأمر، تختلف أشكال، وأبعاد، وأحجام، وحتى ألوان هذه الكتل. قد تكون التكتلات مفطلحة أو إهليليجية، أو مخروطية، أو على شكل أخاديد أو أسطوانات. من الممكن أيضًا أن تكون تكتلات صغيرة أو ذات أحجام غير واضحة وهذا يختلف حسب شدة الإصابة وتدرجها.
عوامل تشجع الإصابة
إن هناك جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية والكيميائية تشجع الإصابة بتدرن التفاح، وأهم 8 عوامل:
- شراء الفلاح غراس غير سليمة للتفاح من مشاتل غير موثوقة (عدم شراء غراس أمهات معتنى بها).
- كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المعدني المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس يشجع الإصابة
- أيضًا فإن الاعتماد على السماد الآزوتي وحده في تسميد التفاح، أو زيادة التسميد الآزوتي، تشجع الإصابة
- وجود الأعشاب الموبوءة بالآفات في بستان التفاح يعد عاملاً مشجعًا للآفات والإصابة بالمرض
- كما أن تقليم أشجار التفاح بصورة خاطئة يسبب جروحًا على الشجرة ويعرضها للضعف وبالتالي الإصابة
- كذلك فإن استعمال مقص تقليم غير معقم عند تقليم التفاح يشجع على انتقال البكتريا منه إلى الشجرة
- بالإضافة لما تقدم، يمكن أن تنتقل البكتريا إلى شجرة التفاح عن طريق الرياح، أو التربة، أو المطر، نتيجة لعوامل ميكيانيكة
- أيضًا أن عدم عناية الفلاح بحقله من ري، وتعشيب، وعزيق، تضعف الحقل وتشجع المرض والآفات
خطورة تدرن التفاح
تنبع خطورة تدرن التفاح، من أنه يضعف شجرة التفاح ويؤدي بذلك لانجذاب آفات جديدة إلى أشجار التفاح والبساتين المثمرة. قد تكون الآفات المنجذبة بكتيرية مثل السل أو التقرح، وقد تكون أيضًا حشرية مثل الدفلة أو الحشرة القشرية الأرجروانية، وقد تكون بالإضافة لذلك فطرية مثل الذبول. مع تفاقم الإصابة، وانتشار الآفات وتداخلها في ما بينها ضمن بساتين التفاح، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟
في الواقع، يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض التدرن الذي يصيب التفاح خطير ولا يجب التساهل معه. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الاقتصادي الحرج. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة على أشجار التفاح. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين التفاح المصابة.
عتبة الضرر الاقتصادي
إن المقصود بعتبة الضرر الاقتصادي عند حديثنا عن تدرن التفاح، هو مستوى الخطر الذي وصل إليه المرض. ما هو مستوى الخطر الذي وصلت إليه البكتريا المسببة للتدرن وما هو التدرج؟ لكن، رغم ما تقدم، فإن الوقاية هنا، وكذلك العلاج الاستئصالي بالمبيدات، ضروريان للغاية ولا يمكن تجاهلهما.
مكافحة تدرن التفاح
سبل مكافحة هذا المرض الخطير
تتبع من أجل مكافحة تدرن التفاح مجموعة من الإجراءات الوقائية وكذلك العلاجية.
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال شراء غراس أمهات سليمة من مشتل موثوق لأشجار التفاح. كذلك يراعي الفلاح التخلص من الأعشاب وبؤر الآفات في بستان التفاح. بالإضافة لما تقدم، فعلى المزراع أن يقوم بعملية تسميد متوازنة بالاعتماد على الآزوت والفوسفور والبوتاس شجرة التفاح. كما يراعي المزارع قدر الإمكان مكافحة البكتريا والفطور التي تسهم في نقل المرض إلى المجموع الجذري والهوائي لأشجار التفاح. وتجدر الإشارة إلى أن المزارع يجب أن يعقم مقص التقليم قبل التقليم، وأن يبدأ بتقليم أشجار التفاح السليمة أولاً، وأن لا يحدث جروحًا على الشجرة أثناء ذلك.
مكافحة علاجية
بطبيعة الحال، لا توجد مكافحة علاجية مضمونة بشكل كلي للتدرن الذي يصيب أشجار التفاح. رغم ذلك، يتم استعمال المبيدات والمكافحة المتكاملة، وهذا من أجل القضاء على الفطور والحشرات التي تنشر المرض. ينصح باستعمال أحد مبيدات الفطور الجهازية التابعة لمشتقات البنزيميدازول والستروبيلين. يعطي المبيد مانكوزايب فعالية جيدة، كما ينصح باستعمال المبيد كرابيندازيم. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال مبيدات حشرية فوسفورية للقضاء على الحشرات الناقلة للبكتريا من أمثال براثيون مثيل Parathion- methyl. هذه الإجراءات تتكفل بالقضاء على فطور الذبول وحشرات القلف والحفارات وبالتالي الوقاية من هذا المرض أو علاجه.
إجراءات المكافحة المتكاملة
ينصح بإجراء المكافحة المتكاملة عندما تتداخل الآفات في ما بينها سوية مع مرض التدرن. وتتم المكافحة من خلال استعمال مصائد تعلق على الأشجار لصيد فراشات التفاح كالعثة وحافرة الأوراق والثاقبة وحفار ساق التفاح. كما يتم تعقيم التربة بغاز بروميد المتيل، ويمكن أيضًا التعقيم بالطاقة الشمسية، حيث يمدد غطاء بلاستيكي من البولي إيتيلين فوق التربة طوال الصيف ليرفع درجة حرارة التربة، وبذلك يقضى على الآفات. يمكن أيضًا التعقيم بميتام الصوديوم، أو بنثر حبيبات المبيد إندوسلفان (endosulfan) حول الجذوع أو مسقط تاج الشجرة أو خلطه مع التربة. كل الطرق السابقة تعطي نتائج ممتازة ومضمونة في منع الآفات، وبالتالي منع الأمراض ومنها مرض التدرن.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تدرن التفاح ، وحددنا 8 عوامل تشجع الإصابة به على الأشجار أضراره وخطورته على إنتاج أشجار التفاح والبساتين المثمرة. بالإضافة لذلك، نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على حدوثه، وبسبل المكافحة المتكاملة التي تتبع من أجل الوقاية من هذا المرض قبل العلاج. لا بد أن يكون الفلاح حريصًا على أشجاره المباركة وعلى ما يزرع، وأن يتأكد من خلو البساتين من الآفات الضارة.
عذراً التعليقات مغلقة