مرض تمزق وتر أكيلس؛ أسبابه وأهم 3 أعراض له وطرق علاجه

محمد موسى
نشرت منذ 5 أيام يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
مرض تمزق وتر أكيلس؛ أسبابه وأهم 3 أعراض له وطرق علاجه

كثيرًا ما نسمع عن وتر أكيلس أو وتر آشيل أو وتر آخيل أو بالعربية وتر العرقوب، فما هو هذا الوتر وما وظيفته؟، وماذا يعني تمزق وتر أكيلس؟ وكيف يمكن معالجته؟

حقائق عن وتر أكيلس

الوتر هو مكان ارتكاز العضلة على العظم، يرتكز وتر أكيلس على الحافة الخلفية لعظم العقب (الكعب).

ينشأ وتر أكيلس أو وتر العرقوب عن عضلتان خلفيتان من عضلات الساق، هما عضلة الساق والعضلة الأخمصية.

طوله حوالي 15 سم (6 إنش)، يمر فوق مفصل الكاحل ليرتكز على العقب.

يحيط بوتر أكيلس غمد يسمح له بالانزلاق أو التمدد بسهولة خلال حركة مفصل الكاحل الطبيعية. فما هي وظيفة وتر العرقوب؟ وما معنى تمزق وتر أكيلس؟

وظيفة وتر أكيلس وتغذيته الدموية

وبما أن عضلة الساق مكانها أسفل الركبة ووترها (وتر أكيلس) يرتكز على العقب، فيمكننا أن نتوقع وظيفة العضلة الرئيسية، والتي هي المشي والركض.

وعندما تتقلص عضلة الساق فإنها تسبب انحدار مفصل الكاحل للأسفل، وتسمح لمقدمة القدم أن تترفع مما يسمح لك بالمشي.

يجب على وتر العرقوب (أكيلس) أن يكون قويًا، لأنك عندما تركض أو تصعد الدرج أو تتسلق، فإن الوتر يتحمّل وزنك مضروبًا بعشرة أضعاف.

يتروّى وتر العرقوب عن طريق الشُرينات الدموية الصغيرة التي تخترقه، مع ذلك فإن ترويته الدموية تعتبر قليلة نسبيًا في القسم السفلي من الوتر، تمامًا قبل ارتكازه على عظم العقب، يُعتقد أن هذا ما يؤهب لحدوث تمزق الوتر.

ما هو تمزق وتر أكيلس؟ (achilles tendon rapture)

تمزق وتر أكيلس – achilles tendon rapture

يعتبر تمزق وتر العرقوب أو كما يعرف بالإنجليزية Achilles tendon rupture، حالة ليست غريبة عن الأشخاص الأصحّاء والنشطين فيزيائيًا. التمزق يحدث عفويًا وهو شائعٌ بين الأشخاص بعمر 24-45 سنة.

في معظم حالات تمزق وتر أكيلس، لا يمتلك المريض تاريخًا مرضيًا بحدوث إصابات سابقة في تلك المنطقة.

يحدث التمزق عادًة على بعد 2-6 سم من مكان ارتكاز الوتر على عظم العقب.

أسباب تمزق وتر أكيليس

الأمراض هي التي تؤهب حدوث تمزق وتر العرقوب، نذكر منها:

عوامل الخطورة في حدوث تمزق وتر أكيلس

تتضمن مخاطر حدوث تمزق وتر العرقوب بعض الحالات التالية:

  • التقدّم بالعمر.
  • الألعاب الرياضية التي تتضمن القفز أو الجري.
  • نقص المرونة.
  • التمارين الرياضية المجهدة.
  • حركة مفاجئة في مفصل الكاحل.
  • استخدام الكورتيكوستيرويدات (عن طريق الفم أو حقن موضعية).
  • استخدام المضادات الحيوية فلوروكينولون.
  • لبس أحذية ضيقة أو معيقة لوصول الدم إلى القدم.
  • القفز أو الهرولة على أرض وعرة (خشنة).
  • تسلق المرتفعات.
  • سوابق مرضية بحدوث إصابة بمنطقة الكاحل.
  • التاريخ المرضي الأسري.

أعراض تمزق وتر أكيليس

أعراض تمزق وتر أكيليس

الشكوى العامة لمريض تمزق وتر أكيلس هي:

  • حدوث طقة أو صوت فرقعة خلف القدم. الألم عادًة حاد، وسيصفه المريض وكأنه تعرّض لطلق ناري.
  • في حال حدوث تمزّق كامل في الوتر، لن يتمكن المريض من المشي دون عرج.
  • معظم المرضى لا يستطيعون صعود الدرج أو الركض أو الوقوف على رؤوس أصابعهم.

تشخيص تمزق وتر أكيلس

يتم تشخيص تمزق وتر أكيلس على النحو الآتي:

الفحص الفيزيائي

يبدأ التشخيص عادةً بالفحص الفيزيائي، عن طريق فحص كلا الساقين ومقارنتهما، بحثًا عن أي علامة فارقة مثل التورّم أو التكدّم أو المضض.

إذا كان تمزق وتر أكيلس تمزقًا كاملًا، سيلاحَظ وجود فراغ أو فجوة خلف الكعب.

سيفقد المريض جزء من مداه الحركي في مفصل الكاحل، ولن يستطيع تحريك قدمه للأسفل.

اختبار تومبسون هو الاختبار المعتمَد في تشخيص تمزق وتر أكيلس، يتم إجراءه وفقًا للتالي:

  • يستلقي المريض على بطنه وقدماه خارج السرير.
  • يقوم الفاحص بضغط أو عصر عضلة ربلة الساق، لإحداث قوة مشابهة لقوة انكماشها.
  • في حال سلامة وتر أكيلس، ستتحرك قدم المريض لأعلى.
  • في حالة تمزق وتر أكيلس لن تتحرك قدم المريض على الإطلاق وسيكون الاختبار هنا إيجابيًا.

قد يفحص الطبيب وجود النبض والحس في القدم لدى المريض.

الفحص الشعاعي

عادةً، يتم تشخيص تمزق وتر العرقوب بسهولة عن طريق الفحص الفيزيائي ومعرفة التاريخ المرضي للشخص.

لكن قد يطلب الأطباء صورة شعاعية لتأكيد الإصابة أكثر، هذه الصور هي:

  • التصوير الشعاعي البسيط: للتحري عن وجود تورّم في الأنسجة الرخوة حول الإصابة، وللتأكد من سلامة العظام في تلك المنطقة، وعدم تكلّس الوتر.
  • التَصوير بالأمواج فوق الصوتية: من الشائع طلب هذا النوع من الصور، حيث يتم طلبه لمعرفة حجم التمزق الحاصل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: قد يطلب المختصون صورة من نوع الرنين المغناطيسي لعدم القدرة على التشخيص من خلال صورة الأمواج فوق الصوتية. أهمية التصوير بالرنين المغناطيسي تكمن في القدرة على تشخيص ثخانة في الوتر، أو تجمّع في السوائل، أو التكدم بالأنسجة الرخوة.

علاج تمزق وتر أكيلس

يوجد خيارين متاحين من أجل علاج تمزّق وتر العرقوب.

الأول هو العلاج الجراحي، يتضمن إعادة وصل طرفي الوتر جراحيًا. الثاني هو العلاج المحافظ، وهو التثبيت بالجبائر (الجبس).

كلا الخيارين لديه محاسنه وسيئاته، ولكن اختيار العلاج المناسب يعتمد على حالة المريض.

العلاج الجراحي

ينصح بالعلاج الجراحي للأشخاص صغار السن، النشطين فيزيائيًا. يتم العلاج الجراحي إما عن طريق الجلد (تنظير)، أو جراحة مفتوحة.

الجراحة المفتوحة تسمح للطبيب برؤية أفضل للوتر وبالتالي نجاح وصله أكثر. أما في حال الجراحة عبر الجلد، سيصل الطبيب الوتر المقطوع عبر إحداث شقوق على الجلد فوق منطقة الوتر، ووصله.

سيطبق الطبيب بعد الجراحة جبيرة أو حذاء طبي مخصص لحالات تمزقات الأوتار لفترة بسيطة.

محاسن العلاج الجراحي هو إمكانية المريض العودة إلى حياته الطبيعية أو إلى رياضته بوقت سريع، وإمكانية حدوث تمزق مرة أخرى شبه معدومة.

أما مساوئه فهي احتمال حدوث التهاب للجرح أو تخريش للجلد أو إصابة العصب.

العلاج المحافظ

استخدام ادوات علاجية محافظة

ينصح بالعلاج المحافظ للمرضى الأكبر سنًا، الذين يعتبرون قليلي النشاط الفيزيائي ولا تناسبهم العمليات الجراحية.

إمكانية شفاء الجرح كذلك تعتبر عاملًا مهمًا في تحديد العلاج المحافظ أم الجراحي، مثل نسبة التروية الدموية (Ventilation/perfusion ratio) في المنطقة.

أو كون المريض مصابًا بالسكري أو بمرض تصلب الشرايين المحيط.

يتضمن العلاج المحافظ تطبيق جبيرة جبسية على القدم المصابة بوضعية عطف أخمصي بسيط (عطف القدم للأمام قليلًا).

هذه الوضعيّة تسمع بتقارب طرفي الوتر المقطوع وشفائه تلقائيًا.

تطبق الجبيرة فترة من 6 إلى 10 أسابيع، يمنع فيها حركات مفصل الكاحل على الإطلاق.

بعد نزع الجبيرة ينصح بارتداء حذاء ذو كعب عالٍ قليلًا لتقليل الجهد على الوتر، مع اعتماد جلسات للعلاج الفيزيائي لمعالجة تحددات الحركة الحاصلة بسبب طول فترة التثبيت.

من مساوئ هذا النوع من العلاج هو ارتفاع احتمال حدوث تمزق بالوتر مرة أخرى (40% تقريبًا).

أما محاسنه هي الوقاية من آثار التخدير بعر الجراحة، والتقليل من احتمال أذية الجلد أو الأعصاب في منطقة الكاحل.

طرق الوقاية من تمزق وتر أكيلس

يمكنك وقاية نفسك من تمزق وتر أكيلس عن طريق اتباع النصائح التالية:

  • تعتبر المرونة من أهم العوامل التي تمنع تمزقات أوتار العضلات عامًة.
  • الألم علامة مهمة جدًا، توقف عن التمرين إن شعرت بالألم. إن لم يتوقف الألم بعد الراحة اطلب المساعدة الطبية.
  • أعلم طبيبك في حال وجود مضض أو شعور بعدم الراحة في كاحلك عند تناول أدوية معيّنة.
  • استخدم حذاءً مناسبًا لقدميك، غير ضيق، ويناسب النشاط الذي تقوم به.

بعد تلقّي العلاج المناسب، واستكماله بإعادة تأهيل جيّدة تتضمن العلاج الفيزيائي والتمارين الرياضية التي ستعيد المدى الحركي الطبيعي وتُرجع القوة العضلية للطرف، لا يعتبر تمزق وتر أكيلس أو Achilles Tendon Rapture إنذارًا سيئًا.

معظم الرياضيين يمكنهم العودة إلى رياضاتهم قبل الإصابة. كذلك الأشخاص العاديون يعودون إلى حياتهم الطبيعية بسرعة كبيرة نسبيًا.

أما المرضى الذين يخضعون إلى العلاج المحافظ لتمزق وتر أكيلس فإنهم معرّضون أكثر لحدوث تمزقات متكررة في الوتر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق