تدرن الزيتون التاجي

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 11 أبريل, 2024
تدرن الزيتون التاجي

يعد تدرن الزيتون التاجي واحدًا من أهم أمراض الزيتون التي تؤدي كثيرًا إلى نقص في إنتاج الشجرة، وكذلك فإن هذا المرض يؤثر على أرض الزيتون بشكل عام ويجذب الآفات الأخرى من حشرات وعناكب وفطريات وبكتريا مؤذية. فما هي دلالات أو علامات الإصابة بتدرن الزيتون التاجي، وما هي سبل مكافحة تدرن الزيتون التاجي؟

مرض تدرن الزيتون التاجي

في الحقيقة، إن تدرن الزيتون التاجي هو واحد من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتريا Agrobacterium tumefaciens للزيتون. يؤدي هذا المرض إلى ضعف عام في إنتاج الشجرة، وكذلك ضعف في أرض الزيتون ويؤثر بذلك على إنتاجية الزيتون إلى حد كبير. قدرت العتبة الاقتصادية خسائر بحوالي ٦٠٪ من أشجار الزيتون عند الإصابة الحرجة، ومع تفاقم الإصابة قد تصل الأضرار إلى ٧٠٪ من محصول الزيتون. ينتقل هذا المرض عن طريق التربة، وكذلك عن طريق الغراس، والحشرات، والرياح، وعمومًا فإنه مرض خطير جدًا.

الإصابة بتدرن الزيتون التاجي

مظاهر الإصابة بهذا المرض

من مظاهر الإصابة الواضحة بتدرن الزيتون التاجي، التكتلات الواضحة التي تُرى على الأفرع، والأغصان، والأوراق. قد تأخذ هذه التكتلات شكل الكدر الترابية، أو خلايا النحل الكبيرة. أيضًا يمكن لهذه التدرنات أن تبدو مثل السرطانات. في حقيقة الأمر، تختلف أشكال، وأبعاد، وأحجام، وحتى ألوان هذه التكتلات. قد تكون التكتلات مفطلحة، أو مخروطية، أو على شكل أخاديد. من الممكن أيضًا أن تكون تكتلات صغيرة وهذا يختلف حسب شدة الإصابة وتدرجها.

عوامل تشجع الإصابة

في الواقع، تشجع الإصابة بتدرن الزيتون التاجي جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية والكيميائية. من أهم هذه العوامل:

  • شراء غراس غير سليمة للزيتون من مشاتل غير موثوقة (عدم شراء غراس أمهات معتنى بها).
  • كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس يشجع الإصابة.
  • أيضًا فإن الاعتماد على السماد الآزوتي وحده، أو زيادة التسميد الآزوتي، تشجع الإصابة.
  • وجود الأعشاب الموبوءة بالآفات في الحقل يعد عاملاً مشجعًا للآفات والإصابة بالمرض.
  • تقليم أشجار الزيتون بصورة خاطئة يسبب جروحًا على الشجرة ويعرضها للضعف وبالتالي الإصابة.
  • كذلك فإن استعمال مقص تقليم غير معقم يشجع على انتقال البكتريا منه إلى الشجرة.
  • بالإضافة لما تقدم، يمكن أن تنتقل البكتريا عن طريق الرياح، أو التربة، أو المطر، نتيجة لعوامل ميكيانيكة.
  • لا ننسى أن عدم عناية المزارع عمومًا بحقله (ري، تعشيب، عزيق) تضعف الحقل وتشجع المرض والآفات.

خطورة تدرن الزيتون التاجي

تنبع خطورة تدرن الزيتون التاجي، من أنه يضعف شجرة الزيتون مما يؤدي لانجذاب آفات جديدة إلى أشجار الزيتون. قد تكون الآفات المنجذبة بكتيرية مثل السل، وقد تكون أيضًا حشرية مثل آفة الدفلة القشرية، وقد تكون بالإضافة لذلك فطرية مثل الذبول. مع تفاقم الإصابة، وانتشار الآفات وتداخلها في ما بينها، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في الواقع، يتم اللجوء لمكافحة تدرن الزيتون التاجي بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا المرض خطير ولا يجب التساهل معه. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للحد الاقتصادي الحرج. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة. كما تتم المعاملة مع وجود آفات الزيتون الأخرى. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب.

عتبة الضرر الاقتصادي

إن المقصود بعتبة الضرر الاقتصادي عند حديثنا عن تدرن الزيتون التاجي، هو مستوى الخطر الذي وصل إليه المرض. ما هو مستوى الخطر الذي وصلت إليه البكتريا وما هو التدرج؟ لكن، رغم ما تقدم، فإن الوقاية هنا، وكذلك العلاج الاستئصالي بالمبيدات، ضروريان جدًا.

مكافحة تدرن الزيتون التاجي

يُتبع من أجل مكافحة تدرن الزيتون التاجي جملة من الإجراءات الوقائية وليس العلاجية. إن هذا المرض تكمن خطورته في أنه قد لا يمكن علاجه مع تفاقمه. وفي ما يلي أنواع مكافحة هذا المرض:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال شراء غراس أمهات سليمة من مشتل موثوق. كذلك يراعي المزارع التخلص من الأعشاب وبؤر الآفات في الحقل. بالإضافة لما تقدم، فعلى المزراع أن يقوم بعملية تسميد متوازنة بالاعتماد على الآزوت والفوسفور والبوتاس. كما يراعي المزارع قدر الإمكان مكافحة البكتريا والفطريات التي تسهم في نقل المرض. وتجدر الإشارة إلى أن المزارع يجب أن يعقم مقص التقليم قبل التقليم، وأن يبدأ بتقليم الأشجار السليمة أولاً، وأن لا يحدث جروحًا على الشجرة أثناء ذلك.

مكافحة علاجية

بطبيعة الحال، لا توجد مكافحة علاجية مضمونة بشكل كلي للتدرن التاجي. رغم ذلك، يتم استعمال المبيدات والمكافحة المتكاملة. ولكن من أجل القضاء على الفطريات والحشرات التي تنشر المرض، ينصح باستعمال أحد مبيدات الفطريات الجهازية التابعة لمشتقات التيرازول أو البنزيميدازول. يعطي المبيد مانكوزيب فعالية جيدة، كما ينصح باستعمال المبيد كربيندازيم. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال مبيدات حشرية فوسفورية للقضاء على الحشرات الناقلة للبكتريا من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl. هذه الإجراءات تتكفل بالقضاء على فطريات الذبول وحشرات القلف والحفارات.

إجراءات المكافحة المتكاملة

سبل المكافحة والوقاية المتكاملة ضد المرض

ينصح بإجراء المكافحة المتكاملة لتدرن الزيتون التاجي عندما تتداخل الآفات في ما بينها سوية معه. وتتم المكافحة من خلال استعمال مصائد تعلق على الأشجار لصيد فراشات الزيتون، ومنها فراشة الزيتون النارية. كما يتم تعقيم التربة بغاز بروميد الميتيل، ويمكن أيضًا التعقيم بالطاقة الشمسية، حيث يمدد غطاء بلاستيكي فوق التربة طوال الصيف ليرفع درجة حرارة التربة إلى ٦٠ مئوية، وبذلك يقضي على الآفات. يمكن أيضًا التعقيم بميتام الصوديوم، أو بنثر حبيبات المبيد إندوسلفان (endosulfan) حول الجذوع أو خلطه مع التربة. كل الطرق السابقة تعطي نتائج فعالة ومضمونة في منع الآفات، وبالتالي منع الأمراض ومنها مرض التدرن التاجي.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تدرن الزيتون التاجي وحددنا أضراره الكبيرة وخطورته على إنتاج أشجار الزيتون. بالإضافة لذلك، نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على حدوثه، وبسبل المكافحة المتكاملة التي تتبع من أجل الوقاية قبل العلاج. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على أشجاره وعلى ما يزرع، وأن يتجنب خسارة أشجار الزيتون المباركة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق