مرض ورم العصب السمعي (Acoustic Neuroma)؛ أعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 16 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
مرض ورم العصب السمعي (Acoustic Neuroma)؛ أعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه

مرض ورم العصب السمعي بالإنجليزي (Acoustic Neuroma) هو حالة غير سرطانية تصيب العصب الثامن المسؤول عن نقل إشارات السمع والتوازن من الأذن الداخلية إلى مراكزها في الدماغ. على الرغم من أن هذه الأورام سليمة إلا أنها قد تصل لأحجام كبيرة فتضغط على عناصر مهمة مجاورة لها، وتسبب أعراضاً مهمة. تعرف على أهم 3 مضاعفات للورم الشفاني الدهليزي، وأبرز أعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه.

ما هو مرض ورم العصب السمعي؟

الاسم العلمي للمرض ورم العصب السمعي
أسماء أخرى الورم الشفاني الدهليزي، الشوانوما الدهليزية، ورم العصب الدهليزي، ورم شوان الدهليزي، ورم الأذن الداخلية، الشوانوما السمعية، الورم الشفاني السمعي، ورم شوان السمعي
تصنيف المرض أورام الجملة العصبية
التخصص الطبي المعالج أخصائي الأذن أنف حنجرة، جراح الأعصاب
أعراض المرض نقص سمع، دوار، طنين
درجة انتشار المرض نادر

يعد مرض ورم العصب السمعي نمو حميد غير سرطاني أي أنه لا ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم، وهو يكبر ببطء، ويصنف من الأورام الدماغية. يظهر الورم على العصب الثامن (العصب السمعي أو العصب الدهليزي القوقعي) المسؤول عن نقل إشارات التوازن والسمع من الأذن إلى الدماغ. ينشأ الورم على حساب خلايا شوان، وهي الخلايا التي تحيط بالألياف العصبية وتغلفها. لذلك تسمى الأورام التي تنشأ على حسابها شوانوما، أو الورم الشفاني أو ورم شوان. قد تحدث الشوانوما في أي عصب في الجسم، لكن ورم العصب السمعي أشيع شوانومات الدماغ، ويسمى أيضاً بالشوانوما الدهليزي (vestibular schwannoma).

من الجدير ذكره أن هذا الورم يظهر عادةً عند المصم السمعي (الفوهة التي يعبر منها العصب الثامن من جوف الجمجمة إلى الأذن الداخلية). علاوة على ذلك قد يصبح خطيراً عندما يكبر في الحجم، لكنه غالباً يشخص ويعالج قبل الوصول إلى تلك المرحلة. يقدر انتشار هذا الورم بنسبة 1 لكل 50 ألف إنسان، وهو يشكل 8% من كل أورام الدماغ. كذلك يصيب البالغين بين 30 و60 سنة عادةً، وهو يحدث عند الرجال والنساء بنسبة متساوية، وقد يكون أحادي أو ثنائي الجانب.

أسباب مرض ورم العصب السمعي

تحدث أغلب الحالات دون عامل محرض واضح أو وجود قصة عائلية، حيث إن 95% مجهول السبب. تنتج تلك الحالات عن طفرات مكتسبة غير وراثية في الحمض النووي للخلايا. تكون تلك الحالات أحادية الجانب غالباً، وقد تظهر في أي عمر إلا أنها شائعة بين 30 و60 سنة. من ناحية أخرى قد يحدث مرض ورم العصب السمعي بسبب حالة وراثية ناتجة عن اضطراب يدعى داء الورم العصبي الليفي النمط الثاني، وهي تشكل 5% من المرضى.

ينتج ذلك المرض عن طفرات في مورثات الصبغي 22 تصيب على الجينات المسؤولة عن إنتاج خلايا شوان. يكون الشكل الوراثي عادةً ثنائي الجانب، ويعاني المرضى من أورام خلايا شوان أخرى في مناطق مختلفة من الجسم، لذلك فإن علاجه مختلف عن الشكل غير الوراثي.

علاوة على ذلك يعتقد أن التعرض للأشعة خاصةً على الرأس والعنق يزيد احتمال حدوث الورم.

ورم العصب السمعي عند الأطفال

قد يحدث مرض ورم العصب السمعي عند الأطفال والمراهقين على الرغم من أنه أشيع عند البالغين، وقد ينمو لحجم كبير قبل أن يُشخص. لا تختلف أعراضه عند الأطفال عن البالغين، كذلك يُعالج بنفس الطريقة، لكن احتمال عودة الورم بعد الجراحة عند الأطفال أكبر من البالغين إذا لم يستأصل الجراح كل الورم.

علامات وأعراض ورم العصب السمعي

لا تظهر أعراض مرض ورم العصب السمعي في البداية عندما يكون صغيراً، لكن مع مرور الوقت وزيادة حجم الورم تبدأ الأعراض بالظهور. تشمل العلامات والأعراض الشائعة لورم العصب السمعى ما يلي:

  • نقص السمع تدريجي في أذن واحدة غالباً (بجهة العصب المصاب) يزداد سوءً مع الزمن.
  • طنين.
  • دوار ومشاكل في التوازن.
  • الشعور بالألم أو انسداد الأذن في جهة الإصابة.
  • صداع مستمر.
  • تشويش رؤية مؤقت أو ازدواجية الرؤية.
  • رنح (مشكلة في التنسيق بين الأطراف وحيد الجانب).
  • صعوبة فهم الكلام.
  • أعراض الضغط على الأعصاب المجاورة للورم مثل العصب الوجهي (السابع)، ومثلث التوائم (الخامس)، والمبهم (العاشر). تشمل تلك الأعراض:
    • تنميل أو ألم أو ضعف عضلي في جانب واحد من الوجه.
    • تغير الصوت.
    • صعوبة البلع.

يعد نقص السمع العرض الأشيع في مرض ورم العصب السمعي وهو يتواجد عند 90% من المرضى العرضيين، وكلما زاد حجم الورم زادت الأعراض كلها سوءً.

قد تستمر بعض الأعراض مثل نقص السمع والطنين حتى بعد العلاج الأمر الذي يؤثر على العمل ومهارات التواصل والأنشطة الحياتية.

مضاعفات الورم الشفاني الدهليزي

قد يسبب مرض ورم العصب السمعي في حالات نادرة استسقاء دماغ (تجمع السوائل في الرأس) وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. كذلك قد يضغط الورم على المخيخ وجذع الدماغ عندما يكبر كثيراً، وهذا من المضاعفات الخطيرة والنادرة أيضاً. قد يحدث فقدان السمع تام في الحالات المتقدمة، إلا أن لا يحدث أولاً، لأن المرض يبدأ بنقص سمع مترقي.

كيف يتم تشخيص الورم في العصب السمعي؟

يصعب تشخيص مرض ورم العصب السمعي في الدماغ لأن أعراضه تتشابه مع أمراض أخرى أشيع مثل داء منيير. يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات والصور عند الشك بوجود هذا الورم ومنها:

  • اختبارات السمع بحثاً عن مشاكل سمعية وتحديد فيما إذا كان مصدرها نقلي أم عصبي. تشمل تلك الاختبارات:
    • قياس السمع.
    • عتبة استقبال الكلام.
    • تخطيط استجابة جذع الدماغ السمعية.
    • متوسط النغمة النقية.
  • تخطيط كهربية الرأرأة.
  • تصوير بالرنين المغناطيسي MRI مع حقن مادة تباين.
  • تصوير مقطعي محوسب (طبقي محوري) CT.

يعد الرنين المغناطيسي أفضل من الطبقي المحوري في تشخيص هذا الورم، وكلما شُخص باكراً كلما كانت فرصة الشفاء أكبر.

علاج مرض ورم العصب السمعي

توجد مجموعة متنوعة من الخيارات لأجل علاج ورم العصب السمعي، ويحدد الطبيب أفضل وسيلة حسب حالة المريض الصحية العامة، وحجم الورم، وموقعه، وسرعة نموه. تعد المراقبة الخيار الأول للأورام الصغيرة اللاعرضية أو التي تسبب أعراض خفيفة، أو في حال كان المريض كبير بالعمر ويعاني من مشاكل صحية تعيق الجراحة. تُراقب تلك الأورام بإجراء صور رنين مغناطيسي دورياً لتقييم حجمها وكشف نموها. إذا أظهر الرنين أن حجم الورم يزداد، أو بدأ بإعطاء أعراض هامة عندها يجب التفكير بالعلاج.

تستطب الجراحة تحت التخدير العام لاستئصال الأورام الكبيرة أو التي تزداد في الحجم، وتعد الجراحة العلاج الأكثر فعالية في حالة مرض ورم العصب السمعي، وهي تتم بثلاث طرق:

  • جراحة القحف خلف الجيب السيني أو تحت القذال.
  • الجراحة عبر التيه.
  • الجراحة عبر الحفرة القحفية المتوسطة.

كذلك يمكن اللجوء إلى العلاج الشاعي (الجراحة الشعاعية المجسمة، والعلاج الشعاعي التجسيمي، والعلاج بالإشعاع البروتوني) في الأورام الصغير أو البقايا التي تبقى بعد استئصال الورم. تستخدم حزمة أشعة ضيقة موجهة بحيث تؤثر على الورم فقط دون الأجزاء المحيطة به. لا تسبب هذه الأشعة زوال الورم بل تمنعه من النمو وزيادة الحجم.

الخيارات الجراحية لعلاج الورم الشفاني الدهليزي

كما ذكرنا سابقاً توجد 3 طرق جراحية لعلاج مرض ورم العصب السمعي يختار الطبيب الطريقة الأنسب حسب حالة المريض. تلك الطرق هي:

  • جراحة القحف تحت القذال أو خلف الجيب السيني (Sigmoid sinus).

تستخدم غالباً عندما يكون حجم الورم متوسط أو كبير ويضغط على الدماغ. يصل الجراح إلى الورم من خلال شق خلف الأذن، ثم يزيل الورم من قناة الأذن الداخلية والحفرة القحفية.

  • الجراحة عبر الحفرة القحفية المتوسطة.

تعد هذه الطريقة هي الأنسب للأورام داخل قناة الأذن العظمية. يصل الجراح إلى الأذن الداخلية بإجراء شق على جانب الرأس، ثم يفصل الورم عن العصب ويزيله. تحافظ هذه الطريقة على العصبين الوجهي والسمعي غالباً.

  • الجراحة عبر التيه.

يصنع الجراح شقاً خلف الأذن ويزيل عظام الأذن الداخلية لرؤية أفضل، ثم يستأصل الورم. تؤدي هذه الطريقة إلى فقدان السمع تماماً في جهة الورم، لذلك لا يلجأ إليها الطبيب إلا عندما يفقدان المريض سمعه بسبب الورم. تحمل هذه الطريقة نتائج ممتازة في الحفاظ على العصب الوجهي.

قد يعود مرض ورم العصب السمعي مرة أخرى في حالات نادرة بعد الجراحة، ويحدث ذلك عند مريض من كل 20 شخص عولجوا جراحياً. لذلك يخضع المريض عادةً لفحوص دورية للتأكد من عدم عودة الورم، ويشمل ذلك إجراء صور رنين مغناطيسي كل فترة.

مضاعفات جراحة مرض Acoustic Neuroma

قد يصاب المريض بالمضاعفات الآتية بعد العلاج الجراحي لورم شوانوما العصب السمعي:

  • فقدان السمع.
  • صداع.
  • تسرب السائل الدماغي الشوكي عبر الأنف أو جرح العملية.
  • الطنين.
  • مشاكل في التوازن.
  • إصابة العصب الوجهي (ضعف عضلات الوجه).
  • من الاختلاطات النادرة التهاب سحايا، والسكتة الدماغية أو النزف الدماغي.

أين هو مكان الورم الشفاني الدهليزي؟

يقع الورم العصبي السمعي داخل الجمجمة خلف الأذن وأسفل الدماغ في منطقة تدعى الزاوية الجسرية المخيخية عند فوهة مصم السمع الداخلي.

ما هي نسبة نجاح عملية ورم العصب السمعي؟

تعد الجراحة أفضل خيار لعلاج الورم السمعي بنسبة نجاح أكثر من 90%.

ورم العصب السمعي هل هو خطير؟

لا تعد الأورام الصغيرة خطيرة، لكن تلك الكبيرة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة بعضها مهدد للحياة. على الرغم من ذلك فإن الوفيات بسبب هذا الورم نادرة إذا شُخص وعُولج بشكل صحيح.

تحدثنا عن سبب مرض ورم العصب السمعي، وأهم علاماته، وأعراضه، ومضاعفاته، وتشخيصه، وعلاجه. يعد هذا الورم حميد وبطيء النمو، وهو لا يغزو الدماغ، لكنه يضغط عليه وعلى الأعصاب المجاورة عندما يزداد حجمه. يسبب مرض Acoustic Neuroma أعراضاً مثل الدوار، والطنين، ونقص السمع الذي قد يتطور إلى فقدان سمع تام، لذلك سارع إلى مراجعة الطبيب عندما تصاب بهذه الأعراض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق